&
دعا رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور الى التلاحم والتكاتف على الساحة الداخلية أمام بحر متلاطم يزيد الأوضاع خطورة في الإقليم.&

&
عرض عبدالله النسور في دار رئاسة الوزراء، الاثنين، مع رؤساء النقابات المهنية والعمالية مختلف المستجدات على الساحة المحلية وتطورات الاوضاع في المنطقة وتأثيراتها على الساحة الأردنية.&
ولفت النسور الى أن البحر المتلاطم حولنا لا يزال يشتد ولا يتوقف وتزداد الاوضاع في المنطقة سوءًا وخطرًا، بحيث بات كل بيت في الشرق الاوسط يشعر وللمرة الاولى&بأنه مهدد، مؤكدًا أن هذه الاوضاع الخطرة في المنطقة تستوجب منا الالتقاء والتشاور والتكاتف وتضافر جهودنا لحماية بلدنا، والعبور به الى بر الامان، مشددًا على أن هامش الخطأ غير مسموح به مهما كان صغيرًا.&
&
وقال رئيس الوزراء خلال اللقاء الذي حضره عدد من الوزراء واستمر نحو ثلاث ساعات، إن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة اللقاءات المستمرة التي تعقدها الحكومة مع مؤسسات المجتمع المدني مؤكدًا أن الهدف من اللقاءات ليس بالضرورة الابلاغ عن حدث، وانما للتباحث في ما يهم بلدنا ووطننا.&
&
وأضاف النسور أن المطلوب في هذا الوقت اكثر من أي وقت مضى هو ترشيد الخطاب والتكاتف والتلاحم الوطني وتعظيم الجوامع وليس البحث عن نقاط الخلاف، لافتًا الى أن الامم عند المخاطر والازمات الكبرى تؤجل الحديث عن خلافاتها .&
&
نجونا وصمدنا&
وقال: " ليس من الصدفة أن الاردن بقيادته وبتلاحم وجهد ابنائه استطاع أن ينجو ويصمد ضد كل انواع الاختراقات"، مؤكداً أنه لا توجد أي قوة مهما كانت تستطيع أن تخترقنا اذا بقينا متحدين.&
واكد رئيس الوزراء الأردني أن حكومته وبتوجيهات من الملك عبدالله الثاني ماضية في مسيرة الاصلاحات الشاملة للوصول بها الى النتائج المرجوة في رفعة وتقدم الاردن مشددًا على أنه لا تراجع عن هذه الاصلاحات وسنبقى مستمرين بها شريطة ان تكون مدروسة وتأخذ في الاعتبار العاصفة التي حولنا.&
&
وقال بهذا الصدد إن "الاصلاح الذي ارتآه وطلبه جلالته من جميع الحكومات ليس مرتبطًا بزمان أو حكومة وهو عملية مستمرة لا تتوقف وان اختلفنا على سرعة انجازها" .&
&
ولفت النسور في هذا الاتجاه إلى تصريحات الملك مع احدى الصحف اليومية، والذي اشار فيه الى أن عملية الاصلاح تمر في شواخص ومنها أُطلقت الحكومة اللامركزية وقانون بلديات يتناسب معها وقانون الاحزاب، مؤكداً أن هذه القوانين الثلاثة ستتوّج بقانون الانتخابات الذي شارفت الحكومة على وضع ملامحه الاخيرة وستتقدم به الى مجلس النواب بعد انجاز قانون اللامركزية نظرًا لوجود ارتباط وثيق بين القانونين.&
&
اللامركزية والاقتصاد&
واشار النسور الى أن اللامركزية تتضمن انتخابات لاعطاء المجالس المحلية على صعيد كل محافظة جانباً خدماتيًا يقوم به بالاساس مجلس النواب وليبقى دور النائب المركزي منصبًا على التشريع والرقابة، لافتًا الى أن الملك اشار في مقابلته الصحفية الى كبر حجم مجلس النواب، وما يتطلبه ذلك من اعادة دراسة للامر في عملية اصلاحية عميقة .
&
وعلى الصعيد الاقتصادي اكد رئيس الوزراء أنه تحققت نجاحات كثيرة مشددًا على أن جميع المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية تحسنت، مشيرًا في هذا الصدد الى أن الغطاء النقدي باحتياطيات البنك المركزي من العملات الاجنبية وصل حوالي 14 مليار دولار، وهي تكفي مستوردات المملكة لفترة تزيد على 9 اشهر نتيجة لسياسات البنك المركزي المبنية على سياسات اقتصادية ناجحة.&
وقال النسور إنه لم يحصل، في العام الحالي والعام الماضي، وللمرة الاولى&بتاريخ المملكة أو الامارة، أي ملحق موازنة، وهذا يعني التزامًا مطلقاً ببنود الموازنة، الامر الذي اثمر عن عدم وجود عجز اكثر مما هو مرسوم في الموازنة.&
&
واكد أن المديونية انخفضت في جميع شؤون الدولة باستثناء بند وحيد يتعلق بالغاز المصري، وقال " املنا من الاشقاء المصريين حماية امن انبوب الغاز الذي كلف الاردن خسائر هذا العام بسبب انقطاع الغاز الذي يستخدم في توليد الكهرباء تبلغ بين 600 الى 700 مليون دينار.&
ولفت رئيس الوزراء الى انه في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة بتحرير اسعار المشتقات النفطية بدأت الاضرابات والاعتصامات للعديد من النقابات، مؤكدًا أن تكون هذه المطالبات واقعية وتأخذ في الاعتبار محدودية الموازنة.&
&
وقال " المطالبات التعجيزية غير صحيحة وليست حسنة التوقيت، وانا لا اشكك بالنوايا أو بتسييس هذه المطالبات، ولكن الامور تستوجب الحذر والانتباه بسبب الظروف المحيطة حتى لا تكون هناك محاولات لخلق اشكالات في بلدنا ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب شكلها مطلبي ولكنها سياسية ".&
&
حماية الدولة&
وشدد رئيس الحكومة الأردنية على أن الهدف الاسمى هو حماية الدولة الاردنية، لافتاً الى أن أي اهداف جانبية تضر بهذا الهدف تكون غير صحيحة .&
وقال " إن وضع الخزينة لا يسمح بتلبية أي مطالب " داعيًا الى عدم ارهاق الدولة في هذا التوقيت بمطالبات وإن كانت عادلة الا أن توقيتها غير مناسب .&
&
وبشأن مطالب نقابة المعلمين لفت رئيس الوزراء الى مواقفه المؤيدة للنقابة، حينما كان نائبًا، مضيفاً " هؤلاء ابنائي وانا نصير لهم وكنت معلماً لمدة 17 سنة وكنت وزيرًا للتربية والتعليم واعلم آلام هذا القطاع واوجاعه والضغوط التي يواجهها "، معربًا عن تقديره للنقابة ودورها .&
واشار الى أنه التقى نقابة المعلمين في وقت سابق دون حضور النقيب مبديًا ترحيبه بعقد لقاء آخر مع النقابة لمناقشة مطالب النقابة واحتياجاتها .&
&
واعرب النسور عن قناعته بان المطالب معقولة جداً، " ونحن مستعدون لبحثها وما نستطيع تلبيته سنقوم به بكل شجاعة ويسعدني ويشرفني أن اعمل ما نستطيعه خدمة لابنائنا المعلمين، لكنه اشار في الوقت ذاته الى أن تكون هناك ايجابية في التعاون ومناقبية تربوية تعليمية وفقاً للقانون .&
وشدد على أن الاساسيات في العمل هي تأدية عمل وواجب وتلبية متطلبات القانون بشيء يخدم البلد والمعلم والطالب والسلام الاجتماعي في البلد، مؤكدًا أن نقابة المعلمين مدعوة لاتخاذ مواقف تاريخية قوية.&
&
الحركة الإسلامية&
وحول الموقف من الحركة الاسلامية، اكد رئيس الوزراء أن الحركة الاسلامية في الاردن حركة وطنية وتؤدي دوراً وطنياً نحترمه لافتًا الى أن بديل هذه الحركة لن يكون جيداً .&
وبشأن العدوان الاسرائيلي على غزة، اكد النسور أن موقف الاردن بقيادة عبدالله الثاني واضح وصادق بالتشديد على وقف العدوان الاسرائيلي على الاشقاء في قطاع غزة لافتًا الى لقاءات الملك واتصالاته مع نائب الرئيس الاميركي والعديد من القيادات وفي اطار جهود الاردن الدبلوماسية لوقف العدوان الذي وصفه جلالته بأنه اجرامي غاشم وجريمة حرب يجب أن يعاقب عليها القانون الدولي.&
&
وقال إن الحكومة عبرت عن رفضها لهذا العدوان مؤكدًا أن الاردن قدم كل ما تستطيع الامة تقديمه تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني .&
&
واكد أن الرأي العام الاردني عبّر عن رأيه بكل حرية وفي كل مكان وكل زمان بشأن العدوان والجرائم التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية تجاه الاهل في غزة .&
&
انتقادات الأردن&
ولفت بهذا الصدد الى أن الشعب الاردني ينزعج اذا قام بفعل خير ويتم انتقاده عليه داعيًا الى عدم التلاوم في ما بيننا وان تبقى جهودنا مركزة على الهدف الاسمى وهو وقف العدوان على غزة ومساعدة اهلها.&
واضاف " اقول للذين يطالبوا بمواقف تفوق حجم الاردن وامكاناته كفوا عن ذلك، فهذا الكلام مرفوض، فالاردن لم يقصر مع الاشقاء وموقفه واضح وصريح وقوي تجاه العدوان " .&
&
واشار الى أن قوافل المساعدات الاردنية ومن الاشقاء والاصدقاء عبر الاردن لم تتوقف يومًا، مؤكداً أنها موضع شكر وتقدير الاشقاء في غزة .&
&
سوريا والعراق&
وبشان اللاجئين السوريين واثرهم على الواقع الاقتصادي، قال رئيس الوزراء " نحن لا نشتكي من الوجود السوري ولكن هناك صعوبات وضغوطات كبيرة على جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية " .&
ولفت الى أن ما تحدث به الملك عبدالله الثاني قبل سنوات عن الوضع السوري كان توصيفًا حقيقيًا للازمة السورية من حيث ابعادها واثرها على دول الجوار .&
&
واكد أن القوات المسلحة والاجهزة الامنية قامت بدورها وواجبها بصورة دقيقة وعلى مدار الساعة ودون تدخل الاردن في الشأن الداخلي السوري.&
وختم رئيس الحكومة الأردنية عرضه الشامل بحديث عن الاوضاع في العراق، مؤكداً أن الأردن مع وحدة العراق وضد تقسيمه وضد الذين يسعون الى تقسيم العراق، وقال "نحن لسنا مع أي طرف ضد أي طرف آخر " .
&