دعا مرجع شيعي عراقي عرف بمهاجمته للمالكي رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي إلى تشكيل وزارة عادلة وحازمة لا تستثني أي مكون وتعمل على توحيد العراقيين ومنع فشل الدولة فيما أوصت مرجعية السيستاني بعدم خروج اي تظاهرات مع أو ضد المالكي.


لندن: أعرب المرجع الشيعي آية الله بشير النجفي عن أمله بأن يتكون تسمية رئيس مجلس الوزراء الجديد للعراق خيراً للبلاد.. وقال "تابعنا باهتمام حدث تكليف السيد رئيس الجمهورية مرشح التحالف الوطني لمنصب رئيس مجلس الوزراء والذي نأمل أن يكون ذلك خيراً للعراق جميعاً وأن يوحد رأي وقلب الشعب العراقي لرفع خطر الإرهاب ولتجاوز مشاكل المرحلة السابقة".

وأضاف إن الحكومة العراقية المقبلة يجب أن تبنى على أساس الكفاءة والنزاهة لبناء حكومة نظيفة عادلة حازمة تخدم العراقيين لا تفرق بين مكونات الشعب وتكون مقبولة من قبل جميع الأطراف الوطنية وان تضم وزراء يتم اختيارهم لكفاءَتهم ونزاهتهم بلا تفريق ومقبولة لدى جميع الأطراف الوطنية.

وأكد المرجع النجفي في بيان صحافي اليوم الثلاثاء حصلت "إيلاف" على نصه أن المهمة الملقات على الحكومة العراقية الجديدة هي معاجلة المشاكل بهدوء وروية مع الحزم والشجاعة التي تعتمد على الإدارة العلمية وتتبع سياسة ناجحة في إدارة الملفات "وذلك غاية منى كل العراقيين ونسأل الله التوفيق للرجل الذي اختير لإدارة دفة السلطة التنفيذية النجاح والمقدرة خصوصاً أن أمام حكومته تحديات واسعة كتحدي الوضع الأمني والفساد والاقتصاد والميزانية ووحدة العراق.. وغيرها من الملفات المهمة".

وحمل المرجع الشعب العراقي مسؤولية توحيد الصفوف ونبذ الخلافات الشخصية والفئوية وذلك لإنجاح العمل ودحر الإرهاب والفساد والفشل وقال "نحمّل كل العراقيين مسؤولية إنجاح العمل على دحر الإرهاب والفساد والفشل من خلال توحدهم ونبذ الخلافات الشخصية والفئوية لنكون يداً واحدة كما أمرنا الله سبحانه وتعإلى لنستطيع أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة على امتنا ووطننا الغالي العراق الجريح".

وطالب المرجع النجفي العبادي بأن يتحمل مسؤوليته الكبيرة بهمة عالية وعمل دؤوب وإخلاص لمنع كل أنواع وأسباب فشل الدولة والحكومة العراقية "وهي مسؤوليته كرئيس لمجلس الوزراء وقال "نأمل من المكلف بالحكومة أن يتحمل هذه المسؤولية الكبيرة بهمة وإخلاص وعمل دؤوب لمنع كل أنواع فشل الدولة العراقية وهي مسؤولية هذا المنصب الذي تحمله على عاتقه".

وكان المرجع النجفي قد شن في 28 نيسان (أبريل) الماضي هجوما عنيفا على رئيس الوزراء نوري المالكي وحمله مسؤولية هروب المجرمين من السجون وتسلل امثالهم إلى العراق عبر الحدود المشرعة نتيجة السياسة التي يتبعها.

وقال النجفي إن تهاون المالكي في ضبط الحدود ادى إلى دخول الارهابيين إلى العراق كما فرط المالكي في حماية السجون الامر الذي ادى إلى هروب كبار المجرمين واستمرارهم في قتل العراقيين. وأضاف المرجع الديني ان المالكي طالب بمئة يوم لاصلاح الخدمات والامن، لكنه لم يتغير شي مع مرور الايام والاشهر والسنين، ليضع العراق في حالة من التدهور.

وأشار المرجع النجفي إلى أنّ المالكي افقر الشعب العراقي ثم قام بتوزيع المعونات عليه مع اقتراب موعد الانتخابات، وطالب النجفي ابناء الشعب العراقي بقبول هذه العطايا والاراضي لأنها اموالهم وحقوقهم، لكن على من يقبلها ان لاينتخب من اعطاها، لأن اعادة انتخاب الفاشلين محرم شرعًا.
&
السيستاني يوصي بعدم خروج تظاهرات مع أو ضد المالكي

وأوصت المرجعية الشيعية العليا في النجف بعدم خروج تظاهرات من أي طرف قد تضر بالمصلحة العامة. وقال مصدر مطلع في مكتب المرجع الاعلى السيد علي السيستاني ان "المرجعية الدينية العليا اوصت بعدم خروج تظاهرات من اي طرف من الاطراف لمنع حصول توترات مضرة بالمصلحة العامة" كما نقلت عنه وكالة كل العراق.

وكان مجلس محافظة النجف قرر اليوم عدم السماح لخروج اي تظاهرات في المحافظة الا بعد الحصول على الموافقات الاصولية من قبل الجهات الامنية "عازيا قراره إلى"ابعاد المدينة عن اي صراعات سياسية قد يشهدها البلد لاسيما في تشكيل الحكومة الاتحادية".

يذكر ان عدة مناطق في بعض المحافظات شهدت قبل أيام خروج تظاهرات من انصار ائتلاف دولة القانون دعا اليها الائتلاف نفسه لتأييد ودعم ترشيح رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي لولاية ثالثة.

وكان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم قد كلف أمس الأثنين مرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء حيدر العبادي بتشكيل الحكومة المقبلة. ولاقى تكليف العبادي ترحيباً محلياً ودولياً حيث رحب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الثلاثاء بتسمية رئيس وزراء جديد في العراق خلفا لنوري المالكي الذي تنتقد الرياض سياسته بشدة.

وبخصوص تكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة عراقية جديدة قال الامير سعود الفيصل بالانكليزية ردًا على سؤال "أنه خبر سار تلقيته للتو". وكانت السعودية المتاخمة للعراق اتهمت المالكي صراحة بجر العراق إلى حافة الهاوية من خلال اعتماد سياسة استبعاد السنة وطالبت بتشكيل حكومة توافقية.

ومن جهته عد الرئيس الاميركي باراك اوباما تكليف العبادي خطوة واعدة وتعهد بدعم الحكومة العراقية الجديدة كما أعلن ممثل المرشد الايراني علي شمخاني ان بلاده تدعم المسيرة القانونية الجارية فيما يخص انتخاب رئيس الوزراء العراقي الجديد.

وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي قد رفض أمس ترشيح التحالف الوطني للعبادي قائلا: لاقيمة قانونية له" متهماً" الادارة الاميركية في التدخل بابعاده في الانحياز مع من خرق الدستور في أشارة إلى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الذي كلف أمس العبادي بتشكيل الحكومة المقبلة.

وخلال خطبة الجمعة الماضية بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) وجه الخطيب عبد المهدي الكربلائي معتمد مرجعية المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني انتقادات لاستمرار السياسيية في التنازع والاختلاف على منصب رئيس الحكومة الجديدة معتبرًا أن "الاصرار على التبث بالمنصب يمثل خطأ فطيعا يجب أن يتجنبه من يشعر بالمسؤولية أمام شعبه" في أشارة إلى اصرار رئيس الحكومة نوري المالكي على الحصول على ولاية ثالثة في منصبه الحالي.

وشدد الكربلائي على "ان الاصرار على التشبث بالمواقع والمناصب خطأ فضيع "مؤكداً على ضرورة ان تنال الحكومة المقبلة على مقبولية واسعة داعياً جميع المرشحين للمنصب إلى "ان ينظروا إلى الله تعإلى ليتنازلوا إلى من يمتلك المقبولية والاكفأ بينهم". وحذر من ان ان "الإصرار على الشتبث بالمواقع والمناصب خطا فظيع يجب ان يتجنبه اي سياسي حتى لو كان لديه قدر ضئيل من المسؤولية".