شدد البابا فرنسيس اليوم الاحد في كوريا الجنوبية& على ضرورة اتباع& كاثوليكية متسامحة و"خلاقة" في آسيا التي تتسم بتنوع ثقافي وديني هائل، ودعا الدول الآسيوية التي لا تقيم علاقات مع الفاتيكان مثل الصين وكوريا الشمالية الى اجراء حوار بناء مع الكرسي الرسولي.

وفي خطاب الى اساقفة من 22 بلدا اجتمعوا برئاسة مطران بومباي الكاردينال اوسوالد غراسياس، دعا البابا الكنيسة الى التمسك "بالتنوع والى ان تكون خلاقة في شهادتها بفضل الحوار والانفتاح على الجميع".

وقال ان المسيحيين "يشكلون فعلا مجموعة صغيرة" في "هذه القارة الكبيرة بثقافاتها وتقاليدها القديمة". واضاف "اذا اردنا الا يكون حديثنا حوارا داخليا فيجب ان يكون هناك انفتاح في العقل والقلب لقبول الافراد والثقافات". وكان البابا يتحدث من "مزار الشهيد المجهول" في هايمي على بعد حوالى مئة كيلومتر عن سيول.

في المقابل، دعا الحبر الاعظم الدول الآسيوية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان الى البرهنة على انفتاح، في اشارة خصوصا الى الصين وكوريا الشمالية، لكنها تشمل ايضا افغانستان والسعودية وبوتان وبروناي ولاوس وفيتنام وبورما وسلطنة عمان. وقال "بروح الانفتاح هذه على الآخرين، آمل الا تتردد دول قارتكم التي لا يقيم معها الفاتيكان علاقات كاملة، في تشجيع حوار يعود بالفائدة على الجميع".

من جهة اخرى، اعلن الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي ان البابا فرنسيس عمّد كورياً جنوبيًا هو والد احدى ضحايا حادث العبارة سيوول، الذي وقع في 16 نيسان/ابريل، وادى الى مصرع 300 شخص. وكان يفترض ان تجري العمادة صباح السبت، لكنها تمت صباح اليوم في كنيسة السفارة البابوية مقر اقامة البابا خلال رحلته. وقد جرت باللغة الكورية بحضور مترجم الباب خلال الرحلة الاب جون شونغ شيشون.

ورافق لي هو جين اثنان من ابنائه. وقد اختار لنفسه اسم فرنسيس. وقال لوكالة الانباء الكاثوليكية ايجانيوز "انني اشعر بالامتنان لحب البابا وقربه". وكان الرجل في مجموعة من الناجين من الحادث واقرباء ضحايا فيه التقت البابا قبل القداس الكبير الذي ترأسه في دايجون (وسط كوريا) السبت.& وسيوجه البابا رسالة اليوم الاحد في قداس اختتام ايام الشباب الآسيوي التي تقام في هايمي.

وكان البابا فرنسيس طوّب السبت في سيول 124 كاثوليكيا من كوريا الجنوبية في حضور مئات الاف المصلين الذين سألهم عن معنى التضحية في عالم يتأرجح بين الوفرة المادية والعوز المدقع. وفرنسيس هو اول بابا يزور دولة في شرق آسيا منذ 1999.

ويشكل اكثر من خمسة ملايين كاثوليكي في كوريا الجنوبية 10,7% من عدد السكان، لكن عددهم كبير بين النخبة السياسية والاقتصادية ويتجاوز نفوذهم اليوم وزنهم الديموغرافي بأشواط كبيرة. وتثير زيارة البابا حماسة شعبية في كوريا الجنوبية حيث ازدهرت المسيحية بعد الحرب الكورية (1950-1953) ويتجاوز عدد المسيحيين عدد البوذيين. وتضم الكنيسة الكاثوليكية في كوريا الجنوبية 5,3 ملايين شخص.