اعتبرت غالبية كبيرة من قرّاء "إيلاف" المشاركين في الاستفتاء الاسبوعي تنظيم الدولة الإسلامية إرهابيًا يعمل ضد الإسلام، فيما أشارت قلة منهم إلى أنّه تشكيل إسلامي يسعى إلى إعادة دولة الخلافة الإسلامية.

لندن: شارك في استفتاء "إيلاف" الاسبوعي 5128 قارئًا أجابوا على السؤال التالي: "كيف ترى تنظيم الدولة الإسلامية: هل هو إرهابي يعمل ضد الإسلام أم تنظيم إسلامي يسعى إلى الخلافة الإسلامية؟ ورأت الغالبية المشاركة أن التنظيم يعمل ضد الإسلام.

الدولة الإسلامية تنظيم إرهابي

ومن بين المشاركين في الاستفتاء، فقد رأت أغلبية تضم 3953 قارئاً شكلت نسبتهم 77 بالمئة من مجموع الذين اجابوا على سؤال الاستفتاء ان الدولة الإسلامية تنظيم ارهابي يعمل ضد الإسلام. ومن المؤكد أن الجرائم، التي ارتكبها التنظيم في العراق وقبلها في سوريا ضد مختلف الاديان والطوائف، كانت وراء هذا الموقف.

ويدلل رأي القرّاء هذا على ايمانهم بأن تنظيم الدولة الإسلامية قد شوّه صورة الإسلام ومبادئه في التعايش السلمي مع بقية الاديان والطوائف، حيث اظهرت تصرفاته ممارسات وحشية ضد الاقليات الدينية وخاصة المسيحيين والايزيديين الذين امعن فيهم قتلاً وسبيًا وتهجيرًا، اضافة إلى المذاهب الاخرى مثل الشيعة والتركمان الذين استهدف مواطنيهم بالقتل والتفجير والتهجير.

ومن الواضح أن اعتبار القرّاء للتنظيم ارهابيًا مدفوعًا بالدرجة الاولى بممارساته الوحشية على الارض ومواقف السياسيين ورجال الدين والمجتمع الدولي ضدها حيث اعتبرت المراجع الدينية في العراق بمختلف تنويعاتها التنظيم بأنه وحشي في ممارساته وغريب عن مبادئ كل الاديان والطوائف، فيما وصفته المرجعية الشيعية العليا في العراق بالارهابي ودعت جميع العراقيين وقواتهم الامنية إلى مواجهته ودرء خطره عن بلدهم.

كما ندد أحمد الطيب شيخ الأزهر بقيام التنظيم "بقتل الأبرياء وانتهاك الأعراض وقصف المساجد واضطهاد وتهجير المسيحيين وبعض الطوائف الأخرى". وشدد على رفض ما يقوم به التنظيم "الذي ينسب أعمال القتل والتدمير للإسلام والإسلام منها بريء".

ومن جهته، اعتبر عباس شومان وكيل الأزهر الشريف هدم الدولة الإسلامية للمقابر والاضرحة والمقامات "اعمالاً إجرامية تنتهك حرمات القبور".. وقال إن هذه المقامات "هي قبور والميت له حرمته أيًا كانت عقيدته ولا يجوز الاعتداء على هذه الأماكن احتراماً لكرامة الآدمي".

وحذر من أن "هذه الأعمال لا تخدم قضية وإنما تزيد الخلاف والاضطراب والعنف وكل ما يؤدي إلى إثارة الأحقاد والضغائن والشقاق بين الناس هو عمل محرم في الشرائع كلها، لا سيما في الشريعة الإسلامية، وهؤلاء الذين يقفون خلف هذه الأعمال يتسترون باسم الدين وهم لا يعرفون شيئًا عن قواعده وأحكامه، ولو كانوا يفهمون الدين فهمًا صحيحاً ما قاموا بهذه الأعمال البشعة".

قلة اعتبرت التنظيم إسلاميًا يسعى إلى الخلافة

ومن جهتها، رأت قلة من المشاركين في الاستفتاء ان تنظيم الدولة الإسلامية هو تشكيل إسلامي يسعى الى اعادة الخلافة الإسلامية، حيث بلغ عدد القراء الذين عبروا عن هذا الرأي 1175 قارئًا شكلت نسبتهم 23 بالمئة من المجموع الكلي للمشاركين في الاستفتاء البالغ عددهم 5128 قارئًا.

ومن المؤكد أن هذه الاقلية من القراء قد تأثرت بأدبيات وطروحات التنظيم والمروجين لافكاره من متشددين إسلاميين. كما انهم وفي ما يبدو قد صدقوا ما يقوله زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي الذي أشار في خطبة الجمعة بجامع الموصل يوم الخامس من الشهر الماضي إلى "إن اخوانكم المجاهدين قد من الله عليهم بنصر وفتح ومكن لهم بعد سنين طويلة من الجهاد والصبر ووفقهم ومكنهم لتحقيق غايتهم فسارعوا إلى إعلان الخلافة وتنصيب إمام وهذا واجب على المسلمين، واجب قد ضيع لقرون وغاب عن واقع الأرض فجهله كثيرًا من المسلمين".

وأضاف "ولقد ابتليت بهذا الأمر العظيم لقد ابتليت بهذه الأمانة.. أمانة ثقيلة فوليت عليكم ولست بخيركم ولا أفضل منكم فإن رايتموني على حق فاعينوني وإن رأيتموني على باطل فانصحوني وسددوني". ودعا المسلمين في أنحاء العالم إلى حمل السلاح وأن يتجمعوا في "دولة الخلافة" التي أعلنها على الأراضي العراقية والسورية التي يسيطر عليها.

وبالترافق مع هذه المواقف، يرى مراقبون لمسيرة تنظيم الدولة الإسلامية أن التوسع السريع لمناطق سيطرته وانتشار مقاتليه فيها وكثرة الخصوم والأعداء الذين يقاتلهم في الوقت نفسه في كل من سوريا والعراق اضافة إلى الدعم الأميركي والدولي للذين يواجهونه لوجستياً وعسكرياً مع إثارة التنظيم نقمة سكان المناطق التي يسيطر عليها بقيامه بتطبيق الحدود الشرعية من جلد ورجم وذبح وقطع للرؤوس وبدء انتفاضات عشائرية مسلحة ضده في العراق وسوريا، فإن التطورات على ارض الواقع تشير إلى أنّ تنظيم "دولة الخلافة" يتجه نحو الزوال السريع بشكل يشابه نشأته وتمدده السريع، رغم أن مقاتليه يرفضون ذلك ويؤكدون على انه باقٍ وسيحقق اهدافه!
&