كييف: أكدت أوكرانيا، الخميس، أن "قوات روسية" استولت على مدينة نوفوازفوسك الحدودية الاستراتيجية على بعد 100 كلم جنوب معقل دونيتسك الانفصالي، حيث دارت مواجهات عنيفة في الأيام الاخيرة. وقال المجلس الوطني الأوكراني للامن والدفاع على تويتر: "أمس استولى الجنود الروس على مدينة نوفوازفوسك" الحدودية التي تضم 11 الف نسمة، مضيفًا أن عدة بلدات حدودية قريبة سقطت ايضًا.

وصرح السفير الاوكراني ايهور بروكوبشوك بعد اجتماع لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا الخميس ان اوكرانيا تدين "غزوا مباشرا" من قبل القوات الروسية لاراضيها. وقال ان "الوضع تفاقم بشكل كبير. سجلنا غزوا مباشرا للقوات العسكرية الاوكرانية في مناطق شرق اوكرانيا"، مشيرا الى "استيلاء قوات روسية نظامية على مدينة نوفوازوفسك ومدن اخرى قريبة عدة".

وتضاعفت اتهامات التدخل المباشر لروسيا في النزاع الدائر في شرق أوكرانيا، والذي يعتقد أنه وراء الانتصارات التي يحققها المتمردون الموالون لموسكو في هجومهم المضاد على القوات الحكومية. واتهم السفير الاميركي في أوكرانيا جيفري بيات، الخميس، روسيا بـ "التدخل مباشرة" في الاشتباكات بين الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الحكومية في شرق البلاد.

وكتب بيات على موقع تويتر أن "عدداً متزايدًا من القوات الروسية يتدخل مباشرة في المعارك على الاراضي الأوكرانية"، مضيفًا أن موسكو "باتت ضالعة مباشرة في المواجهات" وارسلت "أحدث انظمة دفاعاتها الجوية ومنها نظام اس ايه 1" الى شرق أوكرانيا.

كما اتهمت ليتوانيا الخميس روسيا بشن "غزو عسكري واضح" في أوكرانيا ودعت بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الامن الدولي الى عقد اجتماع في هذا الشأن. وفي وقت سابق اكدت بولندا وحلف شمال الاطلسي أن هناك ادلة تثبت بأن قوات نظامية من الجيش الروسي ناشطة في أوكرانيا.

اكثر من الف جندي روسي يقاتلون على الاراضي الاوكرانية

اعلن مسؤول عسكري كبير في حلف شمال الاطلسي الخميس ان اكثر من الف جندي روسي يقاتلون حاليا على الاراضي الاوكرانية وخصوصا في نوفوازوفسك معتبرا ان وجودهم "مقلق جدا".

وقال المسؤول ان "اكثر من الف جندي روسي يقاتلون حاليا في اوكرانيا. انهم يدعمون الانفصاليين ويقاتلون معهم" القوات المسلحة الاوكرانية، مؤكدا انه يستند الى "تقديرات حذرة جدا".

وقال المسؤول الاطلسي "منذ الاثنين نرى عمليات توغل جديدة قرب نوفوازوفسك" ما يفتح "جبهة جديدة امام القوات الاوكرانية" ويضعها "في وضع رهيب".

واضاف "منذ منتصف اب/اغسطس تشارك القوات الروسية بنشاط في المعارك" معتبرا عدد الجنود المنتشرين على طول الحدود الروسية الاوكرانية بحوالى عشرين الفا.

واعتبر المسؤول ان هذا "التصعيد الكبير في العمليات العسكرية الروسية" "مرتبط مباشرة بالانتصارات العسكرية الاوكرانية" على الانفصاليين.&

هولاند: الأمر غير مقبول

من جهته، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في خطاب الخميس أمام السفراء الفرنسيين في باريس، أن احتمال وجود جنود روس في شرق أوكرانيا "غير محتمل وغير مقبول"، وقال: "اذا تبين وجود جنود روس على الاراضي الأوكرانية، فسيكون غير محتمل وغير مقبول". وطلب هولاند من روسيا "احترام سيادة أوكرانيا" و"التوقف عن دعم الانفصاليين".

وامس اعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أنه يجب "القاء الضوء" على توغل وحدات عسكرية روسية على الاراضي الأوكرانية. ووسط هذه الاتهامات يتوقع أن تعقد منظمة الامن والتعاون في أوروبا في فيينا اجتماعاً خاصاً يخصص "للانتهاكات الروسية في أوكرانيا"، حسب ما اعلنت البعثة الاميركية لدى المنظمة.

والدليل على تصعيد الوضع طلبت كييف الاربعاء "مساعدة" و"قرارات حاسمة" خلال قمة الحلف الاطلسي التي تعقد في الرابع من ايلول (سبتمبر) في بريطانيا. وقال رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك "نحتاج الى مساعدة".

وأعلن الرئيس الأوكراني الغاء زيارة لتركيا بسبب "التدهور السريع في الوضع". وأعلنت كييف مطلع الاسبوع أنها اسرت 10 مظليين روس كانوا على اراضيها على بعد حوالى 20 كلم من الحدود. وقللت موسكو من شأن ذلك بالقول إنه "حادث".

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في مينسك: "وفقًا لمعلوماتي كانوا يسيرون دوريات عند الحدود ويمكن أن يكونوا وجدوا انفسهم على الاراضي الأوكرانية".

وازداد القلق في روسيا نفسها بحيث طالبت عدة صحف مستقلة بكشف حقيقة مشاركة قوات روسية في النزاع في أوكرانيا. ونشرت وسائل اعلام معارضة تحقيقات حول دفن الاثنين قرب بسكوف (غرب) مظليين روسيين قتلا في أوكرانيا بحسب اقاربهما.

واعلنت السلطات الروسية أنها "تتحقق" من صحة هذه المعلومات. ووفقاً لمنظمة لامهات الجنود بلغ عدد الجنود الروس 400 بين قتيل وجريح في أوكرانيا، حيث لم تنشر موسكو رسميًا قوات. وقالت واشنطن الاربعاء إن وجود قوات نظامية روسية في شرق أوكرانيا يبرر الانتصارات الاخيرة التي حققها المتمردون الموالون لموسكو في هجومهم المضاد جنوب معقلهم في دونيتسك.

الاتحاد الاوروبي "قلق جدا"

كذلك اعرب الاتحاد الاوروبي& عن "قلقه العميق" من معلومات عن توغل قوات روسية في اوكرانيا.

وقالت مايا كوسيانيتش المتحدثة باسم الجهاز الدبلوماسي في الاتحاد الاوروبي خلال مؤتمر صحافي "اننا قلقون جدا من التطورات الاخيرة خصوصا المعلومات الميدانية" بعد ان اكدت كييف ان "قوات روسية" سيطرت على مدينة نوفوازوفسك الحدودية.

واضافت "نؤكد مجددا الضرورة الملحة لحل سياسي لهذه الازمة"، مؤكدة ان الاتحاد الاوروبي "يتابع بشكل وثيق جدا ما يجري على الارض".

وذكرت بان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اجرت سلسلة لقاءات الثلاثاء في مينسك خصوصا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وصرح السفير الاوكراني لدى الاتحاد الاوروبي كونستيانتين ايليسييف ان اوكرانيا طلبت اليوم الخميس من الاتحاد منحها "مساعدة عسكرية كبيرة" بعد "غزو روسي غير خفي".

وقال ايليسييف حسبما ورد على صفحة السفارة الاوكرانية لدى الاتحاد الاوروبي على موقع فيسبوك "ندعو الى دورة استثنائية للمجلس الاوروبي في 30 آب/اغسطس حول اوكرانيا (...) والتضامن يجب ان يتجسد بعقوبات كبيرة ومساعدة عسكرية وتقنية واسعة".

روسيا تنفي

إلا أن السفير الروسي في منظمة الامن والتعاون في اوروبا اندريه كيلين، أعلن&في ختام اجتماع للمنظمة في فيينا الخميس، انه لا يوجد "جنود روس" في اوكرانيا، فيما انتقدت كييف "اجتياحا مباشرا".

واضاف الدبلوماسي "لا يوجد سوى وحدة" من "عشرة جنود روس اجتازوا الحدود بطريقة غير متعمدة قبل يومين"، مشيرا بذلك الى الجنود الذين اعلنت كييف اعتقالهم الثلاثاء.

كما نفت وزارة الدفاع الروسية الاتهامات الاميركية والاوكرانية بارسال قوات الى شرق اوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الوزارة ايغور كوناشنكوف في تصريح لوكالات الانباء الروسية ان "هذه المعلومات لا صلة لها بالواقع" وان وحدات الجيش التي قالت واشنطن انها عبرت الحدود الى اوكرانيا تقوم "بتمارين تدريبية تكتيكية ضمن النطاق المحدد لها".
&

مجلس الامن الدولي يعقد اجتماعا طارئا حول اوكرانيا

ويعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا الخميس حول اوكرانيا اثر تقارير تشير الى ارسال روسيا مئات الجنود لدعم الانفصاليين في شرق اوكرانيا.

وقال دبلوماسيون ان الجلسة ستعقد الساعة 16,00 ت غ بطلب من ليتوانيا.

وافاد مراسلون لوكالة فرانس برس الاربعاء أن المتمردين تموضعوا على الطريق بين دونيتسك ونوفوازفوسك المدينة الساحلية على بعد 100 كلم الى الجنوب، حيث باتت كل نقاط التفتيش بيد المتمردين. وفي بلدة ستاروبشيفي على بعد 30 كلم جنوب شرق دونيتسك ترك الجيش الأوكراني كمية من الاسلحة والذخائر ما يدل على انسحاب مفاجئ.

ونشر سمين سمنتشينكو، قائد كتيبة متطوعي دونباس، التي تحارب الى جانب الجيش الأوكراني، على صفحته على فيسبوك، رسائل طلب فيها المساعدة، في حين يحاصر المتمردون قواته في ايلوفايسك منذ ثمانية ايام. وأقر "رئيس الوزراء" الانفصالي الكسندر زخرتشنكو الاربعاء بأن قوات روسية تحارب الى جانب المتمردين مؤكدًا أنهم متطوعون "في اجازة".

وفي دونيتسك معقل المتمردين الموالين لروسيا قتل 11 مدنياً في القصف خلال الساعات الـ24 الاخيرة، وفقًا للسلطات المحلية، رغم تخفيف الجيش الأوكراني لحصار المدينة.

وقال سيرغي وهو يدل الى شقته التي اخترقتها الشظايا، "هناك كانت ابنتي نائمة". وقال ميخائيل وهو عامل منجم في الاربعين من العمر "لن يكسبوا الثقة في دونباس بقصف المناطق السكنية بهذه الطريقة!" في اشارة الى الجيش الأوكراني.

واوقعت المعارك بين الجيش الروسي والمتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا اكثر من 2200 قتيل منذ منتصف نيسان (أبريل)، نصفهم خلال الشهر الفائت، وفقًا لتقرير أخير للامم المتحدة.