تواصل مصر حملتها للقضاء على الأنفاق مع قطاع غزة، لإيقاف عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات إلى أراضيها. وأعلن الجيش المصري تدمير ثمانية أنفاق، ليصل إجمالي الأنفاق المدمرة إلى 1718 نفقًا، من إجمالي نحو 2500 نفق.


القاهرة: دمر الجيش المصري ثمانية أنفاق في سيناء، وألقى القبض على ستة فلسطينيين، بتهمة التسلل إلى مصر عبر هذه الأنفاق. وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، إن قوات حرس الحدود بالجيش الثاني الميداني دمرت ثمانية أنفاق جديدة، ليصبح إجمالي ما تم تدميره 1718 نفقًا.

وأضاف: "تم ضبط تسعة أفراد خلال تلك العملية، ستة فلسطينيين وثلاثة مصريين، أثناء محاولتهم التسلل عبر تلك الأنفاق، وتم ضبط فلوكة صيد مزودة بموتور ومحملة بكمية كبيرة من نبات البانجو المخدر، بإجمإلى وزن 2,060 طنًا، بمنطقة رأس سدر على ساحل خليج السويس".

أفراد واسلحة وسجائر

ولفت سمير إلى أن قوات حرس حدود المنطقة الغربية العسكرية، ضبطت أيضًا مخزنًا للمخدرات، يضم 645 ألف قرص لعقار ترامادول المخدر بمنطقة الجربة الجبلية الوعرة غرب مدينة سيوة، مشيرًا إلى أن القوات عثرت أيضًا على أسلحة نارية بالمخزن، منها بندقية قناصة، وخمس بندقيات خرطوش، إضافة إلى 360 طلقة عيار (7,62 × 25 مم) بمنطقة شرق منفذ السلوم البري.

وأوضح أن الجيش ضبط أيضًا أشخاصًا خلال هجرة غير شرعية، إضافة إلى سجائر مسرطنة. وقال إن قوات حرس حدود المنطقة الشمالية العسكرية تمكنت من ضبط سيارتين تحملان سجائر مهربة بمنطقة العلمين، السيارة الأولى تحمل لوحات معدنية رقم (ب ط أ 7693)، والثانية نصف نقل تحمل لوحات معدنية رقم (ب س ج 3624) وعلى متنهما خمسة أفراد، منوهًا بأن السيارتين كانتا محملتين بعشرة آلاف قاروصة سجائر، وألف علبة تبغ.

وذكر أن قوات حرس الحدود ضبطت أيضًا ثلاث سيارات ميكروباص بأبو قير بمدينة الإسكندرية، في رحلة هجرة غير شرعية. وأفاد بأن السيارات تحمل 67 فردًا، منهم 48 سوريًا، ومصريان إثنان، و17 فلسطينيًا.

مفتوح بالاتجاهين

وتشكل الأنفاق أزمة لمصر، إذ تعتبرها خطرًا على أمنها القومي، لاسيما أنها تستخدم في تهريب المخدرات والأسلحة والإرهابيين من وإلى سيناء. وقال اللواء علي حفظي، محافظ شمال سيناء الأسبق، والخبير العسكري، لـ"إيلاف" إن هذه الأنفاق زادت بشكل واضح منذ تولي حماس السلطة في غزة في العام 2007، مقدرًا عددها بأكثر من 2500 نفق.

أضاف: "هذه الأنفاق تشكل موردًا للدخل لقادة حماس، فالحركة أنشأت هيئة لإدارة الأنفاق وتحصيل الضرائب منها، ما يدل على أنها ليست مجرد أنفاق لنقل الأغذية والبضائع البسيطة، فأعمال الأنفاق تقدر بنحو مليار دولار سنويًا، يدخل حسابات قادة حماس في داخل القطاع وخارجه".

وأفاد حفظي بأن الأنفاق تشكل خطرًا على الأمن القومي المصري، لاسيما أنها صارت تستخدم في كافة أشكال تهريب الممنوعات، ومنها المخدرات والأسلحة، وفي تسلل&الإرهابيين، بالإضافة إلى تهريب الأموال للجماعات المسلحة في سيناء، ولذا تستمر مصر في تدميرها.

ورفض الإتهامات الموجهة لمصر بخنق قطاع غزة، بسبب تدمير الأنفاق وإغلاق معبر رفح، وقال: "معبر رفح مفتوح بإستمرار أمام حركة البضائع والأشخاص في الاتجاهين، لكن حماس تروج لمسألة إغلاق معبر رفح من أجل الضغط على مصر، وتشويه دورها القومي حيال القضية الفلسطينية".

بعزم وإصرار

ووفقًا للخبير العسكري اللواء محمد السعيد، مصر ماضية بعزم وإصرار في مكافحة الإرهاب والقضاء على الجماعات المسلحة في سيناء.

وأضاف لـ"إيلاف": "إستراتيجية مصر في القضاء على الإرهاب بسيناء تسير في عدة إتجاهات، منها تجفيف منابع التمويل، وخوض معارك عسكرية مباشرة مع الجماعات، وخنقها، عبر حصارها والقضاء على البنية الأساسية لها والبيئات الحاضنة لها".

وأوضح أن تدمير الأنفاق جزء من إستراتيجية مصر لمكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أنها تعتبر بمثابة شريان للجماعات الجهادية في سيناء، التي تعتبر الجيش والشرطة كفارًا. وقال: "الأنفاق توفر ملاذًا للهروب من خلالها إلى القطاع في حالة حصار الجيش لتلك الجماعات، بالإضافة إلى أنها توفر من خلالها الأسلحة والتمويلات، وتستخدم أيضًا في تجارة البشر، حيث يدخلون إلى غزة ومنها إلى إسرائيل، ما أدى إلى الإساءة إلى سمعة مصر الدولية".