اعترف باراك أوباما بعدم امتلاكه أية استراتيجية في سوريا، الأمر الذي استخدمه الجمهوريون وغيرهم لتوجيه انتقادات لاذعة له، وخصوصًا أن قراراته الدائمة لا تستبق الأحداث إنما تأتي كرد فعل عليها.


دانا إبراهيم من بيروت: لا فرق إن كانت تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخيرة عن عدم امتلاكه أية استراتيجية في ما يخص الأزمة السورية زلة لسان أم صراحة مطلقة. المهم أنّها تأتي لتؤكد شكوك الناس حول قرارات أوباما، التي غالبًا ما تأتي بعد أن تقع الواقعة، وليس استباقًا، ما يظهر الولايات المتحدة، خلال ولايتي أوباما، ضعيفة لا تقود العالم، ولا تلاقي توقعات الحلفاء.

وقد حللت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في افتتاحيتها اعترافات أوباما الأخيرة، بعدم امتلاك استراتيجية في سوريا، وهو الاعتراف الذي فتح عليه نيران خصومه السياسيين من الجمهوريين وغيرهم، الذين واظبوا خلال السنوات الأخيرة على توجيه انتقادات واسعة إليه، بسبب تصرفاته، التي تقوم على رد الفعل، وليس الفعل الاستباقي، وغالبًا ما يرتكز أسلوبه&على "القيادة من الخلف"، وليس الوقوف في الصفوف الأمامية لأي معركة، ليكون كسلفه القائد جورج بوش.

بات ضعيفًا
أسلوب أوباما هذا لم يحسن من صورته أمام الأميركيين، بل أساء إليها. ويبيّن آخر استطلاعات الرأي أن الأميركيين يرون أوباما قائدًا ضعيفًا، وليس لديه إتجاه أو ثِقَل في السياسة الخارجية.

وأظهر أحدث استطلاعات "مركز بيو للأبحاث"، الذي صدر قبل وقت قصير من تصريح أوباما المثير للجدل يوم الخميس، أن 54% من الأميركيين يقولون إنه "ليس صعب المراس بما فيه الكفاية" عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية والأمن القومي. وقال 36% فقط إن أوباما قد أظهر القدر الكافي من الصرامة.

لا بد من الإشارة هنا إلى أن استطلاع الرأي هذا أجري بعدما خرج أوباما عن حياده السلبي، وقرر شن ضربات جوية في العراق. وقد انعكس ذلك على نتائج الاستفتاء الذي أظهر أيضًا أن 35% من الأميركيين يؤيدون أوباما عندما يتعلق الأمر بالعراق والوضع الأوكراني - الروسي.

نهج عقيم
وتبيّن واشنطن بوست أن نتائج الاستطلاع تعكس عدم إيمان الأميركيين بأن لدى أوباما استراتيجية للتعامل مع الشؤون العالمية. ويشير استطلاع آخر أجرته أخيرًا صحيفة واشنطن بوست بالتعاون مع شبكة إيه بي سي نيوز، الى أن 41% فقط يظنون أن أوباما "مدير جيد"، في حين تبيّن استطلاعات أخرى أجرتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية ومركز "بيو" للأبحاث أن الناس لا يؤمنون بأن بمقدور أوباما "إدارة الحكومة بشكل فعّال".

وإذ استبعدت الصحيفة أن تؤدّي "زلة لسان" أوباما الأخيرة إلى دفع جموع الناخبين باتجاه الحزب الجمهوري في الانتخابات التشريعية المرتقبة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، إلا أنّها ستشكل مشكلة في إرث أوباما، وستضع المرشحين الديمقراطيين في مواقف صعبة. فتصريح من نوع "ليست لدينا استراتيجية"، يختزل سياسة خارجية غير مفيدة انتهجها أوباما خلال العامين الأخيرين من ولايته، والحافلين بالأزمات الخارجية.