واشنطن: توعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاربعاء بأن تقتص الولايات المتحدة من قتلة الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف اللذين قطع متطرفون من تنظيم "الدولة الاسلامية" رأسيهما.

اوباما يترأس مجلس الامن في 25 الجاري لتبني قرار ضد المتطرفين

وقال وزير الخارجية الأميركي في بيان "عندما يقتل إرهابيون في اي مكان من العالم مواطنينا، ستحاسبهم الولايات المتحدة مهما طال الوقت. فليعرف الذين قتلوا جيمس فولي وستيفن سوتلوف في سوريا، ان الولايات المتحدة ستحاسبهم ايضا ايا يكن الوقت الذي سيستغرقه ذلك".

ووصف اعدام سوتلوف بأنه "ضربة في الصميم" و"وحشية عائدة للقرون الوسطى". واضاف كيري "ان صورة الاسلام لا يمثلها العدميون الذين يهدمون ولا يمكنهم البناء. انهم ليسوا سوى جبناء مقنعين تشكل سلوكياتهم اهانة للدين المسالم الذي ينتهكون تعاليمه يوميا بممارساتهم الوحشية".

وبعد اسبوعين على بث شريط فيديو عن قطع رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي، نفذت الدولة الاسلامية تهديداتها وقتلت ستيفن سوتلوف، الصحافي الذي اختطف في آب/اغسطس 2013 في سوريا، كما بين شريط فيديو وزعته مجموعة سايت لمراقبة المواقع الجهادية. واثارت هذه الصور موجة استنكار في جميع انحاء العالم.

ضرورة الرد "حتى عسكريا"

من جانبه، شدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء على "اهمية الرد سياسيا وانسانيا واذا اقتضت الضرورة عسكريا في اطار احترام القانون الدولي" على تهديد تنظيم الدولة الاسلامية بحسب بيان للرئاسة.

واضاف هولاند اثر اجتماع مصغر لمجلس الدفاع ان "فرنسا تنوي مواصلة التشاور في شكل واسع مع جميع شركائها لتنسيق هذا الرد في كل المجالات وليكون في مستوى تهديد شامل بات خطيرا". وأورد بيان الاليزيه ان المجلس الذي بحث الوضع في العراق تطرق الى "التهديد الذي يمثله (تنظيم الدولة الاسلامية) على مجمل المنطقة وخارجها".

إلتزام أوروبي

وقال الاتحاد الاوروبي الاربعاء إنه "ملتزم اكثر من اي وقت مضى" دعم الجهود الدولية لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية بعد مقتل سوتلوف على ايدي التنظيم. وجاء في بيان اصدره الاتحاد الذي يضم 28 عضوا في بروكسل ان "جريمة القتل البشعة (التي ذهب ضحيتها) الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف هي دليل اخر على تصميم التنظيم على مواصلة وتوسيع استراتيجيته الارهابية".

واضاف البيان ان "الاتحاد الاوروبي ملتزم اكثر من اي وقت مضى دعم الجهود الدولية لمحاربة الدولة الاسلامية وكل المجموعات الارهابية التي تعرض الاستقرار الاقليمي والعالمي للخطر".

وتابع ان "هذه الوحشية، ومثلها العديد الكبير من انتهاكات حقوق الانسان التي اعلنت الدولة الاسلامية مسؤوليتها عنها، تشكل تحديا للقيم والحقوق المعترف بها عالميا". وشدد الاتحاد "على ضرورة عدم ادخار أي جهد لمحاسبة جميع من ارتكبوا" هذه الاعمال.

ليس تنظيما لا يقهر

وقال مسؤول استخباراتي أميركي بارز الاربعاء ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا يشكل خطرا حقيقيا على الغرب ولكنه "ليس تنظيما لا يقهر"، مؤكدا ان الغارات الجوية الأميركية كشفت عن ضعف التنظيم.

وقال ماثيو اولسين مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب انه لا توجد ادلة "موثوقة" على ان مقاتلي "الدولة الاسلامية" يخططون لشن هجوم وشيك على الولايات المتحدة. واكد ان القصف الجوي الأميركي ضد التنظيم في العراق خلال الشهر الماضي اظهر ان مسلحي التنظيم "ضعفاء" امام العمل العسكري المشترك في ارض المعركة.

واضاف في معهد بروكنغز الفكري في واشنطن "بفضل نجاح هذه الضربات فان التنظيم يخسر الاسلحة والمعدات والاراضي". واشار الى ان التحرك المشترك للحكومة العراقية والقوات الكردية والأميركية في الاسابيع الاخيرة "كشف ان تنظيم الدولة الاسلامية ضعيف امام العمل العسكري المنسق والفعال".

واضاف ان "الضربات بدأت في اضعاف زخم التنظيم وخلقت المجال للقوات العراقية والكردية لشن الهجوم". وقال ان الغضب الذي اثارته تكتيكات التنظيم الوحشية والنكسات التي مني بها في ارض المعركة تظهر ان التنظيم المتطرف "ليس تنظيما لا يقهر".

ويشرف اولسن على التقييمات الاستخباراتية للارهابيين المشتبهين والتهديدات الخارجية المحتملة على الولايات المتحدة. وقال انه من المهم عدم تجاهل تهديد تنظيم الدولة الاسلامية، مؤكدا ان مسلحي التنظيم خطرون ولكن تهديدهم على الولايات المتحدة ليس مساويا لتهديد تنظيم القاعدة قبل هجمات 11 ايلول/سبتمبر.

وأوضح "في المرحلة الحالية ليست لدينا اية معلومات موثوقة بان التنظيم يخطط لشن هجوم على الولايات المتحدة".

نواب أردنيون يطلبون عدم زج بلادهم

وطالب 21 نائبا اردنيا الاربعاء حكومة بلادهم بعدم اشراك المملكة في أي حرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية، الذي سيطر على مناطق شاسعة في شمال العراق وغربها، معتبرين ان "هذه الحرب ليست حربنا".

وقال النواب الذين يمثلون مختلف التوجهات في المجلس الذي يضم 150 نائبا، في مذكرة موجهة الى رئيس المجلس عاطف الطراونة، "نطالب الحكومة بعدم الاشتراك مع أي طرف، يريد الزج بالاردن تحت شعار القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق الذي بسط سيطرته على اجزاء واسعة من العراق وسوريا".

كما طالب النواب الحكومة ب"عدم التنسيق مع أي طرف بهذا الخصوص". واوضح النواب ان "هذه الحرب ليست حربنا لذلك نرفض رفضا قاطعا أي اسهام اردني في معركة ليست بمعركتنا"، مشيرين الى ان "كل جهة تقلع شوكها بإيديها".

وقال النائب خليل عطية، الذي تبنى المذكرة لوكالة فرانس برس "لا نريد الانسياق وراء تحالفات دولية مع أي طرف خارج الاردن (...) ولسنا معنيين في حرب ليست حربنا ومقاتلة أي تنظيم خارج الحدود الاردنية". واضاف ان "جيشنا قادر على حماية حدودنا ورد أي اعتداء وهو بالمرصاد لكل من يعتدي ونحن نثق به ونحن معه للدفاع عن بلدنا".

قمة ويلز

هذا ويعقد حلف شمال الاطلسي غدا الخميس وعلى مدى يومين قمة في ويلز للتشاور مع حلفائه بشأن الاجراءات الاضافية الواجب اتخاذها ضد تنظيم الدولة الاسلامية وبشأن تشكيل تحالف دولي واسع لتنفيذ استراتيجية شاملة ودعم شركائه في المعركة ضد الدولة الاسلامية الذي يرتكب مجازر ويضطهد الاقليات.

ويشارك العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في هذه الاجتماعات. واثارت سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في العراق مخاوف الاردن من تمدد هذا التنظيم الى المملكة التي تعاني أمنيا وجود عدد كبير من السوريين وتنامي اعداد المقاتلين الاسلاميين المتطرفين.