75&بالمئة من قراء "إيلاف" لا يصدقون أن الادارة الأميركية جادة في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، وهذا دليل جديد على تراجع الثقة العالمية بسياسة الولايات المتحدة الخارجية.


غاندي المهتار من بيروت: سألت إيلاف، على عادتها الاسبوعية، قرّاءها: "هل الولايات المتحدة الأميركية جادة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية؟". ربع المستجيبين لهذا الاستفتاء قالوا نعم، أي 942 صوتًا من إجمالي المشاركين، الذين وصل عددهم إلى 3704 اصوات. أما الآخرون، فكانت الـ "لا" مدوية منهم.
&
لا يمكن قراءة هذه النتائج إلا في ضوء أمرين، لا مناص من الاعتراف بهما. الأول، تراجع الثقة الدولية، وكلمة الدولية هنا تجمع في ما تجمع آسيا وأوروبا وما بقي من العالم غير الولايات المتحدة، تراجع هذه الثقة بصواب السياسة الخارجية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، منذ أن عاد مظفرًا إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية.

والثاني، تبلور القناعة التامة بأن تنظيم الدولة الاسلامية ينفذ المهمات الموكلة إليه بنجاح منقطع النظير.
&
خط أحمر
&
في البدء كانت الثقة المفقودة. حين كانت الولايات المتحدة تبين للعالمين أن إصبعها على الزناد، والتحضيرات قائمة على كل الأقدام والسيقان لضرب نظام بشار الأسد، بعد مجزرة الغوطتين بالسلاح الكيميائي قبل عام تقريبًا، كان ثمة قلة قليلة من السياسيين السوريين، وجلهم من الموالين للأسد، يشككون في أن ينفذ اوباما وعيده، خصوصًا أن النظام اختبر تهديداته أكثر من مرة، وذهبت أدراج الرياح، خصوصًا خطه الأحمر الذي رسمه للأسد عندما اتهمه باستخدام الكيميائي ضد شعبه.
&
تبين أن الخط الأحمر لم يكن إلا دم الشعب السوري نفسه، كما قال أحد المعارضين السوريين، غير المنضوين في أجهزة الثورة، من إئتلاف وطني إلى حكومة موقتة.
&
التردد وخيارا الأسد
&
كان النظام يعرف أن لا ضربة عسكرية لأركانه. عندها، انتقل الأسد إلى الخطة "باء"، أي أن يعود طفل العالم المدلل. وهكذا، فتحت الزنازين، وألفت المجموعات، وقامت النصرة أولًا، ثم ولد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في ليلة ظلماء.
&
كانت هذه أدوات الأسد ليعرض على العالم حلًا من اثنين: ادعموا هؤلاء وخذوا ما يدهش العالم من الفوضى، أو ادعموني وخذوا مني عالمًا خاليًا من الاسلاميين، ولو كلف ذلك ملايين القتلى من الشعب السوري، وأي شعب آخر، والشعب اللبناني أول المتطوعين.

حينها، يقول المراقبون إن الادارة الأميركية كانت تحلم حلم اليقظة الاسلامية، داعمة "الاخوان المسلمين" في مصر، وفي نيتها بناء إسلام متنور على الشاكلة الأردوغانية، على الرغم من اهتزازها بين الحين والآخر. فما اتبع أوباما أيًا من الخيارين، بل وقف مترددًا، حتى أن بعضهم قال إن روسيا أنقذت أوباما من مأزقه، في جميل عليه أن يرده لها يومًا ما.
&
الخياران الجديدان
&
ومنها، كانت الجوقة الأميركية تغني أغنية الأسلحة غير الفتاكة للمعارضة المعتدلة، والخوف من وقوع السلاح في يد التنظيمات المتطرفة، وأضيفت إليها اليوم جوقة أن لا قوات برية أميركية في العراق وسوريا، واستراتيجية مكافحة التطرف.
&
وبحسب مراقبين على معرفة بخفايا الوضع في سوريا والعراق، كلها تلفيقات من البنتاغون حينًا ومن وزارة الخارجية أحيانًا، للخروج من المسألة كالشعرة من العجين. لكن السكين التي حزت عنق الأميركيين قبل أيام هي ما دفع المجيبين بـ"نعم" إلى اختيار هذا الجواب، آملين أن تفعل عاطفة الرأي العام فعلها.
&
أمام أوباما اليوم خياران آخران لا ثالث لهما: أن يكون جادًا في محاربة إرهاب يطرق أبواب واشنطن وباريس ولندن، أو أن لا يكون جادًا.