اريغواري: نفى الهام توهتي المثقف الاويغوري البارز الذي تحاكمه بكين، اي نزعة انفصالية لدى مثوله الاربعاء امام المحكمة وسط تدابير امنية مشددة في منطقته شنيجيانغ.

وقد يحكم على هذا الاستاذ الجامعي (44 عاما) الموقوف منذ ثمانية اشهر، بالسجن مدى الحياة لانه "عبر عن ارائه بصفته استاذا جامعيا"، كما قال محاميه.

وذكر لي فانغبينغ "لم نر في الملف الذي تسلمناه، شيئا من شأنه ان يعتبر ميولا انفصالية".
&
وكان المحامي يتحدث خارج قاعة المحكمة في اورومتشي، عاصمة شينجيانغ، المنطقة الشاسعة شبه &الصحراوية جزئيا في غرب الصين، ويشكل الاويغور المسلمون الناطقون باللغة التركية الاتنية الاولى فيها.
&
وقد انتشرت اعداد كبيرة من عناصر شرطة مكافحة الشغب وآخرون بالثياب المدنية منذ الصباح حول المحكمة.
&
وحضر عشرة من الديبلوماسيين الاجانب، لكنهم منعوا من دخول قاعة المحاكمة، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس، الذي منع ايضا من دخولها مع المراسلين الاخرين للصحافة الاجنبية.
&
وقال رافايل دروزفسكي السكرتير الاول لوفد الاتحاد الاوروبي في الصين ان "الهام توهتي كان يمارس نشاطاته في اطار احترام القانون الصيني، ونعتقد ان من الضروري تخلية سبيله".
&
ولم تجد مطالبة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بالافراج عن البروفسور توهتي، الصوت المعتدل المعروف بأنه ندد من بكين بالقمع الذي يستهدف الاوريغور لكنه يعارض فكرة استقلال شينجيانغ.
&
وسيحكم على توهتي حكم بالتأكيد، لأن المحاكم التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي في الصين، دائما ما تصادق على الاتهامات التي توجهها السلطات.
&
وكان توهتي، الاستاذ في جامعة بكين، اعتقل في منتصف كانون الثاني/يناير في العاصمة واقتيد الى مكان مجهول.
&
واعرب عدد من المفكرين والناشطين الاصلاحيين عن دعمهم له.
&
وقالت منظمة هيومن رايتس واتش غير الحكومية ان محاكمة توهتي "مهزلة قضائية" تشهد على "تشدد الحكم في الصين حيال الانتقادات السلمية". واضافت ان "هذه المحاكمة لن تؤدي إلا الى ترسيخ الشعور بالتمييز حيال الاويغور".
&
من جهتها، كتبت منظمة "اويغور امريكان اسوسييشن" ان "الصين التي تسيء معاملة الاستاذ توهتي وتعاقبه ستحرق جسور المصالحة السلمية بين السكان الاويغور المحليين والمستوطنين الصينيين، من خلال تأجيج التوتر السياسي في تركمانستان الشرقية"، وهو الاسم
القديم لشينجيانغ الصينية.
&
ويقول المقربون من توهتي، انه حرم من الاكل والشرب وكبلت يداه فترات طويلة خلال توقيفه.
&
وذكرت زوجته غوزايلي نوير التي حضرت محاكمته ان عملاء امنيين يراقبونها باستمرار. وقالت نوير التي كانت بادية القلق "انهم يتبعونني الى كل مكان".
&
وفي موضوع زوجها قالت، "لم ينتقد البلاد ولا اي مجموعة اتنية".
&
واكد المحامي الاخر عن توهتي، المدافع عن حقوق الانسان ليو شياويوان، ان تهمة الميول الانفصالية لا تصمد اقله على الورق. وقال ان "الميول الانفصالية لا علاقة لها باراء قالها استاذ جامعي".
&
وقد انشأ الهام توهتي موقع اويغوربيز.نت الذي يؤمن المعلومات عن شينجيانغ باللغتين الصينية والاويغورية. وحجب هذا الموقع في الصين منذ الاضطرابات الاتنية التي اسفرت في اورومتشي عن حوالى 200 قتيل.
&
وكان الهام توهتي الذي خضغ باستمرار للمراقبة قبل توقيفه، ومنع بحكم الامر الواقع من مغادرة البلاد، يعرف انه بات في مرمى السلطات الصينية.
&
وشهدت الصين في الاشهر الاخيرة عددا من الاعتداءات الدامية في اماكن عامة وقد حملت بكين الاويغور المسؤولية عنها.
&
وردا على تلك الاعتداءات، شنت الصين حملة قمع واسعة ضد "التطرف" و"الميول الانفصالية" و"الارهاب" ترجمت باعدام 21 شخصا على الاقل اعلن رسميا عن تنفيذ الاحكام فيهم، واعتقال المئات واحكام جماعية تلت محاكمات سريعة وبتشهير علني ب
"الارهابيين".&
&
وقد تؤدي هذه السياسة الى تأجيج التوتر، كما حذر خبراء مستقلون، واكد قسم كبير من الاوريغور انهم يواجهون عراقيل حيال ممارسة شعائرهم الدينية والتعبير عن ثقافتهم.