حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أن بقاء الأزمات في الشرق الأوسط دون حلول جذرية سيغذي نزعات التطرف والتعصب والإرهاب.&
نصر المجالي: دعا الملك عبدالله الثاني الزائر حالياً لباريس خلال لقاءاته مع شخصيات سياسية وفكرية ودينية فرنسية الى تعاون دولي فاعل يضع حدًا لتنامي هذه النزاعات التي تستهدف الجميع دون تمييز، وتشكل خطرًا حقيقيًا للأمن والاستقرار على صعيد المنطقة والعالم.
والتقى العاهل الهاشمي رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالوس، الخميس، حيث جرى بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. كما جرى بحث التعاون بين الأردن وفرنسا، وسبل تطويرها وتوطيدها في جميع المجالات، خصوصًا في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية.
واستعرض الملك عبدالله الثاني مساعي تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، حيث أكد مركزية القضية الفلسطينية وضرورة مواصلة الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إستنادًا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
&
سوريا والعراق&
وفي ما يتعلق بآخر المستجدات على الأزمة السورية، أعاد العاهل الأردني التأكيد على موقف الأردن الداعي لإيجاد حل سياسي شامل لها، مستعرضاً التحديات والأعباء التي يتحملها الأردن جراء استضافته ما يزيد عن 1.4 مليون سوري على أراضيه، وما يشكله ذلك من ضغوط على البنية التحتية والخدمات وموارده وإمكاناته المحدودة أصلاً، ومعربًا في ذات الوقت عن تقدير المملكة للمساعدات التي تقدمها فرنسا لها في هذا المجال.
وتطرق إلى التطورات التي تشهدها الساحة العراقية وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة، مجدداً تأكيد حرص الأردن على سلامة العراق ووحدة أراضيه وشعبه، وضرورة أن يستند حل الأزمة هناك إلى عملية سياسية تشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي.
بدوره، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي عن حرص بلاده على تعزيز أواصر التعاون والصداقة مع المملكة، ومواصلة دعمها في جميع المجالات.
ونوّه فالوس بحكمة ضيفه الملك الهاشمي في التعامل مع مختلف قضايا المنطقة، وجهوده في دعم مساعي تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار فيها.
&
"الوطنية" و"الشيوخ&"
وزار الملك عبدالله الثاني في العاصمة الفرنسية باريس مقر الجمعية الوطنية الفرنسية، حيث التقى رئيس الجمعية كلود برتولون، وجرى استعراض علاقات التعاون الثنائي، لا سيما البرلمانية والتشريعية منها، والأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط.
كما زار مجلس الشيوخ الفرنسي، والتقى رئيسه جان بيير بيل، وبحث معه العلاقات بين البلدين ومختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وتناول الحديث في اللقاءين، اللذين حضرهما رئيسا مجلسي الأعيان والنواب، مختلف محاور علاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، وسبل تعميقها في شتى الميادين.
وأعرب العاهل الأردني عن تقديره لدعم فرنسا ومساندتها للمملكة في مسيرتها التنموية والإصلاحية، مشيراً إلى أهمية الاستفادة من التجربة الفرنسية الرائدة في مجالات التشريع والرقابة، وتبادل الخبرات بما يديم التنسيق والتعاون بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين.
ولفت في هذا السياق، إلى أن المجالس التشريعية والبرلمانية تمثل بيوت خبرة، تسهم في بناء وتطوير المسيرة السياسية للدول، وفرنسا نموذج في هذا المجال.
&
الإصلاحات&
كما تطرق اللقاء إلى الخطوات التي حققها الأردن في مسيرة الإصلاح الشامل، التي يتبناها بتدرج وتوازن وثبات، ودور مجلس الأمة، بشقيه الأعيان والنواب، في إقرار جملة من التشريعات والقوانين المهمة والناظمة للحياة السياسية في سبيل تعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في صنع القرار.
من جانبهما، أعرب رئيسا الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ الفرنسي عن تقديرهما لجهود الإصلاح التي يقودها الملك، ولدوره في العمل على تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدين حرصهما على تطوير علاقات التعاون الثنائي، بما يخدم المصالح الأردنية الفرنسية المشتركة.
وثمنا رؤية الملك عبدالله الثاني في تحقيق الإصلاحات التي تلبي طموحات الأردنيين والأردنيات في غد أفضل، مبدين حرص فرنسا على دعم الأردن ومساندته في المضي قدمًا في مشاريعه الإصلاحية والتنموية.
&
التعليقات