لا يرى قراء إيلاف أي جدية في حرب الولايات المتحدة على داعش، بينما يصف الخبراء هذه الحرب بأنها حرب بالشوكة والسكينة، أو بالوكالة، لأن أوباما يريد الضرب من الجو، ويريد من الجيوش العربية الضرب برًا.

القاهرة: ما زالت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا توجهان ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بالتزامن مع محاولات واشنطن إقامة تحالف دولي بهدف القضاء على هذا التنظيم، كما توعد الرئيس باراك أوباما.

غالبية متشائمة

رغم الكثير من التهديدات التي أطلقها قادة الدول الكبرى، سواء أميركا أو بريطانيا أو فرنسا، بـ"القضاء على داعش مثل القاعدة"، إلا أن هناك شكوكا جدية حيال رغبة وقدرة التحالف الدولي الذي تقوده أميركا في تنفيذ وعودها، لا سيما في ظل رفض العديد من الدول المشاركة فيه، واقتصار الخطة على ضربات جوية فقط، من دون النزول على الأرض، التشكيك في نوايا الغرب تجاه دول المنطقة وجيوشها.

قراء "إيلاف" جزء من المجتمع العربي الذي يتوجس قلقًا من الحرب على "داعش"، ويرون أن التحالف الدولي بقيادة أميركا لن ينجح في "القضاء" عليها.

طرحت "إيلاف" على قرائها السؤال التالي: "هل ينجح التحالف الدولي الجديد في القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية؟ وخيرتهم بين نعم ولا. وشارك3083 قارئًا، وأعرب 1635& قارئًا بنسبة& 53%عن توقعاتهم بفشل التحالف الدولي في القضاء على "داعش"، بينما مال 1448 قارئًا، بنسبة& 47%، إلى التفاؤل بشأن تمكن أميركا وحلفائها من المساهمة في زوال التهديدات الإرهابية من المنطقة.

كما قضينا على القاعدة

الإستراتيجية الأميركية في الحرب ضد داعش وصفها خبراء عسكريون بأنها حرب بالشوكة والسكينة تارة وحرب بالوكالة تارة أخرى، ويبدو ذلك واضحًا في إصرار أميركا على خوض الحرب من السماء، بينما تريد أن تقاتل الجيوش على الأرض.

وقال أوباما: "لن يكون بمثابة إعلان عن إرسال قوات اميركية على الأرض، ليس أمرًا مماثلًا للحرب في العراق"، مشيرًا إلى أنه لم يرسل الجنود الأميركيين مرة أخرى، وقال: "لن نرسل 100 ألف جندي أميركي إلى هناك مرة أخرى، وسنكون طرفًا في تحالف دولي من خلال تنفيذ غارات جوية، وسنضعفهم وسنقلص مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها، وفي نهاية المطاف سننتصر عليهم". وقال في موضع آخر: "سنقضي على داعش كما قضينا على القاعدة".

ليست جادة

لا شيء يدعو للتفاؤل بشأن الرغبة الحقيقية لدى الغرب في القضاء على "داعش". وقال اللواء طلعت موسى، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" إن أميركا هي من صنعت التنظيمات الإرهابية الكبرى، مشيرًا إلى أن التاريخ يقول المخابرات المركزية صنعت تنظيم القاعدة الذي خرج جميع التنظيمات الإرهابية الدولية منه، كما صنعت تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من التنظيمات المتشددة، أو التي تصفها بالمعتدلة في سوريا من أجل محاربة نظام بشار الأسد.

ولفت إلى أن هناك شكوكا حقيقية حيال وجود إرادة سياسية غربية للقضاء على التنظيمات الإرهابية في المنطقة، لاسيما أن هذه التنظيمات تعمل لتحقيق مصالح أميركا وإسرائيل والغرب عمومًا.

وأوضح أن هذه التنظيمات ليست إلا مخلب قط لأميركا وإسرائيل، للتدمير جيوش المنطقة، وإسقاط تلك الدول، حتى تظل إسرائيل قائمة، ولا تواجه أية تهديدات من الجيوش العربية، "ولو أميركا جادة في القضاء على الإرهاب ، عليها أن تدعم& الجيوش العربية، لا أن تعمل على إضعافها وتدميرها، ففي الوقت الذي يخوض الجيش المصري حربًا شرسة ضد الجماعات الإرهابية في سيناء، جمدت أميركا صفقة طائرات الأباتشي، وأوقفت بعض المساعدات العسكرية، ما يؤكد أنها ليست جادة في حربها ضد الإرهاب في دول المنطقة".

حرب بالوكالة

للحرب على "داعش" أسباب كثيرة، وأسباب أخرى للفشل. وقال اللواء محمد الحسيني، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" أن التوقعات بالفشل في الحرب تأتي من عدم وجود خطة واضحة ، فضلًا على غياب أهداف تلك الحرب والإطار الزمني لها، مشيرًا إلى أن أميركا فجأة استيقظت من نومها لمحاربة الإرهاب، فقررت ذلك وجمعت بعض حلفائها، من دون أن تضع أي خطة عسكرية واضحة لتلك الحرب.

ووصف حرب التحالف الدولي على "داعش" بأنها حرب بالشوكة والسكينة، "فالتحالف بقيادة أميركا يريد خوض الحرب من خلال الضربات الجوية فقط، بينما تريد توريط الجيوش العربية في الحرب البرية، حتى تغرس أقدام مصر في ذلك المستنقع، بينما لا تتلوث أيدي أو أرجل جنودها فيه".

وأضاف أن أوباما يريد حربًا بالوكالة من أجل تجنب الخسائر البشرية، وإظهار الإدارة الأميركية أمام مواطنيها بأنها تحافظ على حياة جنودها.