يحاكم الفاتيكان للمرة الأولى في تاريخه اسقفًا سابقًا متهمًا بالتحرش الجنسي بالأطفال، وينص القانون الجزائي الجديد للفاتيكان، الذي صدر في تموز/يوليو 2013، على الحكم بالسجن 12 عامًا ودفع غرامة قيمتها 150 الف يورو على مرتكب اعمال العنف الجنسية على القاصرين.&


روما: يستعد الفاتيكان لأن يحاكم للمرة الاولى&حسب القانون الجزائي اسقفًا سابقًا متهمًا بالقيام بأعمال تحرش بالاطفال، هو البولندي يوسف فيسولوفسكي، وذلك في اطار رغبة البابا في كسر قانون الصمت.
&
وكان فيسولوفسكي الذي دانته في حزيران/يونيو محكمة كنسية، استدعي الثلاثاء لجلسة تمهيدية مخصصة لبدء المحاكمات الجزائية، وحكمت عليه بالاقامة الالزامية طوال فترة المحاكمة.
&
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اكد المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي، الاربعاء، "ستجرى محاكمة على الارجح"، لكنه لم يحدد الفترة التي تستغرقها. واذا ما حكم على يوسف فيسولوفسكي، فقد يسجن في الفاتيكان نفسه.
&
والمحاكمة الوحيدة المدوية التي اجريت اخيرًا في الفاتيكان هي محاكمة كبير الخدم السابق للبابا بنديكتوس السادس عشر، باولو غابرييلي، الذي سجن بضعة اشهر في الفاتيكان وأدين اواخر 2012، لأنه سلم الصحافة الايطالية وثائق سرية، ثم اعفي عنه بعد ذلك.
&
في المقابل، لم يمثل أي مسؤول ديني كبير امام محكمة في التاريخ الحديث للكرسي الرسولي.
&
واعتبر الخبير الدستوري فرنشيسكو كليمنتي في صحيفة لا ستامبا أن "هذا المنعطف لافت بقوته وعظمته وببعده الرمزي ايضًا ... فخيار البابا فرنسيس واضح: ففي الدولة هو حاكم وحبر، فلا مكان لرجال دين وعلمانيين مشبوهين بتجاوزات جنسية، وبالتالي على قاصرين".
&
وكان يوسف فيسولوفسكي، الذي يبلغ السادسة والستين من العمر، سيم كاهنًا في 1972 على يد رئيس اساقفة كراكوفيا الكاردينال كارول فويتلا الذي اصبح البابا يوحنا بولس الثاني الذي سامه اسقفًا في 2000.
&
وقد عين قاصدًا رسوليًا في بوليفيا ثم مختلف البلدان الاسيوية، ووصل في 2008 الى جمهورية الدومينيكان.
&
&وفي 2013، اتهمته وسائل اعلام محلية باقامة علاقات جنسية مدفوعة مع قاصرين. واكد القضاء الدومينيكاني بعد ذلك أنه تعرف الى اربعة على الاقل من هؤلاء القاصرين الذين تتفاوت اعمارهم بين 12 و17 عامًا.
&
وصدم هذا الخيار جميع الذين كانوا يطالبون، حتى في اطار الكنيسة، بملاحقات وعقوبات سريعة. وطرحت الامم المتحدة حالته مرارًا باعتبارها رمزًا للتعتيم على الممارسات الفاتيكانية.
&
وقد مثل هذا الاسقف اولاً امام محكمة كنسية لا يكشف عن اجراءاتها، وحكم عليه في حزيران/يونيو الماضي بإعادته الى الحياة المدنية.
&
وشدد الاب لومباردي على القول إن المحاكمات الجزائية قد بدأت "طبقاً للارادة التي عبر عنها البابا، للاسراع في معالجة قضية تتسم بهذا القدر من الخطورة والحساسية، بما تستحق من القسوة العادلة والضرورية".
&
ولدى استقباله مطلع تموز/يوليو ضحايا الكهنة الذين تحرشوا بالاطفال، اكد البابا فرنسيس أن آلامهم تثقل "ضمير الكنيسة"، و"طلب المغفرة" لتواطؤ ولامبالاة قسم من مسؤولي الكنيسة. واضاف: "لا مكان في الكنيسة لأولئك الذين يرتكبون هذه التجاوزات".
&
وينص القانون الجزائي الجديد للفاتيكان الذي صدر في تموز/يوليو 2013 على الحكم بالسجن 12 عامًا ودفع غرامة قيمتها 150 الف يورو على مرتكب اعمال العنف الجنسية على القاصرين. ويمكن زيادة العقوبة اذا كان المعتدى عليه دون الرابعة عشرة من العمر.
&
ومنذ التسعينات، أثر الكشف على عشرات آلاف الحالات لكهنة اعتدوا على اطفال في البلدان الغربية وترقى احيانًا الى الستينات والسبعينات، على صدقية الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية، المتهمين بحماية المذنبين خوفًا من الفضيحة من دون أن يأخذا الاطفال بالاعتبار.
&
الا ان حبرية البابا بنديكتوس السادس عشر كانت بداية لمزيد من التشدد.&
&
ففي ايار/مايو، اعلن السفير البابوي لدى الامم المتحدة المونسنيور سيلفانو توماسي أن المحاكم الكنسية نزعت منذ عشر سنوات الصفة الكهنوتية عن 848 كاهنًا وانذرت 2572 آخرين بأن يعيشوا "حياة صلاة وتوبة" لقيامهم بتصرفات ترقى الى الخمسينات.
&
لكن هيئات الضحايا تعرب عن اسفها لبقاء هذه الاجراءات سرية، ولأن التعاون مع السلطات المدنية من اجل محاكمات جنائية ما زال غير الزامي.
&