مونروفيا: قال جان بيار فيرينش المكلف في منظمة الصحة العالمية تنسيق بناء مراكز معالجة مرضى ايبولا في مونروفيا انه لم يسبق أن واجه أحد من قبل مثل هذا الوباء، ومع ذلك "هناك امكانية للعمل" لمكافحة هذه الحمى النزفية.
وأودى وباء ايبولا وهو الاخطر في تاريخ غرب افريقيا، بحياة ما لا يقل عن 2917 شخصا (من اصل 6263 اصابة في المجموع) منهم 1677 في ليبيريا، البلد الاكثر تضررا، وفق اخر حصيلة صادرة عن منظمة الصحة العالمية.
&
سؤال: كيف تقيم الوضع الحالي في مونروفيا؟
جواب: الوضع خارج عن السيطرة في مونروفيا لان الوباء يزداد انتشارا، نحن في بلاد خارجة من حرب اهلية (1989-2003) وهي مفككة تماتا، لم يبق سوى بضع عشرات الاطباء الليبيريين، والنقص في المهنيين الصحيين كبير جدا. وصول عاملين في المجال الانساني لم يسد هذه الثغرة.
&
سؤال: ما رأيك في التحرك الانساني في ليبيريا؟
جواب: خلافا لأزمات اخرى هناك القليل جدا من العاملين في المجال الانساني، واظن انهم خائفون، هذا رأيي، لا احد يعرف كيف يجب مواجهة ايبولا في المدن بهذا العدد من الحالات، لكن يجب على المجموعة الانسانية الدولية ان تتخذ موقفا، هناك امكانية للعمل، ان المرء لا يصاب بايبولا لمجرد النزول على مدرج المطار، يمكن القيام بالعمل مع اتخاذ اجراءات بسيطة نسبيا والتقيد بالصرامة والسهر على تفادي الاجهاد والتعب وكل ما يقلل التركيز، ويجب تدريب الناس هنا، ولا يمكن احضار خمسة الاف من العاملين الصحيين من الخارج.
&
سؤال: هل يمكن تعلم طريقة لادارة هذه الازمة؟
جواب: التعلم هو ما يفعله الجميع، لان لا احد يعرف كيف يتصرف، ان ما ينقص هي المعطيات الحقيقية والعدد الحقيقي للمصابين لان الارقام المعلنة هي الحالات المسجلة رسميا، ولا نعلم نسبة الحالات غير المسجلة، اظن ان الكثير من الناس يدفنون امواتهم في حدائقهم.
&
سؤال: كيف ترى تطور الامور؟
جواب: لست متفائلا بشان التطورات الآنية. الدعم الخارجي غير كاف والدولة المفككة تفعل ما تستطيع بما يتوفر لديها، وليس ذلك بكثير، واظن انه خلال الاسابيع والاشهر القادمة سيرتفع كثيرا عدد الحالات بلا شك وسيزداد عدد حالات الملاريا، ولن يكون ذلك بالهين، هناك مخاطر من الخلط بين حالات الملاريا وايبولا لا سيما وان بعض اعراضهما متشابهة.
&
سؤال: انت مكلف ببناء مراكز لعلاج المصابين بايبولا، كيف تجري الامور؟
جواب: تتمثل مهمتي في توفير 500 سرير، سانتهي منها بعد شهر. هناك مشاكل كثيرة تتمثل في طبيعة الارض وسهولة الوصول اليها ومساحتها -نحتاج الى خمسة الاف متر مربع لمركز يتسع لمئة سرير-، وليس بالسهل العثور عليها في مدينة كبيرة مثل مونروفيا المحاطة بالمستنقعات، والامطار الغزيرة جدا تعطلنا كثيرا كما ان المياه الجوفية قريبة من السطح وهذا يجعل من المستحيل اقامة حفر لمياه الصرف، ويستوجب بناء حفر صحية من الاسمنت المسلح.
&
سؤال: ما هي المشاكل الاخرى التي تواجهونها؟
جواب: هناك مشكلة على الصعيد الاجتماعي تتمثل في موافقة السكان القاطنين حول مراكز معالجة ايبولا على بنائها. رغم ان ليس هناك خطر للعدوى، غير أني أدرك تماما ان يثير ذلك خوفهم.
التعليقات