قالت النيابة العامة في مملكة البحرين إنها تواصل تحقيقاتها مع أمين عام جمعية (الوفاق) المعارضة علي سلمان وانه اعترف بما واجهته به من اتهامات، بينما دخلت كل من واشنطن وطهران على الخط وعبرتا عن القلق العميق من اعتقاله.&

صرح نايف يوسف محمود المحامي العام بالنيابة الكلية في مملكة البحرين بأن النيابة واصلت على مدار الأيام الماضية استجواب أمين عام إحدى الجمعيات السياسية في ما نسب إليه من ترويج تغيير النظام بالقوة والتهديد فضلاً عن اتهامات أخرى.&
&
واعتقل الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية يوم الأحد بعد أن قاد مسيرة الأسبوع الماضي احتجاجًا على الانتخابات العامة التي جرت في تشرين الثاني (نوفمبر) وقاطعها حزبه، وكان تم تجديد فترة اعتقاله أسبوعًا آخر يوم الثلاثاء الماضي.
&
وقال المحامي العام، من دون أن يذكر اسم علي سلمان، إن النيابة الكلية، واجهته بما تضمنته خطبه وكلماته المسجلة والتي ألقاها في محافل عامة والتي اشتملت بالإضافة إلى ترويجه الخروج على النظام ومواجهة السلطات على دعوة صريحة إلى عدم الالتزام بأحكام القانون في ما يخص تحديد أماكن سير المسيرات، وحث ما يسمى بـ(المجلس العلمائي) بالاستمرار في ممارسة نشاطه وعدم الاعتداد بالحكم القضائي الصادر بحل ذلك المجلس، وكذا تحريضاً ضد مكتسبي الجنسية البحرينية بالإدعاء بإمكان ارتكابهم أعمالا إرهابية.
&
اعترافات&
&
واشار محمود، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء البحرين الرسمية، إلى أن التسجيلات التي تمت مواجهة المتهم بها شملت كذلك كلمته التي ألقاها في المؤتمر العام لجمعية (الوفاق) والتي ذكر فيها أنه قد سبق أن عُرض على المعارضة أن تنتهج نهج المعارضة السورية وأن تحول البلد إلى معركة عسكرية، وأيضاً حديثه إلى إحدى القنوات الفضائية بصدد ما ورد بكلمته تلك، والتي أكد فيها أنه أثناء وجوده في الخارج التقى بعض المجموعات التي أبدت له استعدادها إلى دعم ما يسمى بالحراك في البحرين وتزويده بالسلاح إلا أنه رفض ذلك، وقد أقر المتهم لدى مواجهته بالتحقيق بما ورد بكلمته في المؤتمر وكذلك بحديثه الإعلامي.
&
وذكر المحامي العام بأن التحقيقات جرت في حضور فريق من المحامين وستواصل النيابة استجواب المتهم من أجل إنجاز التحقيق في أقرب وقت ممكن، فيما سمحت النيابة لأهل المتهم ومحامييه بزيارته في محبسه.
&
قلق أميركي&
&
وإلى ذلك، عبرت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها العميق لاعتقال علي سلمان، محذرة من أن إلقاء القبض عليه قد يفجر مزيدًا من التوترات في المملكة.
&
وقالت الخارجية الأميركية في بيان ليل الاربعاء "أحزاب المعارضة التي تنتقد الحكومة بطريقة سلمية تلعب دورًا مهمًا في الدول والمجتمعات التعددية التي لا تقصي أحدًا".
&
واضافت "نشعر بقلق من أن هذا الإجراء ضد زعيم بارز للمعارضة لن يؤدي إلا إلى إشعال التوترات."
&
وفي وقت سابق عبر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف عن قلقه لاحتمال الحكم على الشيخ سلمان بفترة سجن طويلة.
&
موقف طهران&
&
ومن جهتها، أصدرت طهران تصريحات عديدة في شأن اعتقال علي سلمان، فقد اعتبر مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين امير عبداللهيان، اعتقال الامين العام لجمعية الوفاق البحرينية، اجراء متسرعا وغير مدروس، وبمثابة دعم ممارسات المتطرفين في البحرين.
&
وقال عبداللهيان في تصريح خاص لوكالة انباء (فارس) حول قضية اعتقال السلطات في البحرين للامين العام لجمعية "الوفاق"، للاسف ان استمرار سياسة القمع والتعسف الخاطئة في البحرين يشجع المعارضة الديمقراطية على الابتعاد عن الاساليب الديمقراطية ولن يكون هذا الامر لمصلحة البحرين والمنطقة.
&
ولفت مساعد الخارجية الايرانية الى لقائه عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في القاهرة خلال مراسم اداء الرئيس المصري الجديد عبدالفتاح السيسي لليمين الدستورية، حيث وصف "الشيخ علي سلمان بانه زعيم معارض صبور ومنطقي وحكيم وانه يؤمن بالاتفاق لاسياسي فيما لو ابدت الحكومة البحرينية الجدية في التوجه نحو الحوار الوطني الحقيقي والمطالب الديمقراطية، موضحا ان ملك البحرين ادلى بتصريحات جيدة وان &التصرف الاخير المتمثل باعتقال الشيخ علي سلمان لا يتناسب مع تلك التصريحات".
&
واعتبر مساعد الخارجية الايرانية أن البحرين غير قادرة على تحمل تداعيات اعتقال الأمين العام لجمعية الوفاق، وأن عملية الاعتقال هذه في الظروف الحساسة الراهنة في المنطقة تتعارض مع امن واستقرار المنطقة.
&
واضاف، انه وفي الوقت الذي يعتبر الارهاب والتطرف تهديدا جماعيا في العصر الراهن، فان طهران سوف لن تسمح ان يعرّض المتطرفون امننا الجماعي الاقليمي للخطر.
&
وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، دعا السلطات البحرينية للافراج الفوري عن الامين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية.&
&
تصريح ظريف&
&
وقال ظريف في تصريح الاربعاء الماضي بشأن اعتقال الشيخ علي سلمان، ان التعامل التعسفي مع القادة الذين يحظون باحترام الشعب ولم يحيدوا عن نهجهم السلمي في المطالبة بحقوق الجماهير رغم الظروف السياسية والامنية الصعبة خلال الاعوام الاخيرة، انما يزيد الاوضاع تعقيدا ويرفع مستوى الاخطار والتهديدات.
&
ودعا وزير الخارجية الإيراني إلى الإفراج الفوري عن سلمان، وقال: إن ردود الفعل الدولية والصادرة عن المحافل والمراجع الدينية تجاه اعتقال الشيخ علي سلمان، تشير الى انه يحظى بالكثير من الاحترام وان نهج الاعتدال الذي يتخذه وجمعية الوفاق يحظى بقبول شعبي ودولي.
&
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية قد اعربت عن القلق الشديد بشأن اعتقال الشيخ علي سلمان في البحرين وقالت: ان النهج الامني لحكومة البحرين لحل القضايا الداخلية نهج خاطئ وينبغي عليها التخلي عن هذا النهج وان تحترم الاطر القانونية والحقوقية.
ووصفت افخم في مؤتمرها الصحافي الاسبوعي، جمعية الوفاق بانها جمعية قانونية، معربة عن الامل بان تبادر حكومة البحرين الى اصلاح نهجها وان تتخذ نهجا واقعيا وتتحرك في مسار تلبية مطالب الشعب.
&