التحديات المنتقلة من العام المنصرم إلى العام الجديد كثيرة، وما تطلبه العواصم العربية كثير أيضًا، لكن يبقى الأمل معقودًا، ولو بحذر، على أن تتوافر إرادات شعبية جامعة، لتحقيق أهداف متراكمة.
إيلاف، عواصم: مع بداية العام 2015، يضع العالم قدمًا في "فلاحة" الأمل، وتبقى قدمه الأخرى في "بور" تحديات العام 2014، التي بقيت معلقة من دون حل، لعلّها تجد خواتيمها السعيدة في العام الجديد.
قضايا عالقة
ثمة مسائل كثيرة، سياسية واقتصادية، محلية وإقليمية وعالمية، تنتظر حل عقدها شيئًا فشيئًا خلال العام، بينما يبقى الأمل معقودًا على "كبار" هذا العالم، كي يبنوا سلمًا جامعًا، يهب الحرية للمواطن والسعادة للشعوب.
الحرب على الإرهاب ألقت بظلالها مع أسر الطيّار الأردن عبور صعب إلى 2015 |
ليس هذا الكلام للاستهلاك والشعارات، وإنما خلاصة لا بد من تبيانها حين قراءة لائحة التحديات، التي تواجه الدول الكبرى، وعلى رأسها الارهاب الجديد، المتمثل في تنظيم (داعش) المسمى زورًا بالتنظيم الجهادي الاسلامي وقضية النفط وتدهور أسعاره، التي يبدو أنها لن تستعيد عافيتها سريعًا، وتراجع النمو الاقتصادي العالمي تأثرًا بأزمات البيت الأوروبي والانكماش الصيني.
مكانة عالمية جعلتها بوابة عبور لكل الحلول الرياض في 2015: ضابط إيقاع الشرق الأوسط |
& |
&دور أساسي
للرياض، إقليميًا ودوليًا، دورها الفاعل في تسيير الأمور في خلال العام الجديد، إذ اتخذت لنفسها مكانة مرموقة بين الدول، لا مفر من الاعتراف بها. فهي من أعاد اللحمة للخليج بعدما كادت الأزمة مع قطر تودي بأهم منظومة اتحادية في هذا العالم، أي مجلس التعاون الخليجي، وهي من فرض المصالحة بين مصر وقطر، في لملمة للبيت العربي، وهي من تسعى لحل سلمي في سوريا، مع تأكيدها أن لا مكان لقاتل شعبه في أي صيغة مستقبلية، انسجامًا مع قناعتها بحق الشعب السوري بحياة كريمة، وهي من تشارك بفاعلية في تحالف دولي هدفه دحر الرهاب المرتبط بأفكار ضالة، وهي من بيدها الحل والربط في سوق النفط، الذي يشهد اليوم تراجعه القياسي غير المسبوق.
وتتبعها بقية العواصم العربية، التي تواجه عثراتها الماضية بعكازات لا تبتعد عنها اليد الخليجية عمومًا، والسعودية خصوصًا، بفضل ما تقدمه من مساعدات في الموقف أولًا وفي المادة ثانيًا. وما صفقة السلاح مع فرنسا لصالح الجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار إلا غيض من فيض.
رغم غضب الشباب وتمرد الإخوان وتدهور الإقتصاد القاهرة 2015: اتجاه قوي نحو التعافي |
المطلوب كثير
وتواجه العواصم العربية جمعاء، من دمشق في المشرق العربي إلى الرباط في المغرب العربي، تحديات لا تختلف كثيرًا في جوهرها. أهمها التطرف الذي بدأ يبث سمومه في كل البلاد، متسلطًا على العباد، بعدما سيطر على 60 بالمئة من سوريا، و30 بالمئة من العراق، وعوائق النمو الاقتصادي، مع التراجع النفطي، وارتباك الاستقرار الذي ينفّر السياح ورؤوس الأموال.
بارقة أمل بحوار المتناقضات اللبنانية بيروت 2015: تصبحون على رئيس! |
المطلوب كثير في العام الجديد، أو ما تطلبه العواصم العربية كثير في العام الجديد، أوله تعزيز المناعة من آثار الارهاب وتداعياته، والسير قدمًا في تحصين الاقتصادات المتزعزعة، وترميم الثقة المفقودة بين الحاكم والمحكوم، خصوصًا في دول شهدت ثورات منها ما تراجع ومنها ما غاص في الفوضى، من دون نسيان تجربة رائدة في الديمقراطية شكلتها تونس، بقعة ضوء في العتمة العربية، مع الانتظار قليلًا للحكم على النتائج.
المطلوب كثير، لكن أوله الارادة الحقيقية لتحييد كل بلد عن صراعات إقليمية ودولية لا يبدو العام الجديد مبشرًا بانقضائها.
&
التعليقات