أكد رئيس الوزراء الاسترالي للرئيس العراقي أن حرب بلاده ضد الارهاب ليست عراقية فحسب وإنما هي حرب العالم كله في مواجهة خطره.

لندن: عقد الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد اليوم الاحد اجتماعًا مع رئيس وزراء أستراليا توني أبوت والوفد المرافق له، حيث جرى بحث التطورات السياسية في العراق في ظل تشكيل حكومة تحظى بتمثيل شامل ومن خلال جهود الرئاسة العراقية في العمل المستمر للتقريب بين جميع الفصائل العراقية وتهيئة أسباب تحقيق مصالحة وطنية حقيقية.

وقد اثنى الرئيس معصوم على الدور الحيوي لأستراليا في دعم العراق في مجال المساعدات الانسانية والجهد العسكري وهو يخوض حربه ضد الارهاب. وأكد أن العلاقات المتنامية بين البلدين ستتعزز أكثر، حيث يحفظ العراقيون لأستراليا دورها الداعم والمساند وبما يجعل منها دولة حليفة سواء في القضاء على الدكتاتورية السابقة في العراق والحرب ضد الارهاب أو في بناء واعمار العراق.

ومن جانبه، عبر رئيس الوزراء الاسترالي عن تقدير الشعب الأسترالي واهتمامه بالدور الكبير الذي يقوم به العراقيون في العمل من أجل القضاء على الارهاب، مشيراً إلى أن ما عاناه العراق جراء جرائم الارهاب هو موضع اهتمام الأستراليين وحرصهم على دعم وتعزيز الموقف العراقي. وأكد أن حرب العراق مع الارهاب هي ليست حرب العراق فقط وإنما هي حرب العالم كله ضد الخطر الارهابي الذي يتهدد الجميع.

وفي وقت سابق اليوم بدأ رئيس الوزراء الاسترالي زيارة رسمية إلى بغداد لاجراء مباحثات مع نظيره العراقي حيدر العبادي تستهدف توسيع التعاون العسكري وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.

ومن المنتظر ان تتناول مباحثات المسؤول الاسترالي مع العبادي الاوضاع الامنية في العراق على ضوء تصديه لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وامكانية تطوير الدعم الاسترالي العسكري للعراق في مواجهة التنظيم، حيث كان العبادي وأبوت قد اتفقا في ايلول (سبتمبر) الماضي على ضرورة مساعدة العراق في جهوده لمحاربة تنظيم "داعش" ثم قام وزيرا الدفاع والخارجية الاستراليان بزيارة إلى بغداد حيث اجريا محادثات حول تعاون البلدين لمحاربة الارهاب.

وفي 19 من تشرين الثاني (ديسمبر الماضي)، أكدت أستراليا على لسان وزيرة خارجيتها جولي بيشوب خلال مباحثات اجرتها في بغداد مع الرئيس معصوم والعبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري على ضرورة عدم ترك العراق وحيدًا في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية مشددة على تقديم بلادها له كل المساعدات مؤكدة البقاء حلفاء وعلى خط مواجهة واحد ضد تهديدات الجماعات الارهابية.

وخلال اجتماع العبادي مع الوزيرة االاسترالية، تم بحث الجهود الدولية لمكافحة داعش الارهابي والاوضاع الامنية والسياسية التي تشهدها المنطقة وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.

وأشار العبادي إلى أنّ العراق في حالة حرب مع تنظيم داعش الارهابي ويحتاج إلى دعم دولي في مجال الخبرات والتسليح والتدريب للقوات الامنية التي تحقق انتصارات على المجاميع الارهابية. وشدد على ضرورة ان يتفاعل المجتمع الدولي بشكل جدي مع العراق ويكثف جهوده لمحاربة هذا التنظيم الارهابي الذي اصبح يشكل تهديدًا للسلم العالمي وخطرًا على جميع الدول.

من جانبها، شددت وزير الخارجية الاسترالية على ان العراق يجب ان لا يترك وحيدًا في حربه ضد تنظيم داعش الارهابي، وان أستراليا مستعدة لتقديم المساعدة للعراق. وأضافت ان مشكلة الارهاب في العراق اصبحت شأناً عالمياً، والشعب الاسترالي متعاطف جدًا مع الشعب العراقي وبالاخص عندما شاهد من على شاشات التلفاز عصابات داعش تقتل وتفجر المواطنين.

وكان رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت قد أعلن مؤخراً ان قوات استرالية خاصة سيجري نشرها في العراق للمساعدة في قتال متشددي الدولة الاسلامية وإن مقاتلات استرالية تنضم ايضًا إلى الضربات الجوية التي يشنها ائتلاف تقوده الولايات المتحدة. وأضاف أبوت في مؤتمر صحافي أن الجنود الاستراليين سيقدمون "المشورة والمساعدة" لدعم الجيش العراق في قتاله ضد الجماعة الاسلامية المتطرفة.

وقال أبوت "أجاز مجلس الوزراء ضربات جوية استرالية في العراق بطلب من الحكومة العراقية ولدعم الحكومة العراقية." واقتصر دور الطائرات الاسترالية حتى الآن على المساعدة الانسانية وتسليم اسلحة إلى قوات تدعمها الحكومة العراقية.

وقال أبوت إن تنظيم الدولة الاسلامية يشكل تهديدًا خطيرًا لكل من أستراليا والعالم، وإن كانبيرا لا يمكنها أن تتحمل تبعة التنصل من مسؤوليتها للمساهمة عسكريًا في "إضعاف" قدرات الجماعة.

وتتألف المفرزة الاسترالية في دولة الامارات من ثماني مقاتلات سوبر هورنت وطائرة للمراقبة والانذار المبكر وطائرة للتزويد بالوقود في الجو اضافة إلى 400 فرد من سلاح الجو و200 جندي من القوات الخاصة.

وأشارت الوزيرة بيشوب إلى استمرار أستراليا في تقديم الدعم الجوي والإستخباري واللوجستي للقوات العراقية فضلاً عن تدريبها، ورحبت بأي مشروع مشترك بين البلدين وفي أي مجال يخدم تطلعات الشعبين الصديقين. ووجهت الوزيرة الاسترالية دعوة إلى الرئيس العراقي لزيارة أستراليا حيث قبلها& على أن يلبيها في الوقت المناسب.

وكانت أستراليا، أعلنت في العشرين من حزيران (يونيو) الماضي عن إرسالها قوات خاصة لحماية سفارتها في بغداد موضحة أن أولوياتها هي تأمين سلامة مواطنيها في العراق، وفي حين أكدت عدم تسلمها أي طلب من الحكومة العراقية لمساعدتها في عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش فقد أعربت عن استعدادها لمساعدتها في هذه المهمة.

وكان 33 من الجنود الاستراليين المكلفين بحماية السفارة الاسترالية في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد قد انسحبوا خلال عام 2011 وتم تكليف شركة أمنية خاصة مقرها في دبي لتولي مهام حمايتها بدلاً عنهم.