بدأ رئيس الحكومة التونسية المكلف، الحبيب الصيد، مشاوراته لتشكيل الحكومة بعد أن كلفه الرئيس الباجي قائد السبسي بذلك صباح الاثنين، وفقا لأحكام الدستور.
إسماعيل دبارة من تونس: قال رئيس الحكومة التونسية المكلف، الحبيب الصيد، في تصريح لوسائل الإعلام، مباشرة بعد تسلمه رسميًا الإثنين بقصر قرطاج، رسالة التكليف من قبل رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي إنه "سينطلق في إجراء المشاورات مع الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني"، بخصوص تركيبة الحكومة الجديدة.
وأكد الصيد حرصه على "إنهاء هذه المشاورات في أسرع وقت ممكن والعمل بمعية جميع الأطراف على معالجة الملفات الوطنية".
كما أعرب عن "الشرف الذي ناله بتكليفه من قبل رئيس الجمهورية، بتشكيل أول حكومة في الجمهورية الثانية"، معبرًا عن تقديره "لكل من منحه هذه الثقة الكبيرة".
وأعلن حزب حركة نداء تونس الفائز بالأغلبية البرلمانية الاثنين ترشيحه وزير الداخلية السابق الحبيب الصيد لتولي رئاسة الحكومة في البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال محمد الناصر رئيس البرلمان والقيادي ورئيس حزب حركة نداء تونس بالنيابة: "تم الاتفاق على ترشيح الحبيب الصيد رئيسًا للحكومة القادمة، وذلك بعد التشاور داخل هياكل الحركة ومع بعض الاحزاب السياسية."
ولا ينتمي الصيد لحزب حركة نداء تونس الفائز بالانتخابات البرلمانية بـ 86 مقعدًا لكن يبدو أن اختياره جاء بالتوافق مع بقية الأحزاب وعلى رأسها حركة النهضة الإسلامية ثاني قوة في البرلمان.
وأضاف الناصر لوسائل إعلام بقصر قرطاج بعد تقديم الصيد مرشحاً لرئاسة الحكومة إلى رئيس الجمهورية "تم اختيار الحبيب الصيد باعتباره شخصية مستقلة تقلد بعض المناصب في الدولة، فضلاً عن خبرته في المجالين الأمني والاقتصادي."
وتسلم الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي صباح الاثنين بقصر قرطاج، من رئيس الهيئة التأسيسية لحركة نداء تونس السيد محمد الناصر وأمينها العام السيد الطيب البكوش، مرشح الحركة لمنصب رئيس الحكومة السيد الحبيب الصيد، وذلك عملاً بأحكام الفصل 89 من الدستور وبعد التشاور داخل الهيئة التأسيسية للحركة ومع عدد من الأحزاب.
وقدم رئيس الجمهورية ظهر اليوم بقصر قرطاج إلى الحبيب الصيد رسالة تكليفه برئاسة الحكومة وتشكيلها، وذلك في غضون شهر من تاريخ اليوم 05 جانفي/ يناير 2015.
وشدد رئيس الحكومة المكلف في تصريح لوسائل الاعلام أنه "سيعمل على أن يكون في مستوى ثقة الشعب التونسي"، مؤكدًا أنه "سيشرع في مشاورات مع الاحزاب والمنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة".
وبعدما أطاحت الثورة مطلع 2011 بنظام بن علي، تولى الحبيب الصيد وزارة الداخلية في حكومة الباجي قائد السبسي التي قادت البلاد حتى اجراء انتخابات المجلس التأسيسي في 23 أكتوبر/تشرين الاول 2011.
وقد عينه الاسلامي حمادي الجبالي رئيس الحكومة المنبثقة عن انتخابات المجلس التأسيسي، مستشارًا للشؤون الأمنية.
وبحسب الفصل 89 من الدستور التونسي، "يكلف رئيس الجمهورية، مرشح الحزب أو الائتلاف الانتخابي المتحصل على أكبر عدد من المقاعد بمجلس نواب الشعب (البرلمان)، بتكوين الحكومة خلال شهر يجدّد مرة واحدة".
ويتعين على الحكومة الحصول على ثقة "الاغلبية المطلقة" في البرلمان أي 109 نواب من إجمالي 217.
ولحزب نداء تونس 86 مقعدًا في البرلمان.
واعلن الحزب مؤخرًا بلوغ الاغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، بفضل "مساندة" من احزاب أخرى ممثلة في البرلمان.
نبذة عن رئيس الحكومة التونسية الجديدة
ولد الحبيب الصيد الذي كلفه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بتشكيل الحكومة الجديدة في غرة جوان/ يونيو 1949 بسوسة.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية (وات) فهو مهندس عام منذ سنة 1992 ومتحصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بتونس وعلى شهادة مهندس زراعي تخصص اقتصاد فلاحي من جامعة مينيزوتا بالولايات المتحدة الاميركية.
شغل عدة خطط بوزارة الفلاحة حيث عُيّن مهندساً اول بمصلحة دراسات الري الفلاحي بادارة الهندسة الريفية من سنة 1975 إلى سنة 1980 قبل ان يعين رئيسًا ومديرًا عامًا لديوان احياء المناطق السقوية بقفصة /الجريد من سنة 1980 إلى سنة 1988 ثم مندوبًا جهويًا للتنمية الفلاحية بالقيروان ثم ببنزرت.
وتولى رئاسة ديوان وزير الفلاحة من سنة 1993 إلى سنة 1997 ثم رئاسة ديوان وزير الداخلية إلى سنة 2001. وفي يناير 2001 عين الحبيب الصيد كاتب دولة لدى وزير الفلاحة مكلفًا بالصيد البحري ثم كاتب دولة لدى وزير الفلاحة والبيئة والموارد المائية مكلفًا بالبيئة من سبتمبر 2002 إلى جوان 2003.
وشغل منصب مدير عام لشركة النقل للانابيب بالصحراء الى نوفمبر 2004 تاريخ توليه منصب المدير التنفيذي للمجلس الدولي لزيت الزيتون ومقره مدريد /اسبانيا/ الى غاية يناير 2011.
وعين في فبراير 2011 مستشارًا لدى الوزير الاول بالحكومة الموقتة، وفي 28 مارس/ آذار 2011 عين الحبيب الصيد وزيرًا للداخلية الى غاية 22 ديسمبر من نفس السنة.
ثم تولى منصب مستشار لدى رئيس الحكومة الموقتة مكلف بالشؤون الامنية الى غاية 31 ديسمبر 2012.
والحبيب الصيد متزوج وأب لثلاثة أبناء.
وقال المحلل السياسي واستاذ التاريخ السياسي المعاصر بالجامعة التونسية عبد اللطيف الحناشي لفرانس برس "من المآخذ على الحبيب الصيد أنه محسوب على النظام القديم" في اشارة الى نظام بن علي.
وقال زياد العذاري الناطق الرسمي باسم حركة النهضة لفرانس برس ان الصيد "عمل معنا (مع حكومة حركة النهضة) ومع حكومة& الباجي قائد السبسي (بعد الثورة) ومع الحكومات التي كانت قبلنا. إنه شخص كان في خدمة الدولة التونسية".
التعليقات