علماء يحرّكون الأجسام بالموجات الصوتية

بيروت: تحدث العلماء البرازيليون من جامعة ساو باولو عن نجاحهم في تحريك كرات صغيرة من الستايروبور في الهواء، باستخدام موجات صوتية غير محسوسة. وقال العلماء إنهم تمكنوا من رفع الكرات عن سطح ما، من ثم تحريكها في كافة الاتجاهات وتوجيهها إلى حيث يريدون باستخدام الموجات فوق الصوتية.

&

&

استخدم العلماء طريقة تعويم الأجسام في الهواء بواسطة الصوت، لتحقيق الانجاز الذي تحدثوا عنه. ويعوّلون على هذا الطريقة لتحقيق انجازات جديدة في الطب والصيدلة والفضاء...إلخ، إذ من الممكن مستقبلًا تحريك جزيئات الأدوية، والكريات المعدنية، التي تحقن في جسم الإنسان بواسطة الموجات الصوتية بدلًا من تحريكها بواسطة المجالات الكهرومغناطيسية.

&

كما ستتاح الفرصة لرواد الفضاء مستقبلاً لتحريك الأشياءخارج المركبة الفضائية بواسطة"التعويم"، بدلًا من&ارتداء بدلة الفضاء والسباحة خارج المركبة لتحريكها.

&

وذكر ماركو اندراد، رئيس فريق العمل من جامعة ساوباولو، أن طريقة تعويم الأشياء بالموجات الصوتية التي استخدمت تضمن عدم سقوط المادة على الأرض، كما نجحت كل مرة في تحريك الكرات الصغيرة بالاتجاه والمسافة والارتفاع المطلوبين.&

&

&

هذا يعني أن العلماء تمكنوا من التغلب على الجاذبية الأرضية باستخدام الموجات الصوتية المختلفة. وقد يتيح الانجاز للعلماء التحكم بحركة الاشياء الأكبر حجمًا خارج نطاق الجاذبية الأرضية.

&

وواقع الحال أن العلماء السويسريين نجحوا في صيف 2013 في تحريك قطرة ماء في الهواء باستخدام الموجات الصوتية. واستخدموا في ذلك مصدرًا للموجات الصوتية وآخر عاكسًا لهذه الموجات، وهكذا بقيت قطرة الماء معلقة في الهواء بين الموجتين الصوتيتين الأولى والثانية.

لكن العلماء السويسريين واجهوا مشكلة توجيه القطرة في الاتجاه المطلوب، كما عجزوا عن الحفاظ بشكل مستمر على أطوال الموجات اللازمة وهو ما جعل قطرة الماء تسقط على الأرض.&

&

ويقول اندراد إنهم تغلبوا على المشكلتين باستخدام تعويم أشياء في الهواء من دون صدى، كما استخدموا مصدري صوت من طولين مختلفين. وكان الفرق بين الموجتين كفيلًا بابقاء كرات الستيروبور معلقة في الهواء دائمًا.

&

وهذا ليس كل شيء، لأنهم نجحوا أيضًا في تحريك كل كرة على حدة، ومن تحريك عدة كرات في نسق واحد وباتجاه واحد، أو باتجاهات مختلفة.

&

&

تستخدم المصانع الحديثة مئات الروبوتات الصغيرة، للوصول إلى أماكن معينة في الأجهزة ونقل أجزائها، أو ترميمها، لكن أصبح ممكنًا الآن استخدام طريقة تعويم الاشياء لتنفيذ مثل هذه المهمات.

&

هذا يتيح لصناعة الأدوية نقل المواد من تفاعل إلى آخر دون حصول نواتج عرضية، وينطبق ذات الشيء على الصناعة الكيميائية حيث ترتفع مخاطر احتكاك المواد المختلفة وحصول التفاعلات غير المرغوبة.&

&

لم يزد قطر الكريات التي استخدمت في تجربة التعويم الصوتي في جامعة ساوباولو عن 3 ميليمترات. لكن الخطوة القادمة التي بدأ العلماء يعملون عليها ستكون تحريك مواد أكبر وأثقل باستخدام الموجات الصوتية. فمن الممكن مستقبلًا، بحسب اندراد، تحريك المعادن الثقيلة باستخدام أجهزة صوتية أكبر وموجات صوتية من أطوال محسوبة.