يرى البعض أن ما جرى في القنيطرة مؤشر بالغ الخطورة يضع لبنان والمنطقة على شفير حرب إقليميّة، وبالتالي فإن رد حزب الله على الغارة الإسرائيليّة سيشعل نيران الحرب بين البلدين.


بيروت: يقول النائب عاصم عراجي (المستقبل) لـ"إيلاف" إن ما حصل في القنيطرة مؤشر بالغ الخطورة لأنه من الممكن ان يدخل لبنان بالصراع في المنطقة أكثر من السابق، ويضيف:"لنفترض أن حزب الله ردّ من لبنان سيكون الوضع خطيرًا، ولا نعرف إذا كان سيناريو العام 2006 سيتكرر، من هنا ما حصل أمر خطير، ونأمل أن لا يكون الرد من لبنان لأنه سيدفع الثمن.
أما النائب كامل الرفاعي ( 8 آذار) فيقول لـ"إيلاف" إن ما جرى في القنيطرة له أكثر من هدف، الهدف الأول دعم المسلحين السورييّن ضد النظام، والثاني له علاقة بالانتخابات الإسرائيلية، والثالث رسالة إلى حزب الله وإيران، نتيجة وجودهما لدعم النظام في سوريا. وبحسب الرفاعي هذه العمليّة تعطي للمنطقة جوًا من الاستنفار ربما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، لأن طبيعة إسرائيل عدوانية، وتريد جرّ المنطقة إلى أمر معيّن مع مخطط أميركيّ في المنطقة.
&
رد حزب الله
وردًا على سؤال هل ردّ حزب الله هو حتميّ؟ يجيب عراجي :" عليه أن يرد من سوريا، لأن تلك الجبهة في سوريا منذ 35 عامًا لم تشهد طلقة نار، ولا يجب أن يكون الرد من الداخل اللبنانيّ مع وجود القرار 1701، والذي يمنع أي اعتداء بعد حرب تموز (يوليو)، ومع وجود الخط الأزرق أيضًا.
يؤكد الرفاعي ان لا شك بأن حزب الله سيرد، ولكن حزب الله ليس حالة استنفاريّة، ولديه حكمة ومسؤولون سياسيون يدرسون الخطوات الملائمة، وهو تنظيم لديه تسلسل قيادي ويدرس الرد بطريقة حكيمة وبرأيه يجب أن يكون الردّ مؤلمًا.
&
رسالة إسرائيل
ولدى سؤاله ما هي الرسالة التي وجههتها إسرائيل من وراء عملية القنيطرة؟ يقول عراجي إن إسرائيل دولة معتدية، وهي عدوة وارتكبت مجازر لا تعد ولا تحصى في العالم العربي، من قتل مدنييّن في غزة والضفة ولبنان ومصر والأردن، هناك صراع تاريخيّ بيينا وبينها، ولكن لا نستطيع أن نحمل المزيد من الحروب معها.
ويلفت عراجي إلى أن لبنان لم يعد يحتمل حربًا مع إسرائيل لأننا لا نزال نعاني من تداعيات حرب تموز (يوليو) الماضيّة، التي ضربت الاقتصاد مع نسبة الدمار في مختلف القطاعات، ولا يمكن أن ننكر أن الظروف في العام 2006 كانت مختلفة.
"من هنا ندعو حزب الله إلى التروي كي لا ندخل في متاهات الحرب من جديد".
أما النائب الرفاعي فيقول إن رسالة إسرائيل كانت لرفع معنويات المعارضين للنظام السوري، وللتأكيد بان الجيش الاسرائيلي لا يزال قويًا ويده تطال مع وجود أجواء عربيّة مستباحة، وربما للضغط على إيران في المفاوضات النوويّة.
ولا يعتقد الرفاعي أننا ذاهبون إلى حرب، لأن المجتمع الدولي هو في حالة حرب ضد "الإرهاب" والقضاء على داعش، ولكن لحزب الله حق الرد في الزمان والمكان المناسبيّن.
&
حوار المستقبل حزب الله
ولدى سؤاله أن البعض يعوّل ان تكون الاستراتيجيّة الدفاعيّة من ضمن الحوار بين حزب الله والمستقبل بسبب التهديدات الإسرائيليّة، يلفت عراجي إلى أن قرار السلم والحرب يجب أن يكون بيد الجيش اللبنانيّ، ولا يجب أن يكون حزب الله هو الدولة، واليوم مع عدم وجود رئيس للجمهورية يجب أن يكون قرار السلم والحرب بيد مجلس الوزراء بأكمله.
في هذا الصدّد يلفت الرفاعي إلى أن ما سمعناه من استنكار وإدانة من الشارع اللبنانيّ ككل، يدلّ على ان الحوار الذي بدأ بين حزب الله والمستقبل أدى إلى نوع من النتائج الإيجابيّة على المستوى الشعبي، وهذا يتطلّب نوعًا من التضامن والجديّة في الحوار لكي نجنّب لبنان ما يحاك له من قبل إسرائيل وغيرها.
&
&
&