&
في تصريحات مقتضبة على شكل تغريدات، تنقلها عنها الكاتبة الكويتية فجر السعيد، تقول سوزان مبارك إنها لا تريد اليوم إلا لمّ شمل عائلتها بعد براءة زوجها، وإنها تتألم لأن من يشتمها نسي ما فعلته من عمل خيري لمصر.

&
تستمر الكاتبة الكويتية فجر السعيد في نشر حوارها مع سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، على شكل تغريدات، ليكون هذا أول حوار مباشر مع سيدة مصر السابقة، بعد تنحي زوجها عن سدة الرئاسة المصرية، نتيجة ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011.
&
محترف سياسة
تقول سوزان مبارك إن أحدًا لم يعلّمها، "علّمت نفسي بنفسي، وكنت مجروحة لأنني لم أكمل تعليمي، وفي اول فرصة دخلت الجامعة الأميركية، الرئيس مبارك شجعني على إكمال دراستي، وكنت اذاكر دروسي وأدير شؤون بيتي وأولادي، واذاكر لهم، وزوجي يساعدني في ذلك كأي بيت مصري".
&
تضيف: "أخذت (كورسات) في الجامعه الأميركية في القاهره، وكانت علاماتي مرتفعة، وهذا ما شجعني على الإستمرار إلى الماجستير، ودرّسني في الجامعه الأميركية الدكتور سعد الدين ابراهيم، وكنت أحترمه كأستاذ، واستغرب كيف تحول من مُعلم إلى محترف سياسة وحلقة وصل بين أميركا والإخوان المسلمين".
انهت سوزان مبارك درجة الماجستير، وتفرغت للعمل الخيري، وأوصلها عشقها للقراءة إلى المساهمه في انشاء مكتبة الإسكندرية، "وزرعت حب القراءه في أحفادي وحفيدتي الصغيرة، ولا يمكن أن تراها الا والكتاب بيدها".
&
هذا ظلم
وتروي سوزان مبارك لفجر السعيد: "بدأت مرحلة العمل الخيري قبل أن يصبح زوجي رئيسا أو حتى نائبا، ولا أحب الحديث عن إنجازاتي لأن دافعي لها حب الوطن وإنتمائي لهذه الأرض، لكن يؤلمني الا يذكرها أحد ممن تخصص في شتمي".
تقول: "رحلتي مع القراءة للجميع بدأت من مكتبة صغيرة في مدرسة في بولاق إلى الصرح الثقافي المهم مكتبة الإسكندرية، واستغرق ذلك أكثر من عشر سنوات من العمل الشاق، وكنت أقف على السقالة مع العمال وهم ينشئون مكتبة الإسكندرية، ولا أشعر بالتعب لأن الهدف سامٍ والحلم لا يتحقق الا بالمثابرة".
وتابعت: "قد لا يحبني البعض لأي سبب كان، لكن أن يُنكروا إنجازاتي في العمل الخيري فهذا ظلم بيّن، فمشروع اللقاح ضد شلل الأطفال ضخم ساهم فيه 80 الف شخص، زودوا 14 مليون جرعة تطعيم وخدموا 11 مليون طفل، ونجاح حملة القضاء على شلل الأطفال توّجناه في احتفالية برعاية منظمة الصحه العالمية بخلو مصر رسميًا من فيروس شلل الأطفال".

تهم ملفّقة
تقول سوزان مبارك إن جهاز الكسب المشروع حقق معها، "واستغربت التهم التي تم تلفيقها لي، فعملي الخيري لخدمة بلدي لا للتكسب ولم يدخل جيبي قرش حرام، وأكبر مكاتب المحاسبة في مصر تراقب حسابات الجمعيات الخيرية التي ترأستها، وطلبت من الكسب المشروع مراجعتها لإثبات براءتي، وكنت اعمل ليل نهار بلا كلل في العمل الخيري، وخدمت مصر بلا منة لأن خدمة الوطن واجب على كل من يحمل الوطن بداخله".
تضيف: "لم آخذ إجازة طوال حياتي، واجازاتنا في الاسكندرية قصيره جدًا، اقضيها في الجلوس امام البحر، وعندما نسافر في مهمة خارجية يرفض الرئيس مبارك ان نمدّدها يومًا واحدًا للراحة، ويصر على العودة بمجرد إنتهاء الزيارة".
تقول سوزان مبارك إنها لا تتابع التلفزيون الا قليلاً، "والأيام عندي تتشابه بانتظار سماع خبر سعيد وسلوتي الوحيده أحفادي".
&
ولو بعد حين
تصر سوزان مبارك أنها ارتدت الأسود سنوات طويلة حزنًا على حفيدها، &"ولم أخلعه الا مؤخرًا بناءً على الحاح ابني علاء، فجرحي كبير، زوجي واولادي في محنة، وانا مكتوفة اليدين لا استطيع أن أساعدهم إلا في الدعاء بأن يفرج الله كربهم ويجتمع شمل أسرتنا من جديد".
تقول: "في البدايه، كنت اتابع ما يقال عني في الصحافه وأتأثر بشدة، لكن منذ فتره سبحان الله لم أعد أتأثر بما يقال، وكأن الله مسح على قلبي، وأحلم باليوم الذي تجتمع فيه عائلتي الصغيرة من جديد، ولا أراه بعيدًا فربنا لا يقبل الظلم، ولا بد ان يظهر الحق ولو بعد حين".
تضيف: "وصلت لأعلى المراتب، فقد كنت زوجة رئيس جمهورية مصر لسنوات طويلة، ولا أريد الآن إلا لم شمل عائلتي الصغيرة من جديد، وأدعو الله أن يمنحني الصحة والقوة لأرى زوجي وأولادي في البيت من جديد مرفوعي الرأس".
بدأت مبارك كتابة مذكراتها، وتفكّر في تصويرها برنامجًا تسجيليًا رغم أنها كائن لا يحب الكاميرا.
&