هافانا: اجرت الولايات المتحدة وكوبا الخميس اول مباحثات بينهما على مستوى رفيع منذ عقود في خطوة تاريخية اتاحت تقييم الهوة التي يجب ردمها قبل التوصل الى تطبيع العلاقات المعلن في منتصف كانون الاول/ديسمبر.

ورغم سوء التفاهم الذي شاب احيانا هذا الحوار بين خصمين قديمين لا سيما بشان قضية حقوق الانسان نوه الاثنان بحسن سير المناقشات واعربا عن عزمهما على مواصلة الحوار.

وقال& تيد بيكوني المستشار الدبلوماسي السابق في ادارة كلينتون "لم يكن واقعيا اثارة آمال كبيرة" حول هذا الاجتماع "لكن مجرد انهم اجتمعوا كان في حد ذاته امرا مهما جدا".

وفي الواقع لم يتوصل الوفدان الى التوافق حول مواضيع الهجرة واستئناف العلاقات الدبلوماسية، وذلك بسبب "خلافات عميقة" كما قال الاثنان.

لكن الخبراء يرون ان الاهم قد حصل: طويت صفحة عداوة وريبة دامت اكثر من نصف قرن واثبت الاميركيون والكوبيون انهم قادرون على الجلوس والتحاور حول طاولة واحدة.

وقال بيكوني "انه امر مهم لان ذلك يعني اننا ندخل عهدا جديدا. سيقيمون حوارا مباشرا".

والمسائل التي يجب بحثها مختلفة قبل التطرق الى تطبيع العلاقات التاريخي المعلن في 17 كانون الاول/ديسمبر من الرئيسين باراك اوباما وراوول كاسترو.

واتاحت نقاشات هذا الاسبوع التعرف على سلسلة من نقاط الاختلاف التي يجب تسويتها مثل الحظر وحقوق الانسان والقيود المفروضة على الدبلوماسيين المعتمدين في البلدين والقوانين الاميركية التي تمنح تسهيلات للمهاجرين الكوبيين.

ومن بين القضايا العاجلة شطب كوبا من اللائحة الاميركية للبلدان الداعمة الارهاب الامر الذي سيسهل استئناف النشاطات الدبلوماسية الثنائية.

من جانب اخر لم يتم التطرق الى نقاط اخرى حاسمة على طريق التطبيع، مثل دفع تعويضات للشركات الاميركية التي تم تأميمها بعد ثورة 1959 ووضع قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا.

واوضح بيكوني ان "ذلك يحتاج الى الوقت لان هناك رهانات داخلية في الطرفين".

وقال جيسون مراكزاك نائب رئيس المركز اللاتينية الاميركية اتلانتك كاونسل "يجب الاخذ في الاعتبار انها علاقة مضت عليها خمسة عقود" من العداوة.

واعلنت مساعدة الوزير الاميركي روبرتا جاكوبسون "يجب علينا تجاوز اكثر من خمسين سنة من علاقات لم تكن قائمة على الثقة (...) وبالتالي هناك مواضيع يجب علينا التطرق اليها من اجل اقامة هذه العلاقة".

وكانت حقوق الانسان التي تعتبرها الولايات المتحدة من اولوياتها، موضع اتهامات مباشرة من الطرفين، وفي حين تحاول الولايات المتحدة ان تظهر بمظهر لائق امام النواب الجمهوريين وبعض المنشقين، تشدد كوبا على احترام سيادتها.

وعندما اعربت جاكوبسون عن قلقها من وضع حقوق الانسان في كوبا مشيرة الى "حرية التعبير والاجتماع"، رد الطرف الكوبي بانتقاد الاعتقالات غير القانونية والتعذيب في غوانتانامو والقمع البوليسي وانعدام المساواة في الولايات المتحدة.

ولخص مارك هانسون من مكتب واشنطن لاميركا اللاتينية بالقول ان "الكوبيين قالوا بوضوح انهم يعتبرون برامج وزارة الخارجية الاميركية للدفع بالديموقراطية غير مناسبة، في حين اعلنت روبرتا جاكوبسون صراحة انهم سيواصلون على هذا الطريق".

ويرى ماركزاك ان الاولوية هي استئناف العلاقات الدبلوماسية التي يشكل تعليقها منذ 1961 "عائقا كبيرا" امام التطبيع. واعتبر انه "بعلاقات دبلوماسية ستتوفر قناة رسمية لتبادل الامور الاكثر اهمية بالنسبة للبلدين".

وبشان اعادة فتح السفارتين، حدد الوفدان موعدا خلال الاسابيع القادمة.