القدس: اتفقت الاحزاب العربية داخل اسرائيل لاول مرة في تاريخها على خوض الانتخابات الاسرائيلية المقبلة في 17 اذار/مارس ضمن قائمة واحدة لتجاوز قانون زيادة نسبة التصويت المطلوبة لدخول الكنيست ما قد يؤدي الى رفع مشاركة الناخبين العرب.

واعتبر العرب ان الكنيست السابقة والحكومة الاسرائيلية التي يسيطر عليها اليمين رفعتا نسبة الحسم أو الاصوات التي ينبغي الحصول عليها لدخول البرلمان من 2% الى 3,25% للحد من تمثيل العرب والاحزاب الصغيرة.

وتشغل الاحزاب العربية في الكنيست السابقة 12 من اصل 120 مقعدا، في حين& يمثل العرب الاسرائيليون حوالى 20% من السكان.

واعلن بيان صادر عن لجنة الوفاق الوطنية برئاسة الكاتب والاديب محمد علي طه "تشكيل قائمة عربية موحدة للدخول الى الانتخابات القادمة للكنيست العشرين وتم التوقيع عليها من قبل ممثلي الاحزاب" ليل الخميس.

يترأس القائمة الموحدة المحامي ايمن عودة من الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة التي يعتبر الحزب الشيوعي عمودها الفقري وتضم الى جانب الجبهة كلا من حزب التجمع الوطني الديموقراطي والحركة الاسلامية الجنوبية والحركة العربية للتغيير.

وبذلك تضم القائمة 15 من الشخصيات السياسية والناشطين الاجتماعيين مسلمين ومسيحيين بالاضافة الى يهودي ودرزي وبدوي وثلاث نساء.

والى جانب رئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة ايمن عودة، تضم القائمة بالتتابع سعود غنايم من الحركة الاسلامية والدكتور جمال زحالقة من حزب التجمع الوطني الديموقراطي والدكتور احمد الطيبي من الحركة العربية للتغيير وعايدة توما من الجبهة الديموقراطية للسلام وعبد الحكيم حاج يحيى من الحركة الاسلامية وحنين زعبي من التجمع، ودوف حنين من الجبهة الديموقراطية للسلام، وطلب ابو عرار من الحركة الاسلامية والدكتور يوسف جبارين من الجبهة الديموقراطية للسلام، والدكتور باسل غطاس من التجمع.

ويضمن المرشحون الاحد عشر الاوائل نجاحهم. بعدها وزعت اسماء المرشحين بين الاحزاب المختلفة على مبدا التناوب لمدة سنتين من اصل اربع سنوات لكل منهم.

وتوقعت استطلاعات الراي ان يزداد تمثيل العرب في الكنيست في حال تقدموا بقائمة واحدة.

وقال الباحث الدكتور عاص الاطرش مدير معهد يافا للابحاث لوكالة فرانس برس ان "هذه القائمة تلبي مطالب الجماهير العربية في اسرائيل وبعد ان رفعت الكنيست السابقة نسبة الحسم لدخول القوائم الحزبية الى الكنيست الى 3,25%".

واضاف الدكتور عاص الاطرش ان "نسبة الحسم هذه عالية جدا اذ تحتاج اي قائمة ما بين مئة الف و130 الف صوت لدخول الكنيست، وهذا يعرض دخول القوائم العربية منفردة لخطر عدم اجتياز هذه النسبة وذهاب اصواتهم لليمين".

واضاف "بين استطلاع للرأي أن خوض الاحزاب العربية الانتخابات في قائمة واحدة سيرفع نسبة المصوتين& بين العرب الى 66%، وهذا يؤهلهم للحصول على 12 الى 13 مقعدا عندما تزيد نسبة المشاركة ب10% عن الانتخابات السابقة".

وبلغت نسبة المشاركة 56% بين العرب في انتخابات 2012 و67% بالنسبة لمجمل الناخبين.

وقالت الجبهة& الديموقراطية للسلام والمساواة في بيان ان القائمة المشتركة "تضم جميع القوى السياسية الفاعلة بين الجماهير العربية والقوى الديموقراطية اليهودية برعاية لجنة الوفاق ولجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية."

ودعا محمد بركة رئيس الجبهة الى ترجمة انجاز القائمة المشتركة ميدانيا وقال "لا يمكن ان تحقق انجازا من دون الاخلاص الى مبدا العمل الجماعي، وان يصب كل اطار مشارك في هذه القائمة، كل طاقاته وامكانياته من أجل تحقيق اكبر قوة برلمانية قادرة على القاء أكبر وزن سياسي في الكنيست ليكون قسط الجماهير المكافحة في محاصرة اليمين المتطرف، والسعي الى استبعاده عن الحكم".

وفي اول تعليق على تشكيل القائمة المشتركة، قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان "الاحزاب العربية المتحدة تكشف علنا ما كانوا يحاولون اخفاءه في السابق. انكشف علنا اليوم بانه لا يهم ان كنت شيوعيا او اسلاميا او جهاديا، ففي نهاية المطاف لهم هدف واحد هو انهاء وتدمير الدولة اليهودية وهذا ما يوحدهم".

ونشرت الصحف العربية في اسرائيل الجمعة صورا لليبرمان يظهر فيها حزينا نادما لانه وحد العرب في قائمة واحدة بدلا من اخراجهم من الكنيست.

ونقلت الصحف عن سعود غنايم من الحركة الاسلامية قوله خلال مؤتمر صحافي الخميس "لنذهب الى الانتخابات بقوة ونجعلها صفعة لليبرمان".

ولم يشارك اي حزب عربي في ائتلاف حكومي منذ قيام اسرائيل في 1948.