انتخب مجلس محافظة نينوى العراقية الشمالية المحتلة من تنظيم داعش اليوم مرشحًا عربيًا بدعم تركماني محافظًا جديدًا خلفًا للمحافظ السابق أثيل النجيفي المقال من البرلمان.. فيما كشفت فتاة ايزيدية امضت 20 يوما في منزل ابو بكر البغدادي عن شخصيته وتصرفاته موضحة أنها ستسافر اليوم إلى دولة أوروبية عبر منظمة دولية للجوء اليها.

لندن: قال النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي إن نوفل حماد سلطان العاكوب قد انتخب الاثنين محافظًا جديدًا لنينوى بدلا من المحافظ المقال اثيل النجيفي موضحا انه ينتمي إلى كتلة النهضة العربية بعد منافسة شديدة من كتلة المحافظ السابق.

وقال اللويزي في مؤتمر صحافي في مبنى مجلس النواب في بغداد ان اختيار المحافظ الجديد حصل رغم الضغوطات التي مورست من قبل دول إقليمية وجهات سياسية لاختيار مرشح النجيفي بحسب قوله.

وأشار اللويزي إلى أنّ انضمام الاعضاء التركمان إلى الكتلة العربية رجح كفة العاكوب بالفوز بفارق صوت أو صوتين.. متوقعا ان تشهد المرحلة المقبلة ستنهي التقاطعات مع الحكومة المركزية ومجلس النواب من خلال التعاون الجاد والعمل المثمر على ملفين مهمين أولهما تحرير الموصل عاصمة نينوى والثاني عودة النازحين واستقرار المحافظة وإعادة اعمارها.

ومعروف أن محافظة نينوى يقطنها خليط من العرب والتركمان والاكراد والمسيحيين والذين تعتبر المحافظة موطنهم الاكبر في العراق. وقد حصل العاكوب على 21 صوتا حيث سيباشر مهامه محافظا لنينوى بعد مصادقة رئاسة الجمهورية.

وفي وقت سابق اليوم عقد مجلس محافظة نينوى جلسة في موقعه البديل في ناحية القوش شمال الموصل لاختيار محافظ جديد حيث حضرها 35 عضوا من اصل 39 عدد الاعضاء كما حضرها رئيس مجلس المحافظة بشار الكيكي. وخاض 14 مرشحا التنافس على المنصب.

يذكر أنه بعد قرار مجلس النواب العراقي اقالة المحافظ السابق اثيل النجيفي في أيار (مايو) الماضي تقدم الاخير باعتراض على القرار لكن محكمة التمييز رفضته وأصبح لزاما على مجلس المحافظة اختيار محافظ جديد خلال 15 يوما تنتهي اليوم الاثنين.

وتنص شروط الترشيح لمنصب المحافظ أن يكون من اهالي الموصل وأن لا يقل عمره عن 30 عاما وحاصلا على شهادة البكالوريوس وما فوق وليس محكوما بأي جناية أو جنحة وان لا تكون لديه أي رتبة عسكرية وأن لا يكون متهما بالفساد او مشمولا بقانون اجتثاث البعث.

يذكر أن تنظيم داعش كان قد احتل مدينة الموصل عاصمة المحافظة في حزيران (يونيو) عام 2014 اضافة إلى مناطق اخرى من المحافظة فيما تجري حاليا استعدادات عسكرية عراقية واسعة لتنفيذ عملية تحريرها من سيطرة التنظيم.

ايزيدية تتحدث عن شخصية البغدادي

إلى ذلك، كشفت فتاة ايزيدية عراقية امضت 20 يوما في منزل ابو بكر البغدادي "خليفة" تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" عن شخصيته وتصرفاته اضافة إلى معاناتها ومحنتها التي مرت بها خلال فترة احتجازها لدى التنظيم موضحة انها ستسافر اليوم إلى دولة اوروبية عبر منظمة دولية للجوء اليها.

الفتاة (د.ع) في الحادية والعشرين من عمرها وهي من اهالي قضاء سنجار الشمالي لكنه بعد شن تنظيم "داعش" هجوما على القضاء وضواحيه تم سبيها وقادها مصيرها إلى منزل الشخص الاول في التنظيم وعاشت نحو 20 يوما فيه.

وبعد تحريرها عادت إلى اقليم كردستان وتحدثت لوكالة "رووداو" الكردية عن قصتها قائلة إن "البغدادي شخصية هادئة وكان طعامه وحياته مختلفين وفي بعض الاوقات كان يطالع الكتب وفي كثير من الاحيان كنت اراه وهو يتحدث باللغة الانكليزية".

وكانت 13 فتاة ايزيدية قد تم أخذهن إلى منزل ابو بكر البغدادي وكانت هذه الفتاة بعينيها الزرقاوين وشعرها الاشقر ضحية من اللاتي سباهن "داعش". وعن كيفية احتجازها واسرتها لدى "داعش" اوضحت أنه بعد سيطرة التنظيم على القضاء اختبأت عائلتها داخل منزل في سنجار لمدة خمسة ايام لكن عناصر "داعش" عثروا عليهم وعرفوا أنهم ايزيديون فقاموا بنقلهم إلى قضاء تلعفر حيث تم احتجازهم مع المئات من الاسر الايزيدية في إحدى المدارس.

وعن فصلها وشقيقتها عن اسرتهما أوضحت أن "عددا من مسلحي داعش جاؤوا إلى المدرسة في 14 آب (أغسطس) من العام الماضي وقاموا بفصل 60 فتاة عن الآخرين و"نقلونا بثلاث حافلات إلى سوريا ولدى وصولنا إلى هناك اقتادونا إلى قاعة كبيرة".

ومنذ سيطرة التنظيم على مدينة الموصل في العاشر من حزيران (يونيو) من العام الماضي قد ظهر البغدادي في مقطع مسجل واحد عندما ألقى خطبة الجمعة في أحد مساجد المدينة في 11 تموز (يوليو) عام 2014.

وعن رؤيتها البغدادي قالت الفتاة "في إحدى الليالي قالوا إن الخليفة سيأتي حينها لم نكن نعلم من هو الخليفة ومن هو البغدادي.. رأيناه وهو يدخل القاعة وهو رجل ملتحٍ وتفقد بعينيه المكان وما إن خرج تم استدعائي وفتاتين اخريين".

وأضافت "أخذونا نحن الثلاثة إلى منزل جميل وراقٍ في قرية في مدينة الرقة لكن لم يكن هناك أثر لرايات وحراس داعش وكان ذلك منزله وكل الذي عرفناه حينذاك أنه منزل مسؤول كبير في داعش وليس خليفته لأنني لم اشاهد أي صورة أو فيديو له فقال لنا: أنتن ستخدمن في هذا المكان".

وأشارت الفتاة الايزيدية إلى أن المنزل لم يكن مكتظا ويبدو أنه كان دار استراحة مردفة "لا اعرف ما هو السبب لكن لم يشهد المنزل حضورا كبيرا وكان الطعام يأتي من الخارج وهو من النوع الجيد جدا.. وفي النهار كان يتواجد الخليفة في المنزل كثيرا وفي المساء كان يغادره ويعود غالبا في منتصف الليل".

وحول أطباع البغدادي وتصرفاته أشارت (د.ع) قائلة إنه "شخص هادئ لم يرفع صوته اطلاقا وكانت لديه غرفة خاصة فيها حاسبة وانترنت وكنا نعلم أن فيها كل شيء لكنهم قالوا لنا إنه يجب أن لا ندخل تلك الغرفة ابدا".

أما عن ضيوف المنزل فقالت "عندما كنتُ هناك شاهدتُ دواعش اميركيين وبريطانيين حيث كانوا يأتون ويعقدون اجتماعات معه ثم يغادرون".

وحول محاولة فرارها الاولى لها قالت "كانت هناك امرأة مسنة تعمل في المنزل بالاضافة إلى امرأة عربية لديها طفلان تتراوح أعمارهما بين 10 إلى 14 عاما وقيل إنها زوجة البغدادي.. في إحدى الامسيات قلتُ للمرأة العجوز هل يمكنك تخليصي؟ فقالت لي إنها تخشى أن يقتلوها فاقترحت أن نغادر معا وعندما خرجنا وقعنا في اسر داعش قرب تلك القرية فأخذونا إلى سجن كانت فيه بنتان اجنبيتان إحداهما بريطانية والاخرى اميركية حينها لم أكن اعلم أنهما صحافيتان".

وأشارت إلى أنّه عندما علم البغدادي بفرارها طلب اعادتها إلى المنزل مرة اخرى.. وقالت "مرة اخرى عدت إلى البغدادي، لكن هذه المرة كانوا يراقبونني كثيرا وضعوني في غرفة خاصة منعوني من الخروج منها متى شئت".

وأضافت "بعدها حاولت الفرار مرة ثانية".. مبينة "في إحدى الامسيات غادر البغدادي وحراسه المنزل على عجالة فشعرت أنه لم يبق أحد فيه ولدى حلول الظلام خرجت من إحدى النوافذ وسرتُ نحو قرية ولجأت إلى منزل اتخذني أصحابه خادمة لهم".

وفي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي استطاعت (د.ع) الاتصال بذويها وتمكنت من الفرار حيث قالت إن أصحاب المنزل الذي لجأت فيه "كانوا يثقون بي كثيرا وكنت اخرج كثيرا لشراء الاحتياجات اللازمة لهم وفي يوم من الايام اتصلت بذويي ومن خلال المساعدات المالية المقدمة من حكومة اقليم كردستان تمكنت من الوصول إلى تركيا ومنها عدت إلى الاقليم".

وبعدها بعدة أشهر تمكنت شقيقة (د.ع) هي الاخرى من الفرار وعادت إلى كردستان بطريقة مختلفة لكن مصير والدهما ووالدتهما وشقيقتين وثلاثة من أشقائهما ما زال مجهولا. وعقب عودتها علمت هذه الفتاة أن الشخص الذي كانت محتجزة في منزله هو ابو بكر البغدادي الشخص الاول في تنظيم "داعش".

وقالت "عندما شاهدتُ صوره ومقاطع الفيديو خفتُ كثيرا ومازلت اخشاه هنا ايضا لذا سأسافر اليوم الاثنين إلى دولة اوروبية عبر منظمة دولية ولا اريد العودة".