وجهت أوروبا اليوم دعوة إلى روسيا تطالبها بوقف فوري& للضربات الجوية ضد المعارضة المعتدلة في سوريا فيما أشارت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني إلى أنّ التدخل العسكري الروسي في سوريا "يغير قواعد اللعبة".

لوكسمبورغ: دعا الاتحاد الاوروبي روسيا اليوم الاثنين الى "وقف فوري" للضربات الجوية التي تستهدف المعارضة المعتدلة في سوريا. وافاد بيان اقره وزراء خارجية دول الاتحاد الـ 28 في لوكسمبورغ ان "هذا التصعيد العسكري من شانه اطالة امد النزاع وتقويض العملية السياسية وتدهور الاوضاع الانسانية وزيادة التطرف".

وفي وقت سابق اليوم، أعرب وزراء الخارجية الأوروبيون عن قلقهم حيال التدخل الروسي في سوريا وطالبوا بحل سياسي رغم الخلافات حول إمكانية التفاوض مباشرة مع الرئيس السوري بشار الاسد.

قواعد اللعبة

وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني عند وصولها الى الاجتماع ان التدخل العسكري الروسي في سوريا "يغير قواعد اللعبة".

وأوضحت انه سيتم التباحث مطولا حول الوضع في سوريا خلال الاجتماع خصوصا "جوانب مثيرة للقلق" فيه على غرار "ما يتعلق بانتهاك المجال الجوي التركي" من قبل مقاتلات روسية التي بدات غارات جوية في 30 ايلول (سبتمبر).

وتؤكد موسكو انها تستهدف كاولوية تنظيم (داعش) لكن الغربيين يؤكدون ان اغلبية الهجمات تتركز على مناطق لا وجود للتنظيم الجهادي فيها، وتطال المعارضة المعتدلة وجبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا.

وشددت موغيريني على ضرورة "تنسيق التدخلات في النزاع بسبب المخاطر الكبرى التي قد تنطوي عليها، سواء من المنظار السياسي أو العسكري".

تسوية سياسية

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد الاحد ان هدفه "تثبيت استقرار السلطات الشرعية وايجاد ظروف من اجل تسوية سياسية". لكن عددا من الدول الاوروبية يضاعف الضغوط علنا من اجل التفاوض مع الرئيس السوري، الخيار الذي ترفضه بشدة فرنسا والمملكة المتحدة.

واعتبر الوزير الاسباني خوسيه مانويل غارسيا-مارغالو "اعتقد انه ينبغي بشكل عاجل بدء مفاوضات" وهذا الامر "غير ممكن ان لم يكن نظام الاسد جالسا الى الطاولة، ولو انه لا يمكن ان يكون طرفا في مستقبل سوريا".

واكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية هارلم ديزير ان "العملية الانتقالية السياسية (...) يجب ان تجري من دون بشار الاسد".

واضاف "على روسيا المساهمة ايضا في هذا الحل السياسي" من اجل "السماح برحيل بشار الاسد واقامة نظام يجمع المعارضة المعتدلة غير الضالعة في الارهاب وعناصر من النظام الحالي غير ضالعين في جرائم ضد المدنيين، وقصف المدنيين ببراميل متفجرة واسلحة كيميائية".

أحضان داعش!

وصرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند "اذا حاولنا العمل مع الاسد فسندفع بالمعارضة الى احضان تنظيم الدولة الاسلامية". واضاف "هذا معاكس تماما لكل ما نريد".

كما اكد رفض "الاسد كحل على المدى الطويل لمستقبل سوريا" مضيفا "يمكننا التحلي بالمرونة بخصوص طريقة مغادرته، او جدولها الزمني".

من جهته، قال وزير لوكسمبورغ جان اسلبورن "نحن في فترة انتقالية لا يمكننا فيها ان نخلق فراغا" مذكرا بما حصل في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي.&