مع نفي باريس أن تكون المقاتلة التي اقتربت من طائرة روسية كانت تقل وفداً برلمانياً وإعلان سويسرا أنها إحدى مقاتلاتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه لن يتم تفادي الاستفزازات المتعلقة بالحادث لأن القضية أخذت منحى واسعًا وإن موسكو سترد على أي مغالطات اعلامية.

نصر المجالي: وقعت موسكو في حالة من الإرتباك الإعلامي والسياسي على خلفية حادث الطائرة، فقد أعربت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن أسفها لأن "مهارات زملائنا الغربيين تتزايد كل يوم"، مشيرة إلى أن الوزارة تحاول "الرد بسرعة على كل ما يحدث، لأن التسريبات والإشارات إلى مصادر مجهولة كثيرة، ونحاول أن نفهم كلا منها".

ونفت وزارة الدفاع الفرنسية مشاركة طائراتها في أية حادثة مع الطائرة الروسية في الأجواء الفرنسية، وأكدت الوزارة أن الطائرة المشاركة في الحادثة كانت سويسرية وليست فرنسية.

سويسرا تؤكد

وأكدت سويسرا أن طائرتها من طراز " F / A-18 " هي التي اقتربت من طائرة الوفد الروسي التي كانت في طريقها إلى سويسرا.

وقال بيتر ميندر ممثل الدائرة الفدرالية للدفاع وحماية السكان والرياضة السويسرية، إن طائرة عسكرية تابعة لبلاده من طراز "F / A-18" اقتربت عند الساعة 10:22 بالتوقيت المحلي من طائرة روسية في المجال الجوي السويسري فوق مدينة بيال في إطار إجراءات اعتيادية للرقابة الشرطية في الأجواء.

وأكد ميندر أن هذا الإجراء اعتيادي وأنه لا يرى أي شيء غير طبيعي فيه، موضحًا في الوقت نفسه أن هدف الطيار العسكري السويسري التحقق من الطائرة، وأنه في المتوسط تقوم سويسرا بنفس الإجراء نحو 100 مرة في السنة.

استدعاء السفير الفرنسي

وكانت وزارة الخارجية الروسية استدعت السفير الفرنسي لدى موسكو على خلفية حادث اقتراب طائرة حربية فرنسية من طائرة ركاب أقلت وفدًا برلمانيًا روسيا إلى سويسرا.

وجاء في بيان أصدرته الخارجية الروسية أن استدعاء السفير الفرنسي لدى موسكو جان موريس ريبير يوم الاثنين، جاء لكي يقدم الأخير إيضاحات لـ أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي حول التصرفات الأخيرة من قبل الطائرة العسكرية الفرنسية.

وأوضحت الوزارة في بيانها أن الحادث وقع صباح الاثنين 19 تشرين الأول (اكتوبر) في المجال الجوي الفرنسي، إذ اقتربت طائرة تابعة لسلاح الجو الفرنسي من الطائرة التي كان على متنها وفد برلماني روسي بقيادة رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين.

وكان الوفد في طريقه إلى جنيف للمشاركة في الدورة الـ133 للاتحاد البرلماني الدولي.

وأعرب الجانب الروسي خلال اللقاء مع السفير الفرنسي عن قلقه العميق من الحادث، باعتبار أن مثل هذا التصرف يزعزع سمعة فرنسا كساحة لاستضافة لقاءات متعددة الجوانب ومفاوضات دولية.

بدوره، قال ناريشكين إنه على علم بحادث اقتراب الطائرة العسكرية الفرنسية من طائرة الركاب التي أقلت الوفد البرلماني الروسي إلى سويسرا.

وكشف أن البرلمانيين الروس يخططون خلال مشاركتهم في دورة الاتحاد البرلماني للتطرق إلى مسائل العقوبات ضد روسيا والعملية الروسية في سوريا والقانون الدولي وقضية اللاجئين.

من جهتها، نفت وزارة الدفاع الفرنسية مشاركة طائراتها في أية حادثة مع الطائرة الروسية في الأجواء الفرنسية.

وأكدت الوزارة أن الطائرة المشاركة في الحادثة كانت سويسرية وليست فرنسية.