أجمع خبراء ومتخصصون أن تعيين الأمير عبد الله بن فيصل، سفيرًا جديدًا للسعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية، خطوة من شأنها تمتين العلاقة القائمة بين البلدين على جميع المستويات الإستراتيجية، مشيرين إلى أن الدبلوماسية قاطرة يجرها الاقتصاد، وأن العلاقة بين البلدين تمر بمرحلة جديدة تحتاج نشاطًا دبلوماسيًا استثنائيًا، وهو ما سيتحقق مع السفير الجديد، نظرًا لخبرته في مجال الاقتصاد والسياسة فضلاً عن علاقاته مع الفعاليات الاميركية.
&
الرياض: عين العاهل السعودي الملك سلمان، الأمير عبدالله بن فيصل سفيرًا لدى واشنطن خلفاً لعادل الجبير بعد سبعة أشهر من خلو المنصب، الذي يعتبر من أهم المواقع حساسيةً في الدبلوماسية السعودية، وبهذا التعيين يعتبر الأمير عبدالله السفير التاسع لدى واشنطن، حيث سبقه - منذ تعيين اول سفير في العام 1949 - تناوب ثمانية سفراء وهم أسعد الفقيه، عبدالله الخيال، إبراهيم السويل، علي رضا، فيصل الحجيلان، والأمير بندر بن سلطان، الأمير تركي الفيصل، وأخيراً عادل الجبير.
&
الدكتور نواف عبيد، الأستاذ والباحث في جامعة هارفارد، أوضح ان اختيار الامير عبدالله سفيرًا لدى واشنطن هو خطوة موفقة بكل ما تعنيه الكلمة، مشيرًا في حديثه لـ "إيلاف"، الى أن الامير عبدالله من الشخصيات السياسية التي لها فهم ودراية عميقة بالسياسيين الأميركيين، وذلك من خلال تواصله الدائم مع جميع السياسيين اثناء زيارته السابقة.
&
وأضاف "الامير عبدالله كان احد المسؤولين البارزين، الذين حاولوا إعادة فتح القنوات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، من خلال تواصله مع قيادات المجتمع الأميركي من كتّاب وإعلاميين للتأكيد على ان السعودية ليست مصدر الارهاب، كما كانت تصور الالة الاعلامية آنذاك.
&
وفي ما يتعلق بخلفية الامير عبدالله الاقتصادية وإنها قد تكون ابرز أسباب اختياره، كون العلاقات السياسية قاطرة يجرها الاقتصاد، أوضح نواف عبيد أن العلاقات بين البلدين اكبر من ان يتم حصرها في اقتصاد، حيث ان هناك علاقات عسكرية، أمنية، سياسية، مشيرًا الى أن المناخ الاقتصادي قد يكون دافعًا رئيسيًا لكن تبقى العلاقات السياسية هي غطاء لكل الجوانب الأخرى، وبالتالي مهمة الامير عبدالله ستكون شاملة، وأضاف: "نحمد الله انه تم اختياره، لان هذه المرحلة تحتاج فعلاً لشخصية عميقة في فهم السياسة الاميركية مثله".
&
ايمن الحماد، المحلل ‏‏‏وكاتب افتتاحية جريدة الرياض السعودية، أكد أن العلاقات بين السعودية وواشنطن بصدد مرحلة إستراتيجية جديدة، يقودها الملك سلمان، وكانت واضحة المعالم في زيارته الأخيرة لواشنطن، مشيرًا في حديثه لـ "إيلاف" الى انها إستراتيجية تقوم على تنويع الشراكة وفتح الأسواق امام المستشارين الأجانب، فضلاً عن فتح العلاقات بين الاقتصاد المشترك وجعله أكثر اتساعًا، وعدم حصره في مجال عسكري، وهذا يتطلب شخصية استثنائية ذات خبرات في ثنائية في السياسة والاقتصاد مثل الأمير عبد الله لكي تتحقق أهداف الإستراتيجية.
&
واوضح الحماد، أن السفير الجديد شخصية بعيدة كل البعد عن كلاسيكيات العمل السياسي، حيث يتميز بالعمل وفق دينامكية نشطة في جميع المجالات، وهو ما سوف ينعكس ايضا على المسار الدبلوماسي، مشيرًا الى أن المنطقة تعيش حاليا تحولات سياسية مضطربة، وان الامير عبدالله قطعًا سيساهم بأسلوبه الدبلوماسي المميز في ادارة دفة العمل وسط هذه الأجواء باقتدار، وأضاف: "العلاقات بين البلدين راسخة لكنها مرت بظروف خاصة، رغم ذلك ظلت متماسكة وأظهرت حصانة جيدة، واعتقد ان مجيء الامير عبدالله على رأس البعثة الدبلوماسية في واشنطن ستكون له آثار ايجابية على العلاقات.
&
الخبير السياسي، رئيس قناة العرب جمال خاشقجي، أكد انه يعرف الأمير عبدالله عن قرب، واصفًا إياه بالرجل المؤمن بالدبلوماسية العامة، مشيرًا في حديثه لـ "إيلاف" الى&أن الأمير شخصية نشطة جدًا، ودائرة معارفه في أميركا لا تزال جيدة، حيث كان احد المسؤولين السعوديين المهتمين بحضور الندوات والملتقيات والمؤتمرات التي تقام في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان يحاضر عن السعودية ويتحدث الى الأميركيين بشكل دائم ومتواصل.
&
وشدد خاشقجي على ان البعد الاقتصادي وراء تعيين الامير عبدالله هام جدًا، مبينًا أن اعمال السفارات اصبحت تتركز على الاقتصاد في ثلاث ارباعها، وأن السياسة يمكن ان تتم عبر اجراء اتصال هاتفي مباشر ما بين الرئيس والملك، اما الاقتصاد فيحتاج جهدًا وعملاً استثنائياً في التعريف والإقناع والتواصل.
&
وتابع: "نحن بأمس الحاجة في هذا الوقت لهذا النوع من النشاط الدبلوماسي، والامير عبدالله قطعًا سوف يعالج ذالك الغياب السعودي الذي كان في واشنطن، وسوف يكون له حضور دائم في شتى المحافل بشكل يشبه ما كان يفعل الامير تركي الفيصل عندما كان سفيرًا في واشنطن".
&