يستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز غدا الاثنين بالعاصمة الرياض، الرئيس الصومالي حسن شيخ والذي يقوم بزيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ ترشيحه كرئيس للصومال في عام 2012، حيث سيمكث حسن شيخ &يومين يجري خلالها محادثات مع القيادة السعودية تتعلق بسبل تنمية العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وبحث مستجدات الأزمة اليمنية وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
&
وتأتي زيارة الرئيس الصومالي بعد أيام، من زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي ، والذي سبقه أيضا مجيء رئيس دولة جيبوتي، وذلك في ظل حركة دبلوماسية نشطة تقودها الرياض بهدف إنشاء شبكة علاقات متعددة الاتجاهات &سياسية و اقتصادية وعسكرية ، فضلا عن التنسيق والتعاون بين دول المنطقة، في خضم المتغيرات المتسارعة، وذلك عبر لقاءات &لم تكن مجرد بروتكول شكلي، وإنما أريد من خلالها إظهار رسائل تعكس توجه الدبلوماسية السعودية الجديدة، نحو تعزيز العلاقة مع دول "القرن الإفريقي"&
&
طاهر محمود ، السفير الصومالي لدى الرياض ، كشف في تصريحات صحفية ان الرئيس الصومالي يرافقه وفد رفيع المستوى يتكون من وزراء الخارجية والمالية والإعلام وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة، مشددا على أهمية الزيارة في هذا التوقيت الذي يتطلب التشاور لتعزيز العمل العربي المشترك ومواجهة التحديات والأخطار الخارجية ، مشيرا أن الزيارة ستعطي دفعة لتعزيز العلاقات الثنائية المتميزة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، في ضوء المواقف المشرفة للمملكة، التي ساندت الشعب الصومالي ووقفت بجانبه طوال الأزمات التي مر بها
&
ضد الانقلابيين
وبين السفير، إن الزيارة ستكون فرصة هامة للتباحث بشأن مستجدات الأوضاع في اليمن والتأكيد على دعم مجهودات التحالف العربي الذي تقودها السعودية &لدعم الشرعية في اليمن ضد الانقلابيين الحوثيين ، وأضاف &إن الصومال أيد جميع تحركات السعودية لدحر الحوثيين ودعم الشرعية اليمنية والحفاظ على أمن وسلامة الحدود السعودية وضرورة تنفيذ مليشيات الحوثي وصالح القرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية.
&
وأشار السفير محمود إلى أن الرئيس الصومالي يولي اهتماما بالتواصل والتنسيق المشترك مع المملكة على الأصعدة كافة، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية، وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة الإرهابية لإحداث حالة عدم استقرار في المنطقة الأمر الذي يتطلب أهمية تفويت كل محاولات بث الفرقة والانقسام لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها المنطقة&
&
و كانت الحكومة الصومالية قد أعلنت في مارس الماضي انضمامها إلى التحالف الدولي ضد جماعة الحوثي، ليصبح الصومال بذلك الدولة العربية الحادية عشرة التي تنضم لهذا التحالف، حيث قال بيان أصدرته وزارة الخارجية الصومالية، إن الحكومة الصومالية تقف جنبا إلى جنب مع عملية (عاصفة الحزم) التي تقودها &السعودية لتجنيب اليمن من الدخول في حرب أهلية وتعزيز وحدتها واستقرارها.
&
مسؤل في الخارجية الصومالية، أكد إن السعودية تعد من أهم الدول العربية الداعمة للشعب الصومالي، حيث قامت الرياض بتقديم مساعدات متنوعة للصومال وخصوصا في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة، وساهمت بقوة &في جهود إعادة أعمار البلاد وبناء مؤسسات الدولة، مؤكدا إن موقف السعودية منذ تأسيسها تجاه الصومال كان ثابتا ولم يتغير، وكشف &أن الرياض تعهدت بتقديم نصف مليار دولار عام 2007 للصومال، لكن تم تجميد هذا الاتفاق بسبب عدم جاهزية الحكومة الصومالية لاستيعاب ذلك الدعم في تلك الفترة.
&
وبين المسؤول أن زيارة الرئيس الصومالي &إلى &السعودية، للقاء &الملك سلمان بن عبد العزيز، هي زيارة يتمناها الجميع أن تكون فاتحة خير للشعب الصومالي، مشيرا إن الرياض استقبلت سابقا كل الرؤساء الصوماليين السابقين والرئيس حسن شيخ محمود ليس استثناءا ، ولكن يتوقع أن تحظی هذه الزيارة بنجاح استثنائي بسبب نضج الوضع السياسي في الصومال مما سيسمح لقيادتي البلدين البدء في مشاريع و مبادرات تعاونية غير مسبوقة.
&
ويعتبر حسن شيخ محمود ، رئيس الصومال الثامن، ورئيس حزب السلام والتنمية ، وقد انتخبه البرلمان الصومالي رئيسًا للجمهورية في 10 سبتمبر 2012 بعد أن حصل على 190 صوتًا في الدورة الثانية من الانتخابات، متغلبًا على الرئيس السابق شريف شيخ أحمد والذي حصل على 79 صوتًا، ويعتبر الرئيس حسن شيخ محمود من خلفية أكاديمية &حيث كان مهتما بمشاريع مدارس التعليم الأساسي والثانوي، ومرافق بالجامعات و الأبحاث في الصومال، وقد صنفته مجلة تايم في عام 2012 &من بين الشخصيات المائة الأكثر تأثيرا في العالم.