نصر المجالي: تصرّ موسكو منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا، على أن هدفها هو حماية شرعية الدولة السورية لا نظام بشّار الأسد، وما يعنيها هو مصالحها القومية.

وفي كل تصريحات المسؤولين الروس منذ التدخل العسكري وبدء الغارات العسكرية، يؤكد هؤلاء أن بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة ليس مسألة مبدأ بالنسبة إلى موسكو، وهذا ما أكده على وجه الخصوص رئيس الحكومة دميتري مدفيديف في تصريح لـ(روسيا 24) يوم 18 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي.

ما يقوله المسؤولون الروس، يتناقض مع نتائج استفتاء "إيلاف" للأسبوع الماضي، حيث كان السؤال يقول: إلى أي نسبة تصدق موقف روسيا القائل إن ما يهمها هو شرعية الدولة السورية لا الأسد؟

فما نسبته 80 % (5247) ممن تجاوبوا مع الاستفتاء رفضوا الموقف الروسي وكانت نسبة تصديقهم للموقف الروسي بـ(0)، بينما صدق 16 % من المصوتين (1010) الموقف الروسي بنسبة (100%)، و صدّق 4 % من المصوتين (274) بنسبة (50 %).
&
ومع إصرار موسكو على موقفها بأن "مسألة رئاسة سوريا أمر يقرره الشعب السوري"، وتأكيدها على ضرورة& أن لا يصل تنظيم& الدولة الإسلامية (داعش) والتنظيمات الإرهابية إلى الحكم في سوريا، وأن تتاح لسوريا سلطة حضارية، فإنها باستقبالها الرئيس السوري بشار الأسد يوم الثلاثاء الماضي شطبت كل تلك التصريحات وتلك التأكيدات.

وزيادة على ذلك، فإن موقف روسيا خلال اللقاء الرباعي الذي شارك فيه وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا يوم الجمعة الماضي في فيينا كشف عدم صدقية تصريحات المسؤولين الروس في شأن مصير الرئيس السوري.

على أن موسكو تؤكد من جانب آخر على لسان رئيس الحكومة: أنه "لا بد من مناقشة القضايا& السياسية بين روسيا والولايات المتحدة تحديدا، وبين جميع الدول المعنية& بإحلال السلام في المنطقة وفي سوريا، بما يخدم بروز سلطة طبيعية هناك.. ليس من الأهمية من سيكون على رأس هذه السلطة.. لا نريد أن يحكم تنظيم الدولة الإسلامية الجمهورية العربية السورية، والسلطة هناك يجب أن تكون حضارية وشرعية.. هذه هي& القضايا التي لا بد من بحثها".

وإلى ذلك، فإن المشاورات لا تزال قائمة على قدم وساق بين موسكو وواشنطن وأطراف دولية وإقليمية تمهيدا لاجتماع آخر يوم الاثنين من الشهر الجاري يضم اقطاب لقاء فيينا مع احتمال إضافة دول كإيران ومصر.

وسيكون على أجندة الاجتماع المنتظر كما قالت مصادر دبلوماسية مسألة "تفكيك عقدة مصير الرئيس السوري" ليتفرغ الجميع بوضع أواق العمل الجدية لإنجاز خطوات المرحلة الانتقالية للحل السلمي في سوريا.