&أكدت الإعلامية التونسية، مريم عثماني، أهمية البرامج الإجتماعية الهادفة، لا سيّما تلك التي تحاكي هموم المجتمع وخصوصياته النفسية والجسدية الحساسة.&
عبد الباقي خليفة:&مريم عثماني، مقدمة برامج تلقزيونية، هي من الوجوه التي برزت في ساحة الاعلام المرئي بعد الثورة التونسية، فرغم الطابع المحافظ لبعض القنوات الني عملت وتعمل بها مريم عثماني، كقناة الزيتونة مثلًا، إلا أن المواضيع الأسرية التي تتناولها جريئة إلى حد كبير، نظرًا لطبيعة المجتمع التونسي المحافظ.&
&
لا تُخفي مريم عثماني، في حديث خاص ل"إيلاف"، إنزعاجها من واقع القنوات التونسية، التي أصبحت تربو على 15 قناة تلفزيونية، إذ لا تزال الانتماءات الآيديولوجية والسياسية من بين الشروط المفضلة لدى بعض القائمين على هذه القنوات، والذين يصمّون آذان الناس بالحديث عن الديمقراطية والحرية والمعايير المهنية المتعالية عن الانتماءات الحزبية والآيديولوجية، بحسب قولها، وتضيف: "هناك عدد من القنوات التي تسأل مقدم برامج أو الصحفي عن انتماءاته السياسية، مما يعني أن هذه القنوات تختار وتنتدب اعلاميين حسب خطهم التحريري"، معتبرةً بأن هذه المعايير تُخالف قواعد المهنيّة والحياد الصحفي والموضوعي، بقطع النظر إن كان أحدهم ينتمي لحزب معين أو يتعاطف مع حزب آخر، لكن المهنية تفرض عليه الموضوعية، وإن لم يفعل، يصبح بوقًا للدعاية والبروباغندا، وليس صحفيًا.
&
"تابو" اجتماعي
&
&وعن البرامج التي تشدها أكثر في القنوات التونسية، أشارت العثماني إلى أنها تفضل البرامج السياسية والاجتماعية، وأضافت: "تشدني البرامج السياسية، رغم أن المواطن التونسي ملّ من صراع الديكة في الساحة السياسية، كما أتابع البرامج الإجتماعية وبرامج الأسرة التي تهم الأم والطفل والأب، وهناك برامج اجتماعية فضائحية، أتابعها ولكن ليس باستمرار، عدا تلك التي حققت شهرة واسعة في المجتمع، وأصبح الناس يتحدثون عنها في منتدياتهم وأماكن تجمعهم ولقاءاتهم"، وتابعت: "كثير من القضايا لم تعد تابو، لم تعد خطوط حمراء في المجتمع التونسي، أو جانب منه على الأقل، عادي أن نتحدث عن الاغتصاب، وعن زنا المحارم والمثلية وغشاء البكارة، هذه المواضيع نطرحها في التلفزيون بدون وضع شارة تفيد أنها لمن هم فوق 12 سنة، وهذه القضايا أناقشها مع الوالد والوالدة بشكل طبيعي".
&
إلى ذلك، لم تنفِ مريم العثماني أن هناك أسرأ كثيرة في تونس، لا تشاهد مثل هذه البرامج التي تتناول الدعارة، والمثلية بأنواعها، وتقوم بتغيير القناة أو المحطة"، فهناك أسر محافظة جدا لا تشاهد هذه البرامج، وأسر تشاهدها ولا ترى في ذلك عيب، وأضافت: "تدخين المرأة، مثلًا، لم يعد أمرًا مرتبطًا بالاخلاق، كونها أنثى والتدخين خاص بالرجال فقط، بل أصبح قضية صحية بالدرجة الأولى تهم المرأة والرجل والطفل على حد سواء، وإن كان ضرره على المرأة والطفل أكبر، لذلك عندما يشاهد البعض إمرأة تدخن، يقال لها حافظي على صحتك، ولا يقال لها عيب أنت إمرأة فكيف تدخنين".
&
جوانب ايجابية
&
وترى مريم عثماني، أن ما يعتبره البعض "تابو"، أو خط أحمر، له جوانب ايجابية، مشيرةً إلى أن بعض الأشخاص لديهم مشاكل متشابهة، وظروف متطابقة مع حالات التحرش في الشارع أو المدرسة، أو المحاضن وغيرها، أو حالات زنا المحارم، كأن يكونوا في منزل واحد، أو محل ثقة تامة ولا تحوم حولهم الشبهات، وبالتالي، فإن مشاهدة مثل هذه البرامج تفتح أعين الغافلين حتى لا يقعوا في ما وقعت فيه تلك الحالة أو الحالات التي يشاهدونها في البرامج الاجتماعية، بما فيها الجريئة، محذرةً، في الوقت نفسه، من "الشك المرضي، أو المبالغة في الحيطة، والتي قد تسبب مشاكل اجتماعية أخرى، وقطيعة داخل الأسرة الواحدة".
&
وحول البرامج الاجتماعية التي عدّها البعض فضائحية، أجابت: "بعض البرامج أصبحت بكائيات، وموسيقى تصويرية، دراما بكل معنى الكلمة. وهناك برامج قدمت خدمات للناس، من خلال مساعدتهم على معرفة ذويهم، فهناك من زلّت بها القدم وتخلصت من ابنها الذي جاء عن طريق علاقة غير شرعية، وعندما كبر أراد أن يعرف أمه البيولوجية، وهناك من الرجال من لم يقبل بالمفاجأة الخاصة بزوجته، وهناك من قبل بذلك لأن المرأة أخبرته سلفًا بحياتها قبل الزواج منه، وأنها كانت على علاقة مع شخص آخر، وأنجبت منه، ولا تدري مصير ابنها، وعندما عاد إليها ولدها قبله ورضي بأن يعيش مع الأسرة بدون أي مشاكل تذكر"، وأردفت "ميزة بعض البرامج الاجتماعية، رغم بعض السلبيات، أنها تبحث عن الأشخاص المفقودين لدى البعض، وأحيانا تكون فترة الغيبة تزيد عن 20 و30 سنة، وهناك من تخلت عن ابنها الشرعي في فترة الرضاعة لتتزوج من آخر، وعثرت عليه أو بحث هو عنها من خلال هذه البرامج، وبذلك تكون خدمة جيدة للمجتمع، فضلًا عن أن هذه البرامج تحاول إصلاح ذات البين، بين الإخوة الأعداء والأزواج المتخاصمين والأقرباء، فهؤلاء جاؤوا بمحض إرادتهم للبرامج، وهم أدرى بأوضاعهم الخاصة، وبنظرة الناس لهم من الذين ينتقدون البرامج الاجتماعية هذه، لانها تعتدي على خصوصياتهم، وإن كان لدينا من &نقد، فهو لإظهار وجه الأطفال، ما يجعلهم محلا للتندر والسخرية من قبل زملائهم في الدراسة بعد ظهورهم، أو ظهور أقربائهم في البرامج الاجتماعية".
&
نشر غسيل&
&
في المقابل، أقرت "عثماني" بأن شعبية البرامج الاجتماعية الجريئة نابعة من أمرين، الأول: أنها ظاهرة وليست حالة، والظواهر تحظى باهتمام الناس، والثاني: ولع كثير من الناس بأخبار الآخرين، لا سيما ما يعتبرونه أسرارًا بالنسبة لهم، معتبرةً بأن ما يجري في بعض البرامج الاجتماعية لا يعدو كونه "نشر غسيل".
&
التعليقات