في سابقة أولى من نوعها، يبحث الفنان والمنتج الموسيقي ميشال ألفترياديس في فلورنسا الإيطالية عن وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق، الذي يمضي إجازة طويلة هناك، هربًا من ضغوط سببتها له احتجاجات شعبية طالته، بعد تفاقم ظاهرة النفايات المكدسة في الطرقات.


غاندي المهتار من بيروت: في العادة، وكما في كل الدول "المحترمة"، يبحث المواطن عن وزيرٍ في مكتبه في الوزارة التي يحمل حقيبتها، متى واجه مشكلة، لا حلّ لها إلا بتوقيعه، أو باتصال هاتفي منه، أو ببطاقة وساطة يوقّعها. لكن الحال في لبنان مختلفة تمامًا.

فالوزير محمد المشنوق صاحب حقيبة البيئة، حزم حقائبه الشخصية، وطار إلى فلورنسا، في إجازة خاصة، بعدما هاجمه الحراك المدني في عقر وزارته في "داون تاون بيروت"، واعتصم فيها شبان حملات "طلعت ريحتكم" و"مستمرون" و"بدنا نحاسب"، وطالبوه بالاستقالة بسبب أزمة النفايات المستشرية في لبنان، إلى أن استعان "مشنوق البيئة" بـ"مشنوق الداخلية"، فأخرجهم الأمن الداخلي والجيش بأعقاب البنادق.

ليس هنا بيت القصيد... فعادي أن يهجر وزير لبناني مسؤولياته العاجلة، ويفرّ من البلاد. لكن الجديد أن يشدّ ميشال إلفتريادس، وهو "سياسي" و"فنان" و"منتج" و"رجل أعمال" يوناني لبناني يلقب نفسه بـ "الإمبراطور"، أن يشدّ الرحال إلى فلورنسا، مطاردًا الوزير المشنوق، متسلحًا بصورة له، سائلًا الناس في الشوارع، وفي الفنادق والمطاعم، إن رأوه هنا أو هناك.

فاجأ الفترياديس الناس برحلته الاستكشافية هذه، بعدما نشر بعضًا من تفاصيلها على صفحته الخاصة في موقع فايسبوك.. وحاولت "إيلاف" جاهدةً مفاجأته، حيث هو، من دون جدوى، إذ أرادت أن تعرف ما كان سيفعله الإمبراطور إن وجد "معالي الوزير" المشنوق في فندق ما، أو في مطعم ما. ومن المعروف أن ألفترياديس مشجّع للحراك المدني الذي يحصل منذ 3 أشهر في لبنان، على خلفية أزمة النفايات التي تجتاح البلاد.
&