&تترقب الساحة التركية ما ستؤول إليه نتائج الإنتخابات المرتقبة، لا سيما لجهة قدرة الأكراد&واليسار مجددًا على حصد أكثر من 10% من أصوات المقترعين.


&
إيلاف – متابعة: &كل الأنظار في تركيا مشدودة إلى نجاح أو فشل حزب الشعوب الديمقراطي المعارض في &نيل 10% من أصوات الناخبين الأتراك، فوفقاً لقانون الانتخابات التركي، الذي يعتمد اللوائح المتنافسة على أساس نظام التمثيل النسبي، لا يتمثل في البرلمان أيّ حزب أو لائحة دون نيل ما مجموعه 10% من أصوات الناخبين على الأقلّ.
&
وفي حال نال الحزب على 10% وما فوق من أصوات الناخبين، كما حدث في انتخابات حزيران الماضي، فإنه سيحصد المقاعد التي تمثل مقاطعات شرق وغرب تركيا، وبالتالي، سينال ما بين 55 و65 مقعداً وفقاً للنسبة التي يحصل عليها، أما في حال فشل الحزب في تخطي عتبة الـ 10%، هذا يعني بأنه سيخسر فرصة نيل أي مقعد في البرلمان المقبل.
&
غضب وقلق
&
وفي هذا الإطار، تستعد مدينة "دياربكر" الكردية، جنوب شرق تركيا، للانتخابات التشريعية المبكرة وسط مشاعر الحزن والقلق والغضب، كونها الاكثر تأثرًا بتجدد النزاع الكردي.
&
فبعد الانتخابات التشريعية في 7 حزيران (يونيو) الماضي، اثار دخول نواب حزب الشعوب الديموقراطي، المؤيد للاكراد، بقوة الى البرلمان، فرحًا عارمًا في المدينة.
&
ولكن، ومنذ ذلك الحين، تغيّرت الاجواء بشكل جذري. فقد اوقع تفجيران، نسبتهما السلطات التركية الى تنظيم داعش، احدهما في سوروتش، جنوب شرق، بتاريخ 20 تموز (يوليو)، والاخر في انقرة، بتاريخ 10 تشرين الاول (اكتوبر)، اكثر من 130 قتيلًا في صفوف ناشطي اليسار والقضية الكردية.
&
الحرب ضد الأكراد
&
لكن غالبية سكان دياربكر يتهمون الرئيس التركي، رجب اردوغان، وحزب العدالة والتنمية، الذي لم يحصل سوى على مقعد نيابي واحد من اصل 11 مخصصة للمدينة في انتخابات 7 حزيران (يونيو) الماضي، بانهما استأنفا الحرب ضد حزب العمال الكردستاني من اجل معاقبتهم على التصويت بكثافة لصالح حزب الشعوب الديموقراطي.
&
هذا ولا تزال احياء في المدينة القديمة تحمل آثار الرصاص والزجاج المحطم بعد آخر معركة& جرت في الشوارع الضيقة بين القوات الخاصة والشرطة وفرع الشباب في حزب العمال الكردستاني، قبل اسبوعين.
&
وتقول سادات امري، التي اصيبت برصاصة: "لقد استمر الامر اربعة ايام، ولم يعد بامكان احد المرور في الشارع"، فيما يقول جارها: "لم تكن لدينا مياه ولا طعام ولا حتى خبز".
&
واذا كانت الشرطة والمتمردون ينفون مسؤوليتهم عن الاضرار، فإن سكان الحي لا يخفون غضبهم على قوات الامن، فقد أشار أحدهم إلى أن "قناصًا من الشرطة اطلق النار على فتاة في الحادية عشرة من العمر، ما أدى إلى تطاير دماغها وشعرها على الارض"، وأضافت أخرى: "لقد عشت هنا منذ اكثر من 35 عامًا، ولم اشهد في حياتي مثل هذا العنف".
&
ورغم اصابتها في قدمها، ستذهب سادات امري للتصويت، غدًا الأحد، وقالت: "أريد أن اقول لحزب العدالة والتنمية انه يجب تقاسم السلطة"، واضافت "اذا قرروا المضي في تجاهلنا واستئناف العمليات، ما يسعني القول؟ ليكن الله بعوننا".

&الشعوب الديمقراطي تحت الضغط
اضطر الحزب الرئيس الموالي للاكراد في تركيا، العدو اللدود للجهاديين والحكومة، الى اطلاق حملة بعيدًا من الاضواء قبل ايام من الانتخابات التشريعية المبكرة الاحد، وخصوصًا انه يجد نفسه في وضع محرج بسبب تجدد النزاع الكردي. وقبل خمسة اشهر كان زعيم حزب الشعوب الديموقراطي يخطب من على المنابر امام الالاف من انصاره المتحمسين.
&
لكن صلاح الدين دميرتاش اكتفى الاحد ببرنامج سياسي بسيط، فقد شرب الشاي مع عمال فجرًا في موقع ورشة وتناول الطعام مع طلاب ظهرًا، ثم القى خطابًا امام مئات من انصاره في قاعة مؤتمرات في اسطنبول. وقال الناشط امين ارجين (67 عامًا) "انها فترة صعبة جدًا لحزبنا، علينا مواجهة الحكومة وداعش (تنظيم الدولة الاسلامية)". واضاف "انني كردي، وعشت في ظل انظمة ديكتاتورية. لكن&للمرة الاولى&في حياتي لا اشعر بالاطمئنان، وانا اتوجه الى تجمع".
&
واثر الاعتداء، الذي اسفر في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر في انقرة عن مقتل 100 وشخصين من انصار اليسار والقضية الكردية، خلال "مسيرة من اجل السلام"، على حملة حزب الشعوب الديموقراطي، بعد الاعتداء الذي استهدف احد تجمعاته في دياربكر في الخامس من حزيران/يونيو، الغى الحزب كل تجمعاته واستبدلها بـ"لقاءات" في اماكن مغلقة يتم تفتيشها مسبقًا بوساطة كلاب بوليسية.
&
ومنذ اعتداء انقرة الذي يحمل بصمة الجهاديين لم يعد خطاب دميرتاش معتدلاً، وبات يتهم الحكومة الاسلامية-المحافظة بانها تعمدت اهمال ضمان امن تجمع انقرة والرئيس رجب طيب اردوغان بانه يحكم "دولة تمارس القتل". ويسود توتر شديد العلاقات بين النظام وحزب الشعوب الديموقراطي منذ الانتخابات التشريعية في السابع من حزيران/يونيو. ومن خلال حصوله على 80 مقعدًا في البرلمان و13% من الاصوات انهى حزب الشعوب الديموقراطي الهيمنة التامة لحزب العدالة والتنمية على البرلمان منذ 13 عاماً.
&
على شفير الحرب الاهلية
وقال دميرتاش الاحد "انه (اردوغان) يرى في السياسة سلطة شخصية. يرى نفسه زعيمًا دينيًا لخلافة". في المقابل، يتهم اردوغان ورئيس الوزراء المنتهية ولايته احمد داود اوغلو حزب الشعوب الديموقراطي بـ"التواطؤ" مع "اولئك الذين هم في الجبال"، حيث المقر العام لحزب العمال الكردستاني.
&
ومنذ اعتداء سوروتش (جنوب) الذي نسب للجهاديين، واسفر عن مقتل 34 ناشطًا شابًا مؤيدًا للقضية الكردية في نهاية تموز/يوليو، استأنف حزب العمال الكردستاني هجماته الدامية على قوات الجيش والشرطة، رمز الدولة التي اهملت في رأيه ضمان امن السكان الاكراد.
&
ورغم تأكيد دميرتاش أن حزب الشعوب الديموقراطي ليس "الواجهة السياسية" لحزب العمال، فإن تجدد النزاع الكردي الذي اوقع 40 الف قتيل منذ 1984، اثر على موقعه. واحرجه المتمردون اكثر باعلانهم هدنة حتى الاول من تشرين الثاني/نوفمبر لعدم "عرقلة" حملته. واضاف دميرتاش "+خونة الامة+ +اعداء الامة+. اتلاحظون انها (السلطات) لا تتحدث عنا ابدًا بوصفنا من الخصوم السياسيين". وقال "لقد دفعوا بتركيا الى شفير حرب اهلية، لدرجة أن الناس باتوا يكرهون بعضهم البعض".
&
دميرتاش منّا
وقال كنان اوزترك (24 عامًا) الذي يدعم حزب الشعوب الديموقراطي، "يلطخون سمعته (الحزب) لانهم يشعرون بالغيرة". وقالت من جهتها رابية اكتورك الناشطة البالغة الـ22 من العمر "إن السياسيين الآخرين لا يزالون يعيشون في الماضي. أما صلاح الدين دميرتاش فانه قريب منا".
&
ورغم الاجواء الصعبة، لا يزال حزب الشعوب الديموقراطي يأمل بتثبيت الاختراق، الذي حققه في حزيران/يونيو وحتى تحسين نتائجه. وتفيد استطلاعات الرأي ان لديه 12 الى 14% من نوايا الاصوات. وبإيعاز من دميرتاش، وسع الحزب قاعدته ليذهب الى ابعد من الدفاع عن الحكم الذاتي الكردي، بحيث تحول الى حزب يساري حديث يدافع عن "كل الاقليات"، ويطرح نفسه "البديل الوحيد الحقيقي" من حزب العدالة والتنمية.
واذا كان يأمل بتجاوز عتبة 100 نائب، فإن دميرتاش، المحامي البالغ 42 عامًا، لا يتوقع تشكيل "حكومة جديدة بديلة بعد الاول من تشرين الثاني/نوفمبر". وتدارك "لكننا سنجتاز مرحلة جديدة ونقترب من هدفنا".
&