عدن: استعاد المتمردون الحوثيون مواقع في جنوب اليمن، خسروها في الاشهر الماضية لصالح القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، بحسب ما افادت مصادر عسكرية.

يأتي ذلك في محاولة من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، للتقدم نحو مدينة عدن التي تتخذها الحكومة المعترف بها مقرا موقتا، بعد طردهم منها على يد التحالف وقوات هادي في تموز/يوليو.

واوضحت المصادر العسكرية اليمنية ان الحوثيين وقوات صالح "تمركزوا في جبل اليأس المطل على قاعدة العند الجوية" في محافظة لحج المجاورة لعدن السبت، مضيفة ان هذا التمركز "يمثل خطرا حقيقيا على القوات الموالية للشرعية والتحالف العربي" الموجودة في القاعدة العسكرية.

وكانت القوات الموالية لهادي استعادت في تموز/يوليو، بدعم من التحالف، مدينة عدن الساحلية التي كانت اجزاء منها بيد الحوثيين وقوات صالح، اضافة الى اربع محافظات جنوبية هي لحج والضالع وأبين وشبوة.

كما تمكن الحوثيون من السيطرة على مدينة دمت ثاني كبرى مدن الضالع "بعد ساعات من حصارها وقصف مواقع المقاومة الشعبية (الموالية لهادي) بالاسلحة الثقيلة"، بحسب المصادر نفسها التي اشارت الى ان المعارك بين الطرفين ادت الى مقتل 16 شخصا، بينهم تسعة مقاتلين موالين لهادي.

واكدت المصادر ان القوات الموالية "اجبرت على ترك مواقعها والانسحاب الى منطقة مريس التي تبعد عن دمت عشرة كيلومترات". ولفت مسؤولون محليون الى ان التحالف شن بعد الظهر غارات عنيفة على المواقع التي استعادها المتمردون في تلك المنطقة.

وفي محافظة مأرب، شرق العاصمة صنعاء، قتل 16 جنديا من الموالين لهادي، واصيب ستة اخرون بجروح مساء الاحد، بعدما انفجر لغم ارضي بمركبتهم، بحسب ما اشار مصدر عسكري. وقال المصدر نفسه ان الانفجار وقع على الطريق المؤدية الى معسكر صحن في شمال غرب مأرب.

وتخضع مأرب لسيطرة القوات الموالية للحكومة التي تتحضر للتقدم نحو صنعاء التي لا تزال في ايدي المتمردين. وفي مدينة ذباب الساحلية، قالت مصادر عسكرية ان الحوثيين وقوات صالح سيطروا على مقر اللواء 117 القريبة من باب المندب. وكانت القوات الموالية لهادي استعادت ذباب في مطلع الشهر الماضي، ما منحها سيطرة على مضيق باب المندب الذي يشكل ممرا مائيا رئيسا.

وقال مسؤول عسكري في المنطقة العسكرية الرابعة في عدن ان "الحوثيين وحلفاءهم يسعون من خلال التحركات العسكرية الاخيرة الى العودة الى عدن العاصمة الشرعية".
وكان الحوثيون سيطروا على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014، وتابعوا التقدم نحو المناطق الجنوبية، ما دفع هادي الى الانتقال الى عدن قبل ان يغادر الى الرياض مع مواصلة الحوثيين التقدم نحو ثاني مدن البلاد.

واعلن هادي عدن عاصمة موقتة للبلاد. وعاد وزراء الى المدينة في ايلول/سبتمبر، بعد طرد الحوثيين منها. الا ان المدينة تشهد وضعا امنيا غير مستقر مع انتشار جماعات مسلحة بينها مجموعات جهادية، اضافة الى اوضاع انسانية صعبة.
&