تبدي غالبية قراء "إيلاف" ممّن شاركوا في الاستفتاء الأسبوعي، عدم تأثرها بحادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء مع تعزّز فرضية الاعتداء الارهابي، ويقول القراء إن الحادث لن يؤثر في رغبتهم في ركوب الطائرات من أجل السفر.

القاهرة: استيقظ العالم كله على كارثة سقوط الطائرة الروسية إيرباص 321، فوق سيناء، بتاريخ 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبعد أن ظلت نظرية العطل الفني مسيطرة بقوة على التحقيقات، أعلنت أميركا وبريطانيا فجأة أن لديهما معلومات تشير إلى إسقاط تنظيم "داعش" الإرهابي للطائرة، عبر زرع قنبلة بداخلها قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ.

حالة فزع

سيطرت حالة من الرعب في العالم كله، وحولت شركات الطيران مساراتها من فوق سيناء، بينما قررت حكومتا بريطانيا وروسيا إجلاء رعاياهما من مدينة شرم الشيخ، وحظرتا السفر إلى شرم الشيخ خصوصاً، كما حظرت روسيا دخول طائرات& شركة مصر للطيران إلى أراضيها. فيما تبنى المصريون نظرية المؤامرة ضد بلادهم، لاسيما أن هذه الإجراءات قضت على البقية الباقية من السياحة، التي تعاني التدهور الشديد من ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.

لكن هل أثر حادث سقوط أو اسقاط الطائرة الروسية الذي راح ضحيته 224 شخصاً على السفر عبر الطيران؟ هل أصابت "الفوبيا" المسافرين؟

الإجابة "لا". هذا ما انتهت إليه نتيجة استفتاء "إيلاف"، وطرحت الجريدة الإلكترونية السؤال التالي على القراء: هل تخشى ركوب الطائرة بعد حادث سقوط الروسية؟

نتائج الاستفتاء

شارك 2428 قارئاً في الاستفتاء، وأقرت غالبية القراء أن حادث الطائرة الروسية لم يؤثر&في رغبتهم في ركوب الطائرات، وبلغت الأغلبية 1766 قارئاً، بنسبة 73%، بينما انتابت الأقلية مشاعر القلق، وبلغ عددها 662 قارئاً، بنسبة 27%، من اجمالي المشاركين.

شكل حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء وإعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن اسقاطها، صدمة عالمية، لاسيما أن الحادث راح ضحيته 224 شخصاً من الأبرياء، بالإضافة إلى أنه يمثل خطورة شديدة على الطيران. وبينما يتحدث المصريون عن عطل فني في الطائرة أدى إلى سقوطها المفاجئ ، تقول أميركا وبريطانيا وروسيا إنها تعرضت للتفجير عبر زرع قنبلة بداخلها قبل الإقلاع من مطار شرم الشيخ فجر يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

صدمة للمصريين

الصدمة الأكبر تعرضت لها مصر، بعد أن أصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قراراً أثناء وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي في لندن، بإجلاء الرعايا البريطانيين من شرم الشيخ، بينما اتخذت روسيا قراراً مماثلاً، بل وحظرت سفر طائرات شركة مصر للطيران إليها.

ووفقاً لتصريحات عادل عبد الحميد، صاحب فندق بشرم الشيخ، لـ"إيلاف"، فإن الحادث نفسه لم يؤثر&في السياحة في شرم الشيخ، لاسيما في ظل تكرار حوادث سقوط الطائرات، مشيراً إلى أن القرارات البريطانية والروسية وقرارات بعض شركات الطيران حظر التحليق فوق سيناء شكلت ضربة قاصمة للسياحة في مدينة شرم الشيخ، التي تبدو منذ خالية من السياح، مشيراً إلى أن نسبة الاشغال هبطت إلى نحو 10%.

أزمة السياحة

وأضاف أن الأزمة الحقيقية جاءت بعد اجلاء مئات الآلاف من السياح، ما أثار حالة من الذعر لدى شركات السياحة، منوهاً بأن المشكلة تتمثل في الحديث عن اسقاط تنظيم "داعش" الإرهابي للطائرة، واستباق التحقيقات مع بداية الموسم الشتوي، أدى إلى إلغاء الحجوزات، وتدمير موسم رأس السنة أيضاً.

ونبه إلى أن مصر زارها العام الماضي نحو 9.9 ملايين سائح، بينما زارها 14.7 مليون سائح في 2010، وهو العام السابق على ثورة يناير التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وانطلقت في مصر حملات ومبادرات لإنعاش السياحة الداخلية، وتنشيط حركة العمل في شرم الشيخ، وقال خالد عبد الرحمن، مدير قرية سياحية بشرم الشيخ، لـ"إيلاف" إن السياحة الداخلية لا يمكنها تعويض أزمة السياحة الخارجية، موضحاً أن السياحة الداخلية لا تنشط في هذا التوقيت من السنة، لاسيما في ظل انتظام الدراسة بالمدارس والجامعات، وعدم وجود اجازات لفترة طويلة لاسبوع أو اسبوعين.

ولفت إلى أن السياحة الداخلية تدر دخلاً بالجنيه المصري، في حين أن السياحة الخارجية تعتبر من أهم مصادر الدخل القومي، لأن العائد يكون بالدولار، ونبه إلى أن السياحة الداخلية يمكن أن تسهم في عدم اغلاق المنشآت السياحية وتوفير أجور العاملين فيها، لكنها لا تدر مكاسب، ولا تحقق الانتعاش للدخل القومي.

نظرية المؤامرة

بعد تبني الدول الغربية لفرضية اسقاط الطائرة الروسية عبر عمل ارهابي، تبنى المصريون نظرية المؤامرة ضد بلادها لضرب العلاقات المصرية الروسية وضرب السياحة.

وقال رئيس حزب المستقبل المهندس ياسر قورة، إن الإرادة المصرية التي ظهرت بقوة في 30 يونيو والمرحلة التي تلتها، والقوة التي أظهرها الرئيس عبد الفتاح السيسي في التعامل مع ملفات العلاقات الخارجية، قد أزعجت بعض الدول، الذين رأوا أن القاهرة قد انحرفت عن المسار الذي يرون مصلحتهم فيه، ومن ثمَّ فإن تلك القوى تحاول دائمًا أن تضع العراقيل أمام الجانب المصري وتحاول "لي ذراعه" من أجل الانصياع إليها.

وأضاف في تصريح أرسله لـ"إيلاف" إن ذلك الأمر تحقق بوضوح تام في تعاطي بعض الدول الغربية مع أزمة سقوط الطائرة الروسية، واستباقهم نتائج التحقيقات الرسمية للحادث الأخير وتصريحاتهم المتتالية ضد مصر وقراراتهم بإجلاء رعاياهم من مدينة شرم الشيخ، في ترجمة عملية لموقفهم المتآمر ضد مصر، ومحاولاتهم لإضعاف القاهرة واستعادتها للمسار نفسه&الذي يريدونها&أن تسير&فيه.

وأفاد قورة بأن خيوط المؤامرة التي حيكت وتُحاك لمصر واضحة تمامًا، ولا يمكن إنكارها، غير أن ذلك لن يفت في عضد المصريين وعزيمتهم، فالقاهرة تلتزم السير في الطريق الدبلوماسي والسياسي الطبيعي دون الانحراف وراء تحليلات وتفسيرات تلك القوى الغربية.

وراهن قورة على علاقات مصر مع أصدقائها في المنطقة، والذين يدعمون القاهرة ويساندونها في كل الأزمات، فهم خير مساند للبلد في مواجهة تلك المؤامرات.

شماتة الإخوان

وفي سياق متصل، أكد رئيس حزب المستقبل المصري، أن تداول جماعة الإخوان الإرهابية تلك التحليلات الغربية والشائعات وتشفيهم في السلطات المصرية الحالية، يؤكد بما لا يدع مجالا لذرة شك أن تلك الخيانة وعدم الوطنية جزء لا يتجزأ من أيديولوجية تلك الجماعة الإرهابية التي تريد هدم الدولة لصالح مصالحها الشخصية.

وتضيف العمليات الإرهابية التي ضربت فرنسا المزيد من متاعب السياحة المصرية، وتوقع الدكتور عاطف عبد اللطيف عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء، تأثر السياحة العالمية بالحادث الذي راح ضحيته 129 قتيلاً و352 مصاباً.

تداعيات اعتداءات باريس

وقال في تصريح أرسله لـ"إيلاف" إن حادث تفجيرات فرنسا سيؤثر بشكل كبير&في السياحة في فرنسا نتيجة الخوف الانساني وسيحدث تأثير على الاقتصاد الفرنسي، مشيراً إلى أن السياحة في مصر متأثرة بسبب الطائرة الروسية قبل حدوث تفجيرات فرنسا ولكن المناخ العام في العالم كله سيؤثر في الاقتصاد بشكل عام والسفر والتنقل والترحال بشكل خاص.

وتوقع أن تقر فرنسا قوانين وقرارات مشددة على تأشيرات السفر من وإلى الدول العربية.

وأشار عاطف الى أن تفجيرات فرنسا كشفت للعالم عدم وجود دولة قادرة على منع الارهاب بشكل منفرد وأي حادث إرهابي يمكن أن يحدث لدولة في أي وقت ولا يجب أن يلوم أحد مصر ولا سياساتها لأنها تواجه ارهابا من أعتى انواع الارهاب عالميا، في ظل تخلي الغرب عنها، ولذلك يجب التكاتف بين الدول ومساندة بعضنا البعض في مواجهة الارهاب وتفهم ما حدث في مصر.