استجاب البرلمان العراقي اليوم لضغوط داخلية وخارجية، وقرر تعديل قانون البطاقة الوطنية الموحدة في ما يخص النص على تسجيل أطفال غير مسلمين لدى دخول والديهم هذا الدين بأنهم مسلمون أيضًا... فيما انتقد الصدر الحملة الغربية لإغلاق المساجد والاعتداء على المسلمين هناك.

لندن: صوت مجلس النواب العراقي في جلسته الثلاثاء بالموافقة على تعديل المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الخاصة بالاقليات. ووافق المجلس على صيغة قرار باتخاذ الاجراءات الكفيلة بتعديل قانون البطاقة الوطنية وخاصة المادة 26 منه التي واجهت اعتراضات خارجية من قبل الامم المتحدة وداخلية أعلنتها الاقليات في البلاد، حيث سيكون التعديل بالشكل الذي ينسجم مع الدستور وحقوق الاقليات في المجتمع العراقي.

وجاء قرار التعديل هذا بعد ان كان المجلس قد صوت بالاغلبية في 27 من الشهر الماضي بالموافقة على قانون البطاقة الوطنية الموحدة مما دفع نواب& الاقليات في 31 من الشهر نفسه تعليق مشاركتهم في جلسات المجلس احتجاجًا على تشريع القانون وخاصة في تسجيل الابناء القاصرين بديانة الوالدين لدى إعلانهم لإسلامهم.

وينص قانون البطاقة الوطنية في مادته 26 (ثانيًا) على "يتبع الأولاد القاصرون في الدين من أعتنق الدين الإسلامي من الأبوين".. الأمر الذي رفضته مكونات واقليات دينية عراقية معتبرة انه يعني إكراه الأطفال غير البالغين من أتباع الديانات والمذاهب الأخرى على إعتناق الدين الإسلامي في حالة إعتناق أي من الأبوين لهذا الدين.

ولذلك جاء قرار تعديل قانون البطاقة الموحدة اثر انتقادات وجهته له الامم المتحدة ورفضته المكونات العراقية وخاصة المسيحيين والايزيديين والاشوريين الذين طالبوا الحكومة ومجلس النواب والمرجعيات الدينية بالتدخل لإلغاء المادة 26 في قانون البطاقة الوطنية وهددوا باللجوء إلى القضاء للطعن بالمادة في حال عدم إلغائها.

وأشار ممثلو الاقليات إلى أنّ الدولة المتقدمة تسعى دائماً إلى تحقيق العدالة والحرية والمساواة بين مواطنيها وتعمل جاهدة من أجل رفاهية مواطنيها ورفع كل ما من شأنه التفريق بينهم لذلك تعاقب قوانينها كل من يفرق بين المواطنين على اساس الدين ، القومية ، اللغة ، اللون ، العمر والجنس. واكدوا ان المادة 26 تعتبر إجحافاً بحقوق المواطنين العراقيين وأولادهم من أتباع بقية الديانات والمذاهب وفيها تمييز.

وأمس انتقد نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية جورجي بوستن في كلمة له خلال احتفالية الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للتسامح في بغداد القانون الجديد للبطاقة الوطنية الموحدة، وقال إن "المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة جاءت في وقت حرج يمر به البلد، حيث ان معظم المكونات العراقية متمسكة بتعايشها حتى ظهرت هذه المادة فزعزعت التعايش خاصة الأقليات الدينية التي رأت أنها مهددة بذلك.

وأكد أن الامم المتحدة عملت مع حكومة العراق على ترسيخ قيم التسامح والتعايش انطلاقًا من ايمانها بأن التعايش مصدر السلمي والسلم مصدر الأمان والأمان ويعني الاستقرار، وهذا كل ما تريده كل المكونات الدينية والعرقية في البلد.

الصدر يدعو الغرب لعدم اضطهاد المسلمين أو غلق مساجدهم

انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عدم احتضان الدول الغربية للمعتدلين المسلمين واعتبر غلق فرنسا لبعض المساجد بأنه قرار خاطئ.

جاء ذلك ردًا من الصدر على سؤال وجهه له احد اتباعه قال فيه "بعد كل حادثة تفجير او قتل تحصل في الدول الغربية يسارع بعض ابناء تلك الدول إلى حرق المساجد والاعتداء على المسلمين بدعوى ان المنفذين لتلك العمليات هم من المسلمين وآخرها ما حصل في فرنسا من اعتداء ضد المسلمين بسبب التفجيرات التي طالتها.. فهل ترى ان ردة الفعل هذه في محلها بسبب التواجد الكبير من المتشددين في تلك البلدان ام ان حكومات تلك الدول مقصرة في غضها الطرف عن اولئك المتشددين خصوصا اصحاب الفكر السلفي التكفيري؟".

وفي اجابته، رفض الصدر بشدة الاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون وغلق مساجدهم في دول غربية، ودعا إلى التفريق بين المتشددين والمعتدلين مؤكدًا على ان المساجد والكنائس يجب ان تكون بعيدة عن الاعمال الارهابية. وأضاف ان اي عمل ارهابي يستهدف الدول لا يمثل الإسلام لأن الإسلام من مقوماته الرحمة "ولا اعتقد ان التفجيرات تعد مصداقًا للرحمة".

وأشار الصدر إلى أنّ الحكومات مقصرة في عدم احتضانها للمعتدلين من المسلمين، "اما لانها لا تفرق بينهما جهلاً أو عمدًا، أو انها تتعمد دعم المتشددين".. وقال ان إعلانها العداء للإسلام بدون التمييز بين الاعتدال وعدمه كالتجاوز على الحجاب بل والتجاوز على رسول الإسلام.

وشدد على ان غلق المساجد بصورة عشوائية من الحكومة أمر خاطئ.. وقال: "نعم لابد من التفريق بين مسجد التشدد والغلو وبين مسجد الحق والاعتدال". واكد على انه لا يجب ان تكون الاعمال الارهابية صداماً بين الحضارات وبين الاديان والشعوب.. وطالب الحكومات الاوروبية بالعمل على الحيلولة دون اعتداء شعوبها على المساجد والسعي إلى حوار حضارات نافع للانسانية جمعاء.

واكد الصدر على ضرورة ابعاد دور العبادة كالمساجد والكنائس عن الاعمال الارهابية&، فهي لاتعتدي ولا يعتدى عليها كما قال.

ومن جهته، قال رئيس المجلس الاعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم خلال ترؤسه اجتماع الشورى المركزية للمجلس في بغداد أن تفجيرات باريس اثبتت للعالم ان تنظيم "داعش" عدو الجميع، وان تحذيرات العراق لهم من انه فكر ارهابي متطرف عابر للحدود وسيضرب في أي مكان حالما تسنح له الفرصة اثبتت مصادقيتها.. واعتبر ان العالم امام اختبار جديد بدعم العراق في مواجهة هذه الغدة السرطانية، بحسب وصفه.

وحول الوضع الاقتصادي في البلاد، أشار الحكيم إلى ضرورة ايجاد معالجات اقتصادية صحيحة كفيلة بتنويع مصادر الدخل وانهاء ظاهرة الدولة الريعية وطالب بأن تكون الاصلاحات بالجذرية والجدية والشمولية والتوازن والتوافق مع القانون والدستور.