قال الكاتب الصحافي والنائب المصري مصطفى بكري، في الجزء الثاني من مقابلة أجرتها معه "إيلاف"، إن جمال مبارك نجل الرئيس المصري السابق حسني مبارك "ليس مسموحًا له بالعودة إلى الحياة السياسية". معتبرًا دعوة الدكتور سعد الدين إبراهيم مؤسس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية إلى الإستفتاء على المصالحة مع الإخوان غير مقبولة، بل هي "إهانة للشعب المصري".
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: حول الإنتقادات الموجّهة إلى نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في ما يخص سجل حقوق الإنسان والحريات، قال بكري: ما يتردد في الغرب كله أكاذيب، والمنظمات المحلية التي تصدر تقارير بهذا الشكل مموّلة من الخارج وتابعة لأجهزة استخباراتية".
ورد بكري على الإنتقادات الموجّهة إليه بالتحول، قائلًا إنه يعتبر أن مساندة نظام الرئيس السيسي الوطني عمل مشرف ووطني أيضًا. وأضاف: هل يعقل أن نناكف في هذا النظام، ونطالب بتغييره في ظل هذه الظروف الدقيقة؟!. وإلى نص الحوار في جزئه الثاني:
رفض شعبي
• كيف ترى المشهد السياسي الآن في عهد الرئيس السيسي؟
المشهد السياسي في مصر يتقدم إلى الأمام. خطاب الرئيس السيسي، ومصارحته للجماهير بشأن المشاكل المصرية، وما تقوم به الدولة الآن لحلها أمر جيد، فكنا بالأمس في فوضى وانهيار وإرهاب مستمر، واختفت هذه المظاهر حاليًا. نعم هناك أزمات ومشاكل اقتصادية، وأعتقد أننا في الطريق لحلها. أهم شيء هو وجود الأمل، فهو ما يدفع إلى التقدم.
• البعض يتحدث عن عودة وشيكة لجمال مبارك إلى الحياة السياسية من جديد، هل تعتقد ذلك؟
لا أظن أنه سيعود، وليس مسموحًا له أن يعود، فهو يحاكم الآن في قضايا، هذا الكلام نفسه الذي تردد عن رجل الأعمال أحمد عز، والقضاء قال كلمته في النهاية، ورفض ترشحه للإنتخابات. وكل ما يتردد مجرد شائعات وأكاذيب.
إقرأ في إيلاف أيضًا |
• كيف ترى المبادرة التي أطلقها الدكتور سعد الدين إبراهيم حول الاستفتاء عن المصالحة مع جماعة الإخوان؟
هذا الرجل هو الذي بدأ المصالحة مع الإخوان منذ زمن طويل، وكلامه غير مقبول، وهذا استفتاء على غير الحقائق، وفيه إهانة للشعب المصري، فلن نقبل أبدًا بأية مصالحة مع الإخوان، فإذا كان يريد هو التصالح، فهذا بسبب مواقفه الداعمة لهم، فقد وقف معهم قبل ذلك، حديث سعد الدين إبراهيم مرفوض شعبيًا.
لا لديمقراطية الفوضى
• البعض يرى أن مصر لا تسير نحو الديمقراطية، فما يعوق ذلك؟
ومن قال إن مصر دولة غير ديمقراطية؟، مصر دولة ديمقراطية تحترم الإعلام، والتزمت بالاستحقاق الثالث، وهو انتخاب البرلمان، فإذا كانت الديمقراطية في نظر البعض فوضى، فنحن ضدها، فمصر دولة تحترم القوانين والتشريعات، وتعامل المصريين جميعًا على قدم المساواة، ولا تفرّق بينهم.
• ولكن هناك الكثير من التقارير الحقوقية الدولية والمحلية تنتقد الحكومة بسبب تضييق الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان؟
ما يتردد في الغرب كله أكاذيب، فهم لا يريدون الخير لمصر، ولا يريدون أن تضع نفسها على طريق النجاح. وحتى تقارير المنظمات المحلية غير دقيقة، لأنها منظمات ممولة من الخارج. هذه المنظمات مرتبطة بأجهزة مخابرات، وكل التقارير التي تصدر سواء من الداخل أو الخارج مرفوضة. والواقع عندنا يقول إن الحريات متاحة للجميع، ومصر بلد ديمقراطي.
• يذهب بعض المراقبين إلى أن هناك خلافات بين مصر السعودية، بسبب موقف مصر المؤيد للضربات الروسية في سوريا؟
مصر لها موقفها من الملف السوري، وهي ترى أن الوضع في سوريا يحدده الشارع السوري، وأن الموقف من السلطة الموجودة يحدده الشعب السوري. والسعودية ربما لها موقفها من الرئيس بشار الأسد، ولكن لا أظن أن ذلك يمثل افتراقًا وخلافًا بين مصر والسعودية، فكل دولة لها موقفها، ولكن في النهاية الأمن القومي العربي قضية مفصلية لدى كل الأطراف.
منعطف فيينا
• وهل تتوقع أن تتراجع السعودية عن موقفها؟
أعتقد أن الاتفاق الأخير الذي حدث في فيينا، يؤكد على أن& الجميع يوافق على وحدة الأرض السورية وتوظيف الحل السياسي لإنهاء هذه المشكلة.
• وكيف ترى ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط؟
المنطقة العربية تتعرّض لمخططات خطيرة. إيران لها مخططاتها الخاصة، وكذلك أميركا وإسرائيل. ومخطط الشرق الأوسط الجديد لايزال ساريًا، ولكن المهم أن يكون هناك اتفاق على الأمن القومي العربي، ومواجهة كل هذه المخططات، مثلما حدث في اليمن، فالسعودية انتفضت، وقادت تحالفًا عربيًا للتصدي لمحاولات الحوثيين السيطرة على اليمن لحساب إيران.
• وهل تتوقع اندلاع حرب عربية إيرانية مباشرة؟
أتمنى ألا نصل إلى هذه الدرجة، ولكن يجب على إيران أن تتوقف، ولا أظن أن هناك نوايا لحرب عربية فارسية، ونحن بالتأكيد نسعى إلى تحقيق الأمن والسلام في المنطقة، ولكن على إيران أن تكفّ عن أطماعها في المنطقة.
قرار خاطئ
• وكيف ترى تصويت مصر لمصلحة إسرائيل من أجل الإنضمام إلى لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء في الأمم المتحدة؟&
هذا قرار خاطئ، وما كان يجب بأية حال من الأحوال أن يتم التصويت على انضمام إسرائيل إلى إحدى لجان الأمم المتحدة، وربما اتخذت وزارة الخارجية القرار بشكل تقليدي، ولكنه مرفوض.&
• هل تعتقد أن الأمور تسير على ما يرام في ما يخص أزمة سد النهضة مع أثيوبيا؟
واضح جدًا أن هناك أطماعًا لأثيوبيا إقليميًا، وليس هناك وفاء لإلتزامتها في الاتفاق الذي تم معنا. ومصرّ على أن تحاول بكل السبل الدبلوماسية التوصل إلى اتفاق يحقق استقرار حصتها من مياه نهر النيل، وأعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد اجتماعات، وبالتأكيد مصر لن تفرّط في حقها بأية حال من الأحوال.
• هل تتوقع أن تتدخل مصر عسكريًا في حال تعنت أثيوبيا؟
&هذا ليس مطروحًا الآن، والرئيس قال إننا سوف نستمر في بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية في الأساس لحل هذه المشاكل والأزمات.
لا تنازل
• ألمح الرئيس السوداني عمر البشير إلى استعداده للوساطة بين مصر وأثيوبيا، شريطة أن تتنازل مصر عن حلايب وشلاتين، هل هو حل واقعي؟
&لا تنازل عن حلايب وشلاتين، فهي أرض مصرية. ونحن نحل أي خلافات مع السودان بروح الأخوة وفي ضوء العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
• أخيرًا، البعض يصفك بـ"المتحول" لمساندة النظام الحالي؟
إذا كانوا يقولون عني "متحولًا"، لأنني أساند النظام السياسي الحالي، فهذا شرف وعمل وطني، لأنه نظام وطني اختاره الشعب، وأقول لمن يتهمونني بالتحول: إذا كنتم لا ترون السيسي نموذجًا وطنيًا، فابحثوا لكم عن رئيس آخر. ورغم ذلك فأنا ثابت على مواقفي السياسية، ولم تتبدل أبدًا. وليس هناك أي تحول، فالنظام الحالي هو النظام الذي نسعى إليه منذ زمن طويل، فهل يعقل أن نناكف في هذا النظام، ونطالب بتغييره، في ظل هذه الظروف الدقيقة؟!.
&
التعليقات