نصر المجالي: وزعت روسيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي مسودة قرار يتعلق بمحاربة تنظيم (داعش)، وأعلنت أنها مسودة معدّلة ومحدّثة لمسودة قرار قديم سبق وأن قدمته موسكو للمجلس.

وشدد فيتالي تشوركين المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة على ضرورة ألا يتحول مجلس الأمن الدولي إلى حلبة سباق بين مشاريع قرارات مكافحة الإرهاب.

وكانت روسيا قدمت مسودة قرار لأعضاء مجلس الأمن في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، تدعو فيه الدول التي تحارب داعش للتنسيق في ما بينها، إلا أنَّ الدول الغربية في مجلس الأمن نظرت للمشروع الروسي بحذر، بسبب وجود اسم النظام السوري بين الدول المحاربة للتنظيم.

وأكد تشوركين على أهمية توحيد الصفوف في مكافحة الإرهاب والتركيز على ذلك، وأشار إلى أن مشروع القرار الروسي قد يرضي الجميع بلا استثناء، وأنه يقبل التعديل رغم ذلك، نزولاً عند رغبة أي من الدول الأعضاء.

كارثة الطائرة

ويشير المشروع الروسي بشكل خاص إلى كارثة طائرة الركاب الروسية وأحداث باريس الدامية، كما يركز على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" وتنسيق العمل الدولي المشترك في ضبط ومعاقبة كل من يتورط بأي عمل إرهابي.

ويؤكد المشروع كذلك على ضرورة الأخذ بالمادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تخول الدول الدفاع عن نفسها، كما يشدد على أهمية التعاون مع حكومات الدول التي تدار على أراضيها عمليات مكافحة الإرهاب.

مسودة فرنسية

وكانت فرنسا، قد صرحت في وقت سابق على خلفية الهجمات التي تعرضت لها، بأنها أيضا تعد مسودة قرار سوف تقدمه لمجلس الأمن حول محاربة داعش، ولا توجد أي معلومات تذكر، فيما إذا كانت الدولتان قد اتفقتا على كتابة مسودة قرار مشترك أم لا.

وكان مندوب فرنسا الدائم لدى مجلس الأمن فرانسوا ديلاتر صرح للصحافيين بأن مسودة القرار الفرنسي ستكون "قصيرة وقوية وتركز على محاربة العدو المشترك للجميع".

وكثفت كل من روسيا وفرنسا غاراتهما على سوريا مؤخرًا عقب تبني داعش لإسقاط الطائرة الروسية في سيناء نهاية الشهر الماضي، وهجمات باريس الجمعة الماضية، إلا أن الدول الغربية تتهم روسيا باستهداف قوات المعارضة السورية المعتدلة، أكثر من استهداف تنظيم داعش.

من جهته، قال المندوب الروسي في تعليق على المشروع الفرنسي: "لا أفضل بروز سباق على هذا المسار، والأمر الذي تم الحديث عنه بصوت عالٍ خلال المداولات في مجلس الأمن، هو وحدة الصف" بين أعضاء المجلس، و"المشروع الروسي قد صيغ بشكل جيد جدًا، ووضع كنص عام" وشامل.

علامة الترقيم وجدل

وأضاف أن نص المشروع كتب بصيغة تجعله يرضي الجميع، ولكن إذا ما برزت الرغبة الجامحة في تعديله، فإن الفاصلة /علامة الترقيم/، قد تتحول حينها إلى مادة للجدل، مشيرًا إلى ضرورة توحيد جميع الجهود والتركيز على قضية رئيسية هي محاربة الإرهاب.

ولفت تشوركين النظر إلى أن مشروع القرار الذي تعده فرنسا يركز بشكل خاص على مكافحة تنظيم "داعش"، وشدد على ضرورة "التعاون المشترك بين جميع أعضاء الأسرة الدولية، وبشكل خاص على مسار اقتفاء أثر الإرهابيين ممن ارتكبوا جرائم وحشية ووضعهم بين يدي العدالة، وأنه إذا ما تطلب الأمر الوقوف بشكل خاص على بند "داعش"، فيتعين حينها التركيز كذلك على أمر اقتفاء أثر الإرهابيين ممن ارتكبوا جرائم وحشية ووضعهم بين يدي العدالة".

من جانبه، قال المندوب البريطاني الدائم لدى مجلس الأمن ماثيو رايكروفت للصحافيين إن "الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يتبادلون وجهات النظر حيال مشروع القرار الروسي"، وهم بانتظار نشر مشروع القرار الفرنسي ليخضع للبحث كذلك.

وختم بالقول: "أعضاء مجلس الأمن الدولي يتبنون موقفًا موحدًا يؤكد ضرورة الرد المشترك على الإرهاب".