أكدت السلطات العراقية استمرار الولايات المتحدة في العمل بسياستها الحالية المتمثلة في توفير الدعم بالسلاح إلى العراق، من خلال الحكومة المركزية في بغداد حصرًا، وأنها قد تخلت عن خطة لتقسيم العراق، وأكدت أنها تعمل على تعزيز هذا النهج حفاظًا على وحدة صف العراقيين في معركتهم ضد الإرهاب.
أسامة مهدي: نفت وزارة الخارجية العراقية ما اشار اليه نواب عراقيون خلال الساعات الاخيرة من أن الكونغرس الاميركي سيصوّت اليوم الثلاثاء على تقسيم العراق. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية احمد جمال، في تصريح صحافي، وزعته الوزارة، "إن المزاعم التي تدعي أن الكونغرس الاميركي سيصوّت على تقسيم العراق الثلاثاء، عارية من الصحة تمامًا، وتستند بشكل محرف إلى موضوع لا علاقة له بتقسيم العراق".
وكان نواب عراقيون قالوا امس ان الكونغرس الاميركي سيصوّت على قرار لتقسيم العراق، ودعوا الى جلسة طارئة للبرلمان العراقي، لاتخاذ موقف من التصويت، وطرد السفير الاميركي من العراق وإغلاق مقر السفارة.
اضاف الناطق باسم الخارجية العراقية قائلًا إن الكونغرس الاميركي كان وافق في وقت سابق على مشروع قانون تخويل موازنة الدفاع القومي الاميركية بتسليح العراق، حيث أن مشروع القانون الآن في مرحلة انتظار مصادقة الرئيس الاميركي باراك اوباما عليه، ليتم اقراره بشكل نهائي.
واشار الى أن الصيغة النهائية لمشروع القانون المعني تنص على استمرار العمل بالسياسة الاميركية الحالية بتوفير الدعم بالسلاح الى العراق من خلال الحكومة المركزية في بغداد حصرًا، ولا توجد أي اشارة او خطة لتقسيم العراق فيه. واكد جمال أن النشاط الدبلوماسي لوزارة الخارجية العراقية يعمل على تعزيز هذا النهج حفاظًا على وحدة صف العراقيين في معركتهم ضد الارهاب.
وكان الكونغرس الاميركي قد رفض في 17 مايو (ايار) الماضي مشروع قانون يعتبر الأكراد والسنة دولتين، وتسليحهم بشكل مباشر بعيدًا عن الحكومة المركزية. وصوّت خلال جلسة التصويت 45 سيناتورًا ضد القرار، فيما صوّت 54 لمصلحته، إلا أن القوانين الاميركية تفرض الحصول على 60 صوتًا لتشريع القرار في مجلس الشيوخ. ورأى المصوّتون ضد مشروع القرار أن ارسال الاسلحة إلى الأكراد وتجاوز بغداد يعارض إستراتيجية الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم "داعش" ووحدة الاراضي العراقية، وأكدوا أن أي سلاح يمنح للأكراد في إقليم كردستان يجب أن يتم عن طريق بغداد.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد حذر قبل ذلك الكونغرس من ان مشروع قانونه باعتبار السنة والاكراد كيانين منفردين وتسليحهما بعيدًا عن الحكومة المركزية& يغذي الاستقطابات في المنطقة، ويضعف جهود الحرب ضد تنظيم "داعش".. وشدد على ان أي دعم خارجي للعراق في حربه ضد الارهاب يجب أن يكون عن طريق الحكومة المركزية والحفاظ على سيادة العراق ووحدة اراضيه.&
واكد العبادي لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن، خلال اتصال هاتفي، رفض بلاده لقانون الكونغرس بتسليح السنة والاكراد بعيدًا عن حكومتهم. وشدد على رفض العراق لمقترحات القوانين والمشاريع التي تضعف وحدة البلاد وتتجاوز على السيادة الوطنية وتسيء إلى اللحمة الوطنية.
وعلى الفور، عبّرت الحكومة العراقية عن ارتياحها الشديد لفشل قرارالكونغرس، واكدت "ان موقفها ثابت بضرورة تسليح جميع القوات والفصائل العسكريّة العراقية التي تـُقاتِل عصابات داعش الإرهابيّة من جيش وشرطة ومُتطوِّعي الحشد الشعبيِّ والبيشمركة ومُقاتِلي العشائر عبر الحكومة المركزيّة حصرا".
&
&
التعليقات