القدس: اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء في القدس دعم الولايات المتحدة لاسرائيل معربا عن استيائه بازاء موجة الهجمات الفلسطينية، وبحث مع زعماء الطرفين سبل الحد من اعمال العنف.
ويوضح فحوى المحادثات الدبلوماسية الاميركية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حدود الزيارة التي لا يعلق عليها الاسرائيليون والفلسطينيون امالا كبيرة في حين تم تنفيذ هجوم جديد تزامنا مع وصول كيري الى اسرائيل. ولم يصدر اي اعلان ملموس اثر مباحثات كيري مع نتانياهو ومن ثم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال الاسرائيليون والاميركيون انه اضافة الى التدابير التي يمكن اتخاذها لوقف التصعيد في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، بحث كيري مع نتانياهو التعاون الامني بين البلدين والوضع الاقليمي "مع اهتمام خاص بسوريا وداعش" وفقا للمتحدث الاميركي جون كيربي. وهي مسألة تقدمت الى الواجهة مع اسقاط تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود مع سوريا، ما رفع حدة التوتر.
ولم يشأن نتانياهو تلبية التوقعات الاميركية باعلان تدابير عملية لتحسين الوضع المعيشي للفلسطينيين وتخفيف التوتر. وقال مسؤول اسرائيلي ان نتانياهو ابلغ كيري ان "لب المشكلة" يكمن في حملة "الحقد" حول الحرم القدسي التي اتهم الفلسطينيين بشنها بمشاركة السلطة الفلسطينية.
- شروط نتانياهو -
واضاف هذا المسؤول ان نتانياهو "وضع اولا شرط" عودة الهدوء لكي توافق اسرائيل على تدابير للتهدئة. اما بالنسبة الى تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين فقال هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان "هذا لن يحدث".
واكد ان نتانياهو يربط بين بوادر التهدئة واعتراف المجتمع الدولي وبالتالي واشنطن بحق اسرائيل في البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى التي تريد اسرائيل الاحتفاظ بها في حال التوصل الى حل للنزاع. ودان كيري من جانبه وبشدة الهجمات الفلسطينية.
وقال كيري خلال لقائه نتانياهو "لا ينبغي لاحد ان يعيش يوميا مع اعمال عنف وهجمات في الشارع يتم تنفيذها باستخدام السكاكين والمقصات او السيارات. (...) هذه الاعمال الارهابية تستحق الادانة، واود ان اعبر هنا عن الادانة الكاملة لاي عمل ارهابي يحصد ارواح ابرياء".
والثلاثاء صدم فلسطيني بسيارته مجموعة من العسكريين الاسرائيليين جنوب نابلس، في شمال الضفة الغربية المحتلة، ما اسفر عن اصابة ثلاثة جنود واحد عناصر حرس الحدود بجروح طفيفة، وفق الجيش الاسرائيلي. واطلقت القوات الاسرائيلية النار على المهاجم الذي اصيب بجروح وتم اسره.
هذا الهجوم هو اخر اعمال العنف التي اثارت القلق من اندلاع انتفاضة جديدة، واوقعت اكثر من 110 قتلى منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر في الضفة الغربية والقدس واسرائيل.
-"حق" الدفاع عن النفس-
وقال كيري "ليس لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها فقط، بل ان من واجبها ذلك" مؤكدا دعم الولايات المتحدة لحليفتها. وكان يعني بذلك، بعد أسبوعين من زيارة نتانياهو الى البيت الابيض، ان الازمة الخطيرة في العلاقات الثنائية خلال الاشهر الاخيرة اصبحت من الماضي.
ويبدو ان ادانة الهجمات باعتبارها اعمالا ارهابية موجهة الى القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، الذين يدينون قتل المدنيين. لكنهم امتنعوا عن التنديد بالهجمات أخيرا والقوا بالملامة على اخطاء سياسات حكومة نتانياهو.
وفي تصريحات مقتضبة بعد لقائه عباس في رام الله عبّر كيري عن تعاطفه ازاء القلق الفلسطيني من تصعيد العنف. وقال "انا هنا بطلب من الرئيس اوباما لأرى ما يمكن فعله في المساعدة في التهدئة. الولايات المتحدة تواصل العمل بأكبر قدر من الجدية للتوصل الى حل قائم على اقامة دولتين وشعبين يعيشان جنبا الى جنب".
ليس الهدف من زيارة كيري معالجة الاسباب الجذرية التي تحول دون استئناف جهود السلام. وتأتي الزيارة بعد نحو شهرين من اعمال عنف اسفرت عن مقتل 92 فلسطينيا بينهم عربي اسرائيلي واحد و17 اسرائيليا واميركي واريتري. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان نصف الفلسطينيين قتلوا بعد تنفيذ هجوم او محاولة تنفيذ هجوم.
&
التعليقات