دعا الرئيس الفرنسي إلى خفض وتيرة التوتر بين أنقرة وموسكو على خلفية إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية. ومن جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتفاق مع نظيره الفرنسي على تعزيز العمل المشترك في مكافحة الإرهاب.

نصر المجالي: قال بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع هولاند في الكرملين مساء الخميس: "اتفقنا مع هولاند على التعاون في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات حول ذلك"، مضيفًا "نرغب أن يكون هناك تنسيق وتبادل للمعلومات الاستخبارية لمواجهة "داعش".

وأبدى بوتين حسب ما نقلت وسائل الإعلام الروسية الاستعداد للتعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، موضحًا بالقول "نتعاطى باحترام مع التحالف الذي تقوده واشنطن، لكنّ شركاءنا غير مستعدين لتحالف أوسع".

وتابع: "لدينا شكوك حول وجهة الشحنات العسكرية التي يتم تقديمها لجماعات مسلحة في سوريا". ورفض في الوقت نفسه تكرار استهداف القوات الروسية من قبل أعضاء في الحلف، في إشارة إلى إسقاط الجيش التركي للمقاتلة الروسية داخل الأراضي السورية ومقتل أحد طياريها.

اسقاط الطائرة وداعش

وحول هذا الحادث تابع بوتين: "كنا ننظر إلى تركيا كدولة جارة وصديقة، إلا أن ذلك يتم تدميره الآن"، معبرًا عن تعجبه بالقول "لم نكن نتوقع أن نتلقى ضربة من طرف طالما اعتبرناه حليفًا لنا".

وأكد أنه قبل الضربة التي تلقتها روسيا من تركيا لم تفكر القيادة الروسية في نشر منظومة إس 400 في سوريا.

وبخصوص تورط أنقرة في مساعدة "داعش" في تهريب النفط من سوريا، قال بوتين "في قمة العشرين، أظهرتُ صوراً للصهاريج التي ينقل بها "داعش" النفط إلى تركيا"، مضيفًا: "لا نرى أن السلطات التركية تقوم بحرق وإتلاف النفط المهرب عبر اراضيها"، في رد غير مباشر على ما إدعاه الرئيس التركي بأن سلطات بلاده تقوم بحرق النفط المهرب عبر أراضيها.

العمليات العسكرية

وتطرق الرئيس الروسي إلى العمليات العسكرية التي يجريها الجيش الروسي في سوريا، قائلا "إن وجودنا العسكري في سوريا هو لمنع وصول الإرهابيين إلى بلادنا"، مؤكدًا أن "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى تكبدت خسائر كبيرة من جراء الضربات الجوية الروسية.

وشدد بوتين على أن الجيش السوري حليف موسكو الرئيسي في الحرب ضد الإرهاب، وأشار إلى أن اقتلاع الإرهاب من سوريا سيسمح بالتوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأجل فيها، معبرًا عن استعداد موسكو للتعاون مع أي جماعة سورية جاهزة للانخراط في مكافحة الإرهاب.

وحول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، أكد بوتين أن ذلك يحدده الشعب السوري بنفسه.

تدمير تمويل داعش

من جهته، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على ضرورة البدء بتدمير مصادر تمويل "داعش"، وذلك بضرب الشاحنات التي تنقل النفط المهرب من قبل التنظيم ومعامل التكرير الواقعة تحت سيطرته.

وأعرب عن رغبة باريس بأن يكون هناك تنسيق وتبادل للمعلومات الاستخبارية لمواجهة "داعش" ، مضيفًا: "مستعدون للعمل مع روسيا في التسوية السورية وتبادل المعلومات حول الإرهاب".

وأشار إلى أن حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" وصلت إلى سواحل سوريا للمشاركة بفاعلية أكبر في مكافحة الإرهاب، متابعاً: "اتفقت مع الرئيس بوتين أن نقوم بإنزال الضربات ضد "داعش" والتنظيمات الأخرى".
&
التوتر بين انقرة وموسكو

ودعا هولاند إلى تخفيض التصعيد بين روسيا وتركيا وتركيز العمل على محاربة "داعش". كما دعا إلى احتواء أزمة اللاجئين التي سببتها الفوضى في سوريا.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في وقت سابق الخميس وجود تطابق في المواقف بين موسكو وباريس بخصوص تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب.

وقال بوتين خلال استقباله نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند بموسكو، إن "روسيا مستعدة للتعاون مع فرنسا لمكافحة الإرهاب"، مثمنًا جهود نظيره الفرنسي لإقامة تحالف واسع النطاق في التصدي للخطر الإرهابي.

وأضاف الرئيس الروسي أن ما تعرضت له روسيا وفرنسا من أعمال إرهابية (سقوط طائرة الركاب الروسية في سيناء وهجمات باريس) "يدفعنا لبذل جهود أكبر لمكافحة الإرهاب".

من جهته، قال هولاند "جئت الى موسكو لتنسيق التحركات مع روسيا في المكافحة الشرعية للإرهاب"، مضيفاً أنه من الضروري إنشاء تحالف واسع وقوي لمكافحة الإرهاب والتحرك معًا في هذا الاتجاه.