الرباط: قال صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي إن التعاون الصيني - الأفريقي يقوم على مبادئ ويحركه طموح مشترك، يتسم بالبرغماتية التي تعطي نتائج مربحة للطرفين، معتبرًا أنّ هذا التعاون يهدف إلى تحقيق التنمية في افريقيا بما يعود بالنفع على السكان، ويحيل على شراكة جنوب - جنوب فاعلة ومنفتحة.

وعبر مزوار في كملة القاها اليوم الخميس بمناسبة مشاركته في الاجتماع الوزاري للمنتدى الصيني -الأفريقي،الذي تحتضنه مدينة جوهانسبورغ في جنوب افريقيا، عن سعادة بلاده بالمشاركة في هذا الحدث المهم، خاصة انه يلتئم في ارض أفريقية، عزيزة على قلوب الافارقة، بلد الزعيمً نلسن مانديلا، رمز النضال من اجل التحرر والمساواة والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية.

وأشار وزير الخارجية المغربي إلى أن افريقيا " ليست في حاجة إلى مساعدات، بل إلى شراكة مبدعة ومنتجة لقيم ومبادئ لصالح الدول الافريقية وشعوبها.شراكة متنوعة وشاملة من شأنها تقديم قيمة مضافة لمخطط 2016/2018 للمنتدى الصيني - الأفريقي"، خاصة ان هذا الأخير،يضيف مزوار، يجب ان يعكس طموحات وتطلعات الشعوب الافريقية نحو التنمية والعيش الكريم، ويلبي مصالح الطرفين معا.

ولم يفت وزيرالخارجية والتعاون التاكيد على انخراط المغرب في هذه الشراكة الشاملة مع افريقيا، سواء على المستوى الثنائي او المتعدد الأطراف.

وختم مزوار كلمته بالتذكير بأهم تحدٍّ تواجهه افريقيا اليوم، والمتمثل في التغييرات المناخية وآثارها السلبية على تنمية افريقيا وشعوبها، مؤكدا ان مؤتمر باريس (كوب21) تناول هذه الآفة التي تهدد مستقبل العالم، وسيكون المغرب على موعد مع احتضان المؤتمر المقبل (كوب22) بمدينة مراكش في 2016.

وتعد قمة جوهانسبورغ الثانية من نوعها في تاريخ العلاقات "الصينية الأفريقية" بعد قمة بكين عام 2006، الا انها تعد الأولى التي تعقد في أفريقيا، ما يمنحها مكانة خاصة بشكل يعكس الثقة التي اضحت تطبع العلاقات بين الصين وافريقيا، ومراهنتهما معا على تكريس التعاون جنوب- جنوب.

وتنعقد هذه القمة تحت شعار "الصين وافريقيا يداً بيد، التعاون والكسب المشترك من أجل التنمية المشتركة"، وستعرف عقد اربعة اجتماعات بداية بمؤتمر كبار المسؤولين والمؤتمر الوزاري ومؤتمر رجال الأعمال ثم قمة قادة الدول.

ويعد منتدى التعاون الصيني- الأفريقي FOCAC الإطار الرئيسي للتشاور والحوار بين الصين والقارة الأفريقية، وقد تأسس بمبادرة صينية وعقد مؤتمره الوزاري الأول في بكين ما بين 10 و 12 أكتوبر (تشرين الاول) 2000.

ويعتمد العمل في المنتدى على عقد مؤتمر وزاري كل ثلاث سنوات بالتناوب بين الصين والدول الأفريقية الأعضاء، على أن يسبق المؤتمر اجتماع تحضيري لكبار المسؤولين. ويضم المنتدى في عضويته 49 دولة أفريقية.

في السياق ذاته، تسعى قمة جوهانسبورغ إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين الصين وأفريقيا في أفق بناء شراكة جنوب- جنوب متوازنة وعادلة، من أجل تحقيق المصالح المشتركة للشعب الصيني والشعوب الأفريقية. و كان مرتقبا أن يتداول المشاركون في إشغال القمة في مواضيع أساسية من قبيل السلام ومحاربة الاٍرهاب والتطرّف والتنمية.