جددت تركيا على لسان قيادتها أنها لن تعتذر لأحد ولمن يدعمون نظام الأسد الذي يقتل شعبه ومن يقتلون الأطفال والمدنيين والنساء والأبرياء في طوابير الخبز تحت ذريعة الحرب ضد (داعش).&
&
وفي تصعيد للتوتر مع موسكو، تساءل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ما إذا يمكن لنظام قتل 380 ألفا من مواطنيه بالأسلحة الكيميائية والتقليدية (في إشارة إلى النظام السوري)، وهجّر 12 مليونا آخرين أن يكون له علاقة بالإنسانية.&
&
كما تساءل إردوغان عمن يقدم دعماً غير مشروط لهذا النظام، ويغض الطرف عن مجازره، ويعمل كافة أشكال الوقاحة من أجل إبقاء ذلك النظام، أن يعطوا قيمة لحياة الإنسان؟، في إشارة مباشرة لروسيا.
&
وحسب وكالة (الأناضول) الرسمية التركية، جاء موقف إردوغان في كلمة له خلال حفل استقبال أقيم في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.
&
وقال إردوغان" هل تعتقدون أن هناك شعورًا بالإنسانية لمن يقتلون الأطفال والمدنيين والنساء والأبرياء في طوابير الخبز تحت غطاء مكافحة داعش؟".
&
وذكر الرئيس التركي، أن ذوي الاحتياجات الخاصة يشكلون ما نسبته 10% من عدد سكان العالم، بحسب أرقام الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في تركيا يشكلون 13.3% من عدد السكان.
&
لن نعتذر لأحد
&
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو "لا ينتظر أحدًا من تركيا تقديم اعتذار (عن إسقاط الطائرة الروسية)، نحن لن نعتذر لأحد على حماية حدودنا، ونقدم الحساب فقط أمام شعبنا العزيز الذي منحنا المشروعية، في انتخابات الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي".
&
وأضاف داود أوغلو، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة أمام الأكاديمية الدبلوماسية في العاصمة الأذرية باكو، "نحن استخدمنا حقنا المشروع في الدفاع عن النفس في مواجهة طائرة مجهولة الهوية، انتهكت مجالنا الجوي، وطبقنا قواعد الاشتباك المعروفة من قبل الجميع، ولا يمكن لأحد أن يلقي باللوم علينا لفعل ذلك".
&
وجها لوجه
&
وتابع داود أوغلو: "أقول للرئيس الروسي وجميع المسؤولين الروس، تعالوا لنتحدث وجها لوجه، وأدعوهم لعدم اللجوء إلى استخدام حملات إعلامية تذكّر بحقبة الحرب الباردة، والترويج لمزاعم من قبيل أن تركيا تدعم تنظيم داعش، إذا كانت هذه المزاعم صحيحة، فلماذا لم تطرح قبل 15 يومًا من الآن؟"(في إشارة إلى الفترة قبل تاريخ إسقاط الطائرة).
&
وأكد رئيس الوزراء التركي، أن تصوير الموقف كما لو أن تركيا هاجمت روسيا ووجهت لها طعنة في الظهر، غير صحيح، مشيراً إلى أنه بالمقابل من حق تركيا في هذه الحالة أن تقول: إن الطائرة التي انتهكت مجالها الجوي، أيّا كانت هويتها، وجهت لتركيا طعنة في الصدر.
&
وأضاف داود أوغلو "برغم جميع التصريحات المحرضة، كررنا عدة مرات استعدادنا لجميع أنواع الحوار، وجاء لقاء وزير خارجيتنا بوزير الخارجية الروسي، أمس، في هذا الإطار، وتم تقديم عدد من المقترحات الملموسة".
&
وقال داود أوغلو، إنه من غير الممكن أن تتحمل تركيا أو تقبل أو تتفهم، حملة التشويه ضدها، التي يقوم بها المسؤولون الروس عبر تصريحاتهم في قنوات التلفاز الروسية.
&
لا مشكلة مع الشعب الروسي
&
ولفت داود أوغلو إلى أنه "لا توجد مشكلة بين الشعبين التركي والروسي اللذين قاما معا بتشكيل تاريخ أوروبا وآسيا"، مشيراً بالقول "الشعب الروسي شعب أبيّ نحترمه، وعلى الجميع أن يعلم أن الشعب التركي أيضا شعب أبيّ وينتظر احتراماً متبادلاً من الشعوب التي يحترمها".
&
وعلى صعيد آخر، أكد داود أوغلو أن بلاده &تقف دائما إلى جانب أذربيجان، مشيراً إلى أنه في حال بدأت أرمينيا عملية سلام لإعادة أراضي (إقليم قره باغ) إلى أصحابها في إطار سلمي، فإنه بإمكانها أن تنضم إلى التحالف بين تركيا وجورجيا وأذربيجان.
&
الأزمة السورية&
&
وفي الشأن السوري، قال رئيس الوزراء التركي، "نتشرف باستضافة إخوتنا السوريين، الذين هربوا من نظام وحشي، ومن منظمات إرهابية قاتلة ووحشية"، مشيرا إلى وجود حوالي 2.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، يمثلون ما بين 10 إلى 15% من تعداد الشعب السوري، قائلا إن تركيا تحملت وحدها تقريبا التكلفة الإنسانية للأزمة السورية، وناقش المسؤولون الأتراك ذلك مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي (في القمة التركية الأوروبية التي عقدت في بروكسل الأحد الماضي).
&
وأكد أن تركيا ستستمر دائما في الوقوف إلى جانب الشعب السوري، والشعب الأذري يفهم ذلك جيدا، لأن من يهرب من أبناء الشعب السوري من القصف والاحتلال، يحتفظ لدى تركيا بالمكانة نفسها& التي حظي بها مليون أذري اضطروا إلى ترك إقليم قره باغ (الأذري الذي تحتله أرمينيا).
&
تجدر الإشارة، إلى أن أرمينيا تحتل إقليم "قره باغ" (غربي أذربيجان)، منذ عام 1992، ونشأت الأزمة بين البلدين عقب انتهاء الحقبة السوفيتية، حيث سيطر انفصاليون مدعومون من أرمينيا على الإقليم الجبلي، في حرب دامية راح ضحيتها نحو 30 ألف شخص.