لا تزال تداعيات إسقاط الطائرة الروسية تُرخي بظلالها على مجمل المشهد السياسي في المنطقة والعالم، لا سيّما في ظل التدهور المتدرج للعلاقة بين البلدين، وفي هذا الإطار، يسعى الرئيس الكازاخستاني إلى لعب دور إيجابي على خط التهدئة وإعادة الأمور إلى نصابها، فيما تنعقد الآمال على قدرته في إجتراح وسيلة تُخرج البلدين من عنق الزجاجة.

&
قاسم يوسف: بعد تدهور الأوضاع بشكل متعاظم بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط الأخيرة لمقاتلة تركية، دخلت كازاخستان على خط تهدئة الأوضاع الملتهبة بين البلدين، طالبةً من الطرفين التفكير "بشكل استراتجي"، وعدم الإنجراف نحو تدهور غير محسوب.
&
وفي هذا الإطار، قال وزير خارجية كازاخستان، إرلان ادريسوف، إن النزاع يهدد بتقويض مساعي إنهاء الأزمة السورية، وأضاف: "هذا خطر كبير، وإذا تفاقم فستكون له تداعيات سلبية للغاية على العالم بأسره"، مشيرًا إلى أن كازاخستان لا تعتزم عرض خدماتها كوسيط بين البلدين.
&
آمال كبيرة
&
إدريسوف أشار إلى أن الانفعالات محتدمة بين تركيا وروسيا، مؤكدًا بأن الرئيس الكازاخستاني يعرف بوتين جيدًا، وبشكل شخصي، ويعرف أنه يتمتع بإمكانات كبيرة ليكون بناءً في التعاطي مع هذه المعضلة، كما ويعرف إردوغان بشكل شخصي، ولذلك فهو يعتقد ويأمل في أن يفكرا بشكل استراتيجي للخروج هذا الوضع الصعب، وأضاف: "إذا طلب منا أن نعمل شيئًا فسنكون دوما مستعدين لعرض المساعدة، لكنني لا أعتقد أن هناك ضرورة لأي وساطة في هذا الموقف، فالتوصل إلى تفاهم يعود إلى تركيا وروسيا."
&
وفي هذا الإطار، علقت مصادر سياسية وإعلامية آمال كبيرة على قدرة كازاخستان في ترطيب الأوضاع بين الطرفين، لا سيّما وأنها تمتلك علاقات استراتيجية مع روسيا، بالإضافة إلى علاقات مميزة ومتقدمة مع تركيا، ما يسمح لها بتقريب وجهات النظر بينهما، فيما أشارت بعض المصادر إلى حرص كازاخستان الكبير على إعادة العلاقة إلى طبيعتها بين البلدين، لا سيّما وأن تفاقم التداعيات سيؤثر عليها بشكل مباشر، وسيطالها في جوانب أساسية وحيوية.
&
مقترحات
&
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد تحدّث في مكالمة هاتفية مع نظيره الكازاخستاني، نور سلطان نازارباييف، وتناول معه التداعيات المتعلقة بإسقاط الطائرة الروسية من قبل القوات المسلحة التركية، فيما أفصحت بعض المصادر عن مقترح قدّمه نازارباييف، كوسيلة لإيجاد حل لأزمة العلاقات التركية الروسية.
&
المصادر أشارت إلى أن الرئيس الكازاخستاني أعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور العلاقات الروسية التركية، ويرى أن من الضروري تشكيل لجنة تتولى حل النزاع بين الطرفين، موضحًا أن مهمة اللجنة الرئيسة ستكون تحديد الطرف المسؤول عن الحادثة، مُشيرًا إلى أن العلاقات الروسية التركية متأصلة الجذور، واستغرق تأسيسها زمنا طويلا، لذلك يجب الحفاظ على العلاقة الوطيدة التي تجمع الطرفين، وعدم التفريط بها، كما ونوّه الرئيس الكازاخستاني إلى ضرورة السعي الدبلوماسي بين البلدين لإيجاد مخرج لأزمة العلاقة التي شهدت تدهورًا كبيرًا.
&
دور مهم
&
ومن المعروف أن التوتر بين روسيا وتركيا كان قد انطلق عقب إسقاط الأخيرة لمقاتلة روسية في 24 (نوفمبر) تشرين الثاني الماضي، وقد أعلنت روسيا على اثره حزمة من العقوبات الاقتصادية القاسية، فيما توّعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفرض مزيد من العقوبات
&
يُذكر أن الرئيس الكازاخستاني لعب دور الوسيط بين روسيا والدول الأوروبية على خلفية الأزمة الأوكرانية، كما لعب دورًا مهمًا في إقناع الرئيس الفرنسي باللقاء مع بوتين في روسيا، الأمر الذي أدى إلى كسر العزلة الأروبية على روسيا.
&
&