فيينا: اندلع جدل بين كبار المسؤولين الحكوميين وبلدية فيينا الخميس حول رياض الاطفال الاسلامية بعد ان حذرت دراسة نشرت في وقت سابق هذا الاسبوع من ان بعضها معاقل لتعليم الاطفال الفكر المتطرف.

واظهرت الدراسة ان التعليم الديني الذي تقدمه العديد من هذه المؤسسات الاسلامية في العاصمة وعددها 150 ادت الى "العزلة القائمة على الدين" وتحرم الاطفال من التفكير المستقل من خلال "تخويفهم".

ودعا وزير الدمج سيباستيان كورز الى "اغلاق المدارس فورا"، الا ان مسؤولي بلدية فيينا حذروا من ردود الافعال العاطفية، وقالوا ان الدراسة لم تبحث سوى في عدد صغير من رياض الاطفال الاسلامية.

ومن المقرر ان يلتقي كورز بسلطات مدينة فيينا في وقت لاحق من الخميس لبحث الوضع.

وياتي هذا الجدل في اطار نقاش اوسع حول دمج المسلمين في النمسا حيث يتصدر حزب الحرية اليميني المتطرف الاستطلاعات عقب ازمة اللاجئين واعتداءات باريس.

وقال المتحدث باسم حزب الحرية ماكسميليان كراوس عقب نشر الدراسة الاثنين "ان ما يبدأ في رياض الاطفال ينتهي في معسكر للجهاديين الارهابيين".

واقر خبير الدراسات الاسلامية ادنان اصلان الخميس ان الدراسة التي اجراها لا تزال في مراحلها الاولية، الا انه اكد انه من الواضح ان "العديد من رياض الاطفال تخفي الكثير".

وفي رد فعل على الدراسة قال كورز الذي يشغل كذلك منصب وزير خارجية النمسا ان "نظام المدارس باكمله وليس حالات منفصلة، يمثل مشكلة".

واضاف في مقابلة الاربعاء "اذا درس الاف الاطفال في فيينا في رياض اطفال اسلامية، ونشأوا فقط في جو اسلامي، فان ذلك يضر بالاندماج ويخلق مجتمعات موازية". وصرحت صونيا ويهسلي العضو في مجلس بلدية فيينا والتي تنتمي الى الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم ان كورز لم يقدم "ادلة ملموسة" على الحالات التي يتحدث عنها.

وقالت "توجد قواعد واضحة في رياض الاطفال في فيينا. يجب رفض التطرف والاصولية بشدة".

وصرح رئيس مجتمع المسلمين في فينا فؤاد سانات ان الاتهامات بان التعليم "سلفي" هي اتهامات "سخيفة".

واضاف في مقابلة في وقت سابق من هذا الاسبوع ان "الالمانية هي اللغة الرسمية في رياض الاطفال التي زرتها، باستثناء الدعاء عند تناول الطعام او لوصف مفاهيم محددة في الاسلام".