&استبعدت غالبية المشاركين في استفتاء "إيلاف" الأسبوعي قيام حرب بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط الأخيرة لمقاتلة روسية، وقد انسجمت هذه النتيجة مع آراء كبار المحللين الاستراتيجيين في العالم.

&
نصر المجالي: منذ حادثة إسقاط المقاتلة الروسية من جانب تركيا، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والعالم يحبس أنفاسه من تداعيات خطيرة قد تقود إلى الحرب الرقم 14 بين "الإمبراطوريتين السابقتين" الجارتين المعنيتين مباشرة بالأزمة السورية.&
&
ومثل حرب وشيكة أو محتملة تقع بين تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا (القوة العظمى) التي واصلت استفزاز القوى الغربية في الأعوام الأخيرة لمرات عديدة، ممكن لها أن تقود إلى حرب عالمية شاملة.&
&
لكن ورغم التصريحات المتوترة التي صدرت عن قيادتي البلدين، وكلها كانت تحمل لهجة التهديد والوعيد، فإن عواصم القرار الكبرى سارعت إلى دعوة البلدين إلى التهدئة، مع استمرار التحذير الروسي من عواقب أية استفزازات لقواتها العاملة في سوريا أو ذات العلاقة بعملياتها في سوريا.&
&
قرّاء "إيلاف" حسموا موقفهم، كما هو حال مصادر استراتيجية عالمية بالتأكيد على أن حرباً بين روسيا وموسكو على خلفية إسقاط الطائرة أمر مستبعد تماماً.&
&
استفتاء "إيلاف"
&
ففي مشاركة من 2439 قارئاً في الإجابة على سؤال استفتاء "إيلاف" عن توقعات بحرب روسية ـ تركية، رأت ما نسبته 26 % (635 من المصوتين) أن الحرب محتملة، بينما استبعدت نسبة 74 % (1804 مشاركين) مثل هذه الحرب.&
&
ومع مختلف التوقعات والتحليلات التي لا تتوقف منذ يوم إسقاط المقاتلة الروسية، فإن كل شيء يبدو وارداً إذا لم تبادر الدولتان روسيا وتركيا لحوار مباشر لنزع فتيل الصراع بينهما، فإن هذه الحادثة قد تتكرر.
&
والمخيف في الأمر، كما يقول مراقب سياسي، إن اللهجة الروسية هي الأكثر عدوانية في المعركة التي لا تزال (كلامية وإعلامية)، فمقابل دفاع أنقرة عن نفسها وأن ما قامت به كان دفاعاً عن النفس، وأن إسقاط المقاتلة جاء بعد تحذيرات مختلفة بعد اختراقات روسية للمجال الجوي التركي، فإن لهجة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظلت قاسية وهجومية على الدوام.&
&
فالرئيس بوتين وفي تصريحات عديدة، اتهم تركيا علنًا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمنًا بتوجيه "طعنة في الظهر" لروسيا، وأن أنقرة تعمل لصالح الإرهابيين، كما أنه اتهم أردوغان بأن لديه نوايا قاتمة، وحذر من عواقب وخيمة لإسقاط أنقرة الطائرة الروسية.&
&
يذكر أن تركيا وعلى لسان أردوغان كانت شجبت التدخل العسكري الروسي في سوريا، كما أنه حذر من أن أنقرة ستعيد تقييم علاقاتها مع موسكو.&
&
يشار في الختام، إلى أن ما بين روسيا وتركيا ثارات وحروبًا قديمة ممتدة امتداد تاريخ البلدين، فالحروب الروسية العثمانية التي بلغ عديدها 13 حرباً، هي سلسلة من الحروب التي نشبت بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية ما بين القرنين السادس عشر والعشرين، انتصر العثمانيون في معظمها حتى نهاية القرن السابع عشر، لكن الروس انتصروا في بقية الحروب التي ساهمت إلى حد كبير في إنهاك السلطنة العثمانية حتى بداية القرن العشرين.&
&
وكانت تلك الحروب في الأساس لوقف الأطماع الروسية في غزو أراضي خانية القرم العثمانية ولاحقاً لرغبة الروس في السيطرة على البحر الأسود وممراته (البوسفور والدردنيل) نحو مياه المتوسط الدافئة . انتهت اغلب المعارك بانتصار روسيا مما أدى في معظم الأحيان بمعاهدات قاسية على الدولة العثمانية تخلت فيها عن خانية القرم، ولاحقًا سمحت بمرور السفن الروسية من البوسفور دون قيود ، وكانت الحروب العثمانية مع روسيا من أهم أسباب انهيار الدولة، بالإضافة الى حربها مع النمسا.
&