انقسم قراء "إيلاف" مناصفة حول إمكان سحب حق استضافة مونديالي 2017 من روسيا و2022 من قطر، بعد الفضيحة التي اجتاحت فيفا أخيرًا.

منذ ذاع خبر توقيف 14 قياديا كرويا في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وما تلا ذلك من انقسامات كروية، وانتخاب السويسري جوزيف بلاتر لولاية خامسة، رغم رفض العديد من الاتحادات القارية، سرت شائعات عن أموال ورشى أرست استضافة مونديال 2018 على روسيا، ومونديال 2022 على قطر، رغم أن أي أدلة جازمة لم تقدم، لتكون أساسًا لما يحكى في الكواليس عن إمكان سحب الاستضافتين من موسكو والدوحة.

لا قاعدة قانونية

وفي سياق استفتائها الاسبوعي، سألت "إيلاف" قراءها إن كانوا يتوقعون تجريد روسيا وقطر من حق استضافة المونديالين المتتاليين، فأجاب 975 بـ"نعم" من أصل 1877 مشاركًا، بنسبة 52 في المئة، بينما أجاب 902 مشارك بـ "كلا".

الانقسام المتقارب في التصويت دليل على انقسام عربي حيال الموضوع، خصوصًا أن هذا الانقسام تجلى في انتخابات فيفا الأخيرة، التي ترشح فيها الأمير الأردني علي بن الحسين، فوقفت بعض الدول العربية إلى جانب بلاتر.

من جانبه، كان فيفا أكد أخيرًا أنه لا يملك قاعدة قانونية لسحب ملفي كأس العالم 2018 من روسيا أو ملف كأس العالم 2020 من قطر.

وأضاف بيان أصدره فيفا: "روسيا وقطر فازتا بمونديالي 2018 و2022 بتصويت ديمقراطي في اللجنة التنفيذية للاتحاد، واستنادًا إلى آراء خبراء وحقائق على الأرض، فالفيفا ليس لها قاعدة قانونية لسحب استضافة البلدين لهذا الحدث الكروي، ولن نقوم بتقديم تكهنات عن سيناريوهات محتملة، وعليه لا يوجد أي تعليق إضافي في الوقت الراهن ".

من الأولويات!

هذا البيان يناصر النصف غير المتفوق في الاستفتاء، لكن كواليس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تناصر النصف المتفوق في الاستفتاء، أي النصف الذي يتوقع سحب الاستضافتين، بعد تسرب مشروع قرار في البرلمان الأوروبي بفتح تحقيق حول كيفية حصول قطر على حق تنظيم مونديال 2022، مقررًا سحب هذا الحق حال ثبوت حصول هذا البلد على حق التنظيم بطرق فاسدة، مع ذكر أزمة العمالة الشهيرة المشاركة في التجهيز للمونديال.

والبرلمان الأوروبي لديه شكوك في شفافية حصول قطر على حق تنظيم البطولة.

قرار البرلمان الأوروبي غير ملزم لـ"فيفا"، لكنه يملك منع الاتحادات الأوروبية من المشاركة في البطولات العالمية وإعطائها تعليمات بعدم التعامل مع "فيفا". كما تواتر أن نجاح الفرنسي ميشال بلاتيني في رئاسة "فيفا" سيضع ملف استضافة قطر لمونديال 2022 بين الأولويات.

وكان مجلس التعاون الخليجي أكد في اجتماعه الأخير الوقوف إلى جانب قطر إن تم تهديدها بسحب حقها في استضافة مونديال 2022.

ستقام في روسيا

أما روسيا، فتحوم الشبهات ايضًا في دفعها مالًا ورشاوى لتحصل على حق استضافة مونديال 2018، إلا أن سيرغي إيفانوف، مدير ديوان الرئاسة الروسية، أكد &أن نهائيات كأس العالم 2018 ستقام في روسيا، "ولا أحد يستطيع سحب هذا الحق منها، ومحاولات الولايات المتحدة لتوسيع نفوذها في ما يتعلق بشؤون فيفا ليس لها أي أساس".

وقال فيتالي موتكو، وزير الرياضة الروسي، إنه لا يرى خطرًا يهدد استضافة بلاده لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018، "فملف روسيا جاء متماشيا مع القانون".

كما قال جيروم فالكه، أمين عام "فيفا"، أن روسيا حصلت على حق الاستضافة بطريقة نظيفة، "ولم يتم خرق أي قواعد أثناء اختيارها بلدًا لاستضافة البطولة، وتوصلت أيضا اللجنة الاختبارية إلى هذه النتائج نفسها".

ضغوط سياسية

ويرى مراقبون أن المطلوب اليوم في هذا الملف شفافية مطلقة، كي يتم الكشف عن حقيقة الأمر، خصوصًا أن ثمة اتجاهًا بين بعض المسؤولين في الدولتين إلى اعتبار هذه التصريحات والتهديدات مسألة سياسية، أو نوايا مبيتة تجاه قطر، خصوصًا بعد إثارة مسألة العمالة الأجنبية وشروط عملها في المواقع الرياضية التي يتم إنشاؤها لاستضافة مباريات العرس العالمي في 2022، وبعد إشاعة أخبار غير مثبتة بعد عن تقديم رشوى بملايين الدولارات لأعضاء في فيفا مقابل التصويت لقطر، ومعظم هؤلاء اليوم قيد الاعتقال.

من الناحية الروسية، يقول مسؤولون روسيون إن الغرب يحاول الضغط على روسيا من أكثر من ناحية، بعد ضمها القرم، وذلك على سبيل الانتقام، كما أدخلوا المسألة الكروية في سياق حرب باردة مستجدة بين الولايات المتحدة وروسيا، بعدما بدت الولايات المتحدة وكأنها الوصي على فيفا قضائيًا.

&