بروكسل: يخطو الاتحاد الاوروبي الثلاثاء خطوة جديدة سعيا إلى استعادة السيطرة على حدوده الخارجية مع طرح مشروع تشكيل قوة اوروبية من حرس الحدود وخفر السواحل يكون بوسع المفوضية الاوروبية نشرها بما في ذلك من خلال فرضها على دول متمنعة.

ومن المتوقع ان يواجه المشروع مقاومة من دول الاتحاد الاوروبي لكونه يمس سيادتها الوطنية. غير ان المفوضية الاوروبية التي ستعرض خطتها بصورة مفصلة في الساعة 14,00 ت غ على البرلمان الاوروبي المجتمع في ستراسبورغ، مصممة على القيام بتحرك جريء وقوي في مواجهة ازمة الهجرة التي تهز الاتحاد الاوروبي وهي الاخطر منذ 1945.

والهدف هو تفادي ان تتسبب الفوضى المخيمة على حدود الاتحاد الاوروبي الخارجية بوضع حد لحرية التنقل داخل فضاء شنغن، والتي تعتبر من ركائز الاتحاد الاساسية. واحصت المفوضية الاوروبية حوالى 1,5 مليون حالة من عبور الحدود بصورة غير شرعية منذ كانون الثاني/يناير قام بها مهاجرون واصلوا طريقهم داخل اوروبا من غير ان يتم تسجيلهم وفق الاصول.

وحمل هذا الوضع العديد من الدول مثل المانيا والنمسا وكذلك السويد على اعادة فرض رقابة بصورة مؤقتة على الحدود الاوروبية الداخلية، ما يشير الى فقدان الثقة في دور الدول الواقعة على الخط الاول في ضبط الحدود الخارجية.

مشروع جريء"
وقال المفوض الاوروبي لشؤون الهجرة ديمتريس افراموبولوس الجمعة في روما ان الدول الاعضاء "غير مهيأة" لمواجهة تدفق طالبي اللجوء و"لا يمكنها التحرك وحيدة". اضاف "اننا بحاجة إلى (جهاز) اوسع ومنظم بشكل افضل" من الادوات الحالية واصفا خطة تشكيل حرس حدود اوروبي بانها "مشروع جريء".

والقوة التي ستحل محل وكالة فرونتكس الاوروبية الحالية يمكن ان يصل عديدها الى بضعة الاف العناصر بحلول 2020، على ما اوضح مصدر مطلع على الملف لوكالة فرانس برس. وجاء في وثيقة للمفوضية الاوروبية اطلعت عليها وكالة فرانس برس انه "يتحتم على الدول الاعضاء ان تؤمن ما لا يقل عن 1500 عنصر من حرس الحدود" يمكن تعبئتهم في غضون ايام، في حين ان الدول الاعضاء تتاخر حاليا في تزويد وكالة فرونتكس بالقوات الضرورية.

تنص الوثيقة خصوصا على انه "في الحالات الطارئة" فان القوة الجديدة "يجب ان يكون بوسعها التدخل للسهر على اتخاذ التدابير على الارض حتى في حال عدم صدور طلب مساعدة من الدولة العضو المعنية او حين تعتبر هذه الدولة العضو ان لا حاجة الى تدخل". ولا تسمي الوثيقة اي دولة غير ان ما تنص عليه ينطبق على اليونان. وان كانت اثينا طلبت مؤخرا تدخلا من فرونتكس على حدودها، فهي قاومت كثيرا قبل ذلك ضغوط بروكسل التي تود في المستقبل التزود بوسائل ملزمة.

غير ان الحق في التدخل لا ياتي الا بعد الية تدريجية، حيث ان المفوضية تمتلك السلطة في نهاية المطاف "لاتخاذ التدابير العملانية المناسبة" بمبادرة ذاتية، بحسب النص الذي تطرحه. لكن مصدرا مطلعا اكد لوكالة فرانس برس انه "لن يكون من الممكن في اي من الاحوال ان يتدخل حرس الحدود الاوروبي في عملية على حدود بدون موافقة البلد المعني" مشيرا بذلك الى ان المطلوب زيادة الضغط على هذه الدولة من اجل ان تقوم بالمطلوب بنفسها وبمساعدة اوروبية.

اجراء مثير للصدمة
وبعد طرح المشروع الثلاثاء يجري بحثه في البرلمان الاوروبي ومجلس اوروبا، الهيئة التي تضم الدول الاعضاء. وبالرغم من دعم برلين وباريس له، من المتوقع ان يواجه تحفظات شديدة من دول ترفض التخلي عن اي جزء من سيادتها. وقال وزير الخارجية البولندي فيتولد فاجتشيكوفسكي الاثنين ان استبدال فرونتيكس "بهيئة مستقلة عن الدول الاعضاء امر مثير للصدمة".

ويندرج تشكيل قوة اوروبية جديدة من حرس الحدود ضمن سلسلة من التدابير الجديدة التي ستعرض الثلاثاء، وتتضمن مراجعة اتفاقان شنغن بهذا الخصوص نزولا عند طلب ملح من فرنسا.

والتعديل سيكون مهما، اذ سيسمح ببسط عمليات المراقبة المنهجية والمعمقة التي تجري عند دخول فضاء شنغن لتشمل المواطنين الاوروبيين ايضا. ومنذ اعتداءات باريس التي اوقعت 130 قتيلا والتي دخل بعض منفذيها الى اوروبا عبر الطرق التي يسلكها المهاجرون، باتت مسالة الهجرة تثير مخاوف امنية متزايدة.