قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن أزمة البرنامج النووي الإيراني غير مبررة ولا داعي لها، وأعلن أن إيران والاتحاد الأوروبي اتفقا على بدء محادثات بشأن قضايا متعددة ومتنوعة.

في مؤتمر صحافي مشترك مع فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في طهران، قال محمد جواد ظريف إنه ستُجرى محادثات رفيعة المستوى بين إيران والاتحاد الأوروبي بشأن قضايا مختلفة من بينها التعاون في مجال الطاقة وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب والقضايا الإقليمية.

واكد ظريف ان أزمة البرنامج النووي الإيراني غير مبررة ولا داعي لها ، مشيرا الى ان التعاون سيستمر بين ايران والوكالة الدولية لحل القضايا العالقة .
وقال وزیر الخارجیة الایراني ان الجولة الجدیدة من المفاوضات بین ایران والاتحاد الاوروبي ستبدأ في المستقبل القریب وان هذه المفاوضات سمیت بالمفاوضات رفیعة المستوى تأسیسا علی القرار الذي اتخذه الاتحاد الاوروبي.
واضاف ظریف ان مفاوضاتنا مع الاتحاد الاوروبي کانت بشأن القضیة النوویة خلال الاعوام الاخیرة وقبل ذلك کانت لدینا مفاوضات نقدیة ومن ثم اجرینا مفاوضات تحت عنوان المفاوضات الشاملة.
وصرح اننا اتخذنا القرار الیوم بأن نبدأ جولة جدیدة من المفاوضات بین ایران والاتحاد الاوروبي وان هذه المفاوضات ستبدأ علی مستوی مساعدي وزارة الخارجیة ومساعدة موغيریني قریبا وستتواصل علی مستوی الوزراء بصورة تدریجیة.

وقال ان هذه المفاوضات سترکز علی القضایا المختلفة للتعاون بین الطرفین تشمل الطاقة والنقل والبیئة وحقوق الانسان ومجالات اخری اضافة الی ذلك فاننا نتابع فرص التعاون والاجراءات المشترکة وقد اتفقنا علی ان نهتم بالقضایا الاقلیمیة في هذه المفاوضات التي تجرى على مستویات عالیة.

أزمات المنطقة
وصرح وزير الخارجية الإيراني ان ازمات المنطقة لا تشکل تهدیدا لمنطقتنا فحسب بل تهدیدا جادا للعالم بأسره خاصة لاعضاء الاتحاد الاوروبي.
وأضاف ان مشکلة التطرف والطائفیة والارهاب الذي تسبب الیوم بالعنف واالتدهور الامني في المنطقة ادی بالتزامن الی ایجاد العنف والتدهور الامني في الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وهذا القلق یشکل قلقنا المشترك ویجب ان نتطرق الیه.

واعرب ظريف عن تقدیره للدور الایجابي الذي لعبته موغیریني للتوصل الی خطة العمل المشترك الشاملة معربا عن أمله بأن یشکل هذا الامر بدایة جدیدة لعلاقات تبنى علی اساس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك في المجالات ذات المصالح المشترکة.

وقال اننا اجرینا الیوم محادثات جیدة بشأن تنفیذ خطة العمل المشترك الشامل خلال الزیارة الحالیة لموغيريني الی طهران وکذلك تباحثنا بشان مستقبل العلاقات بین ایران والاتحاد الاوروبي.
واکد علی ضرورة بذل الدول الغربیة خاصة امیرکا المساعي لتنفیذ خطة العمل المشترك الشاملة بصورة جادة ودقیقة ومتطابقة مع الاتفاق لتبدید عدم ثقة الشعب الایراني ازاء سیاساتها وان تبدأ فصلا جدیدا من خلالها.
وصرح ظريف بان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ستلتزم بتعهداتها بصورة کاملة بعد ان تسلك خطة العمل المشترك الشاملة مسارها القانوني في ایران.

كلام موغيرني
من جانبها، قالت فيديريكا موغيريني التي كانت وصلت الى طهران اليوم الثلاثاء ان إجماع مجلس الأمن الدولي على الاتفاق النووي الايراني يدل على أنه تاريخي .
واضافت موغيريني ان الاتفاق النووي سيأتي بنتائج ايجابية اذا تعهدت كافة الاطراف بتطبيق التزاماتها ، مؤكدة ان تطبيق الاتفاق بين ايران والدول الست سيكون خطوة تاريخية.
واشارت الى ان الاتفاق يفتح آفاقا جديدة لدى الجميع وسيعزز الثقة بين الطرفين، قائلة ان المستثمرين سيولون اهتماما خاصا بايران بعد الغاء إجراءات الحظر.

وقالت انها ستلعب دورا رئيسيا للتنسيق بين اللجان المكلفة بتنفيذ الاتفاق النووي معتبرة ان أفضل طريقة لتنفيذ الاتفاق بين ايران والدول الست هو التزام الجميع بتطبيقه.
واضافت: ينبغي تطوير الحوار السياسي حول قضايا المنطقة واستمرار الاتفاق بشكل سلس مشيرة الى ان إنهاء الحظر الاقتصادي على إيران سيتزامن مع تنفيذ الاتفاق النووي.
واكدت ان لدى القيادة الإيرانية رغبة في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع دول المنطقة وان الاتفاقية سترفع من مستوى الامن والاستقرار في المنطقة عبر التعاون.

وذكرت موغيريني أن تنفيذ اتفاق نووي توصلت إليه إيران والقوى العالمية الست في فيينا يوم 14 يوليو/ تموز "يعتمد على الإرادة السياسية لكل الأطراف المعنية.. تنفيذ الاتفاق سيمهد الطريق أمام تعاون أوسع بين إيران والغرب".
وأكدت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، موغيريني، ان الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة "5+1" اثبت نجاعة الدبلوماسية وهو أمر جيد للمنطقة والعالم.
وتابعت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، ان امكانية هذا الاتفاق عالية جدا لانه يفتح صفحة جديدة في 4 مجالات خاصة لايران.
كارثة لداعش
الى ذلك، اعتبرت موغيريني الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة "5+1" انه " يُعد صفقة رائعة بالنسبة لنا، إلا أنه كارثة بالنسبة لداعش".
&
جاء ذلك في مقال رأي لمنسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فدريكا موغيريني نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية تحت عنوان "الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني".
وقالت موغيريني إنه عندما تم التوصل إلى إبرام هذا الاتفاق مع إيران في 14 تموز (يوليو)، استعادت في ذهنها مقولة إن " الاشياء تبدو مستحيلة حتى يتم إنجازها".

أيديولوجية وحشية
واضافت أن "تنظيم داعش يروّج لأيديولوجيته الوحشية والمروّعة في منطقة الشرق الأوسط وخارجها".
وأردفت أن أكثر ما يقلق تنظيم داعش هو تعاون "الغرب" مع العالم الاسلامي، لأن هذا التعاون يتحدى رواية الصراع بين الحضارات الذي يحاول التنظيم تسليط الضوء عليها".
وأكدت أن "تحالف الحضارات قد يكون أقوى سلاح لمحاربة الارهاب"، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بتنظيم داعش بل بالأزمة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.
وختمت موغيريني قائلة: أن "الغرب بحاجة إلى إعادة العملية السياسية لإنهاء الحروب، فالتعاون بين إيران وجيرانها والمجتمع الدولي قد يفتح آفاقاً جديدة لإحلال السلام في المنطقة بدءاً بسوريا مروراً باليمن إلى العراق".
&
&

&