تصادم وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الزائر حالياً لإسرائيل مع مضيفه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بشأن الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران.


نصر المجالي: رصدت تقارير إعلامية مواجهة كلامية متوترة بين هاموند ونتانياهو استمرت حوالي 20 دقيقة خلال مؤتمر صحافي مشترك في القدس كشفت مواجهة متوترة بعكس ما متعارف عليه من كلمات "الدبلوماسية المقتضبة الناعمة"، وصورت عدسات الكاميرا المواجهة وبثتها وكالات الأنباء للعالم.

وكرر نتانياهو معارضته للاتفاق قائلا إنه سيتيح لإيران في نهاية المطاف أن تحصل على أسلحة نووية سواء كان ذلك بالالتزام بالاتفاق أو عن طريق "الغش وتجاوز آلية التفتيش المحكمة".

العقوبات

وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية أن "تخفيف العقوبات سيؤدي لتمويل العدوان الإيراني في المنطقة".

وبعد يوم من إبلاغه مجلس العموم بأن إسرائيل لم تكن لترضى بأي اتفاق مع إيران، توجه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الخميس، للتحادث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، معلناً أنع "سينقل له رسالة بشكل شخصي حول الاتفاق النووي مع إيران".

وتشعر إسرائيل بالقلق من دعم طهران لأعداء مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة الفلسطيني وجماعة حزب الله الشيعية في لبنان فضلا عن سوريا واتهمت طهران في الماضي بأنها المسؤولة عن هجمات ضد أهداف إسرائيلية ويهودية بالخارج وهو اتهام نفته إيران.

رد حاد

وقال تقرير لـ(رويترز) إن رد هاموند جاء حادا، وقال لنتنياهو "قلت إننا سنرفع العقوبات اليوم. لن نرفع أي عقوبات اليوم" مضيفا ان المراقبة ستؤتي ثمارها".
وتابع قوله "ليست لدينا أي أوهام بشأن دور إيران في المنطقة لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي علينا التحرك للتصدي لخطر الانتشار النووي".

ومضى وزير الخارجية الإيراني قائلاً: إن التزام بلاده بأمن إسرائيل "لا يتزعزع" مؤكدا على معركة حكومته ضد معاداة السامية.

لكن بدلا من انتهاء المؤتمر كما هو مقرر اختار نتانياهو أن يرد بالقول إن الحملة ضد معاداة السامية كان ينبغي أن تتضمن إدانة الدعوات الإيرانية "للقضاء على الدولية اليهودية".

وذكر نتانياهو أنه قبل أيام من توقيع الاتفاق تجمعت حشود في طهران وهتفت "الموت لإسرائيل". وقال:"لا يوجد اشتراط بأن تغير إيران سلوكها وهذا ما يجعل الاتفاق معيبا في جوهره."

واختار هاموند أيضا أن يواصل النقاش قائلا "لطالما أوضحنا أن هذا الاتفاق يخص الملف النووي."

وتابع قوله "لن نحكم على إيران بناء على هتافات حشودها في شوارع طهران بل على أفعال حكومتها وعملائها في المنطقة ولسنا سذجا في هذا الصدد."

آلية الاتفاق

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي انتقد آلية الاتفاق النووي الإيراني، والتي تسمح للوكالة الدولة للطاقة الذرية بالدخول إلى المواقع النووية المشتبه بها في إيران خلال 24 يومًا، "هل يعقل أن تُعطي تاجر مخدرات مهلة 24 يومًا، قبل ان تقوم بمداهمة مخبأه".

وأوضح في بيان صادر عن مكتبه، الخميس، على نسخة منه، أن الاتفاق، "ينص على إعطاء إنذارٍ مدته 24 يومًا، قبل أن يتمكن المفتشون الدوليون من زيارة مواقع إيرانية مثيرة للشبهات"، وفق البيان.

وتابع نتنياهو"قائلا: "باستطاعة الإيراينيين مخادعة الدول الكبرى في كل مكان وزمان، لأن أعمال المراقبة لن تجري بشكل فوري"، وفق تعبيره.

وختم رئيس الحكومة الإسرائيلية قائلاً: إن "بإمكان إيران الآن، سلوك مسارين للحصول على قنبلة نووية، أولهما يتمثل بالتقيد بالاتفاق الذي وقعته مع الدول الكبرى، والثاني يتمثل فيخرقه".