موسكو: شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس على عدم وجود جنود من الجيش الروسي في أوكرانيا، معترفا في الوقت نفسه بتواجد روس يعملون "في المجال العسكري".

ورأى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن هذا اعتراف "بوجود عسكري روسي في الجزء المحتل من شرق أوكرانيا"، يحسب ما قال بوروشينكو خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف في بروكسل.

وخلال مؤتمره الصحافي السنوي قال بوتين "لم نقل أبدا إنه لم يكن هناك (في أوكرانيا) أشخاص يشاركون في حل بعض المشاكل، بما في ذلك في المجال العسكري".

وأضاف "لكن هذا لا يعني أن هناك قوات نظامية روسية"، ردا على سؤال من أحد الصحافيين الأوكرانيين.

من جانبه، أكد ستولتنبرغ إلى جانب بوروشينكو "لطالما رددنا على جميع الصعد أن روسيا حاضرة بأفرادها العسكريين في شرق أوكرانيا (...) وهناك مصادر عدة تقول ذلك".

وتابع "واليوم، أكد الرئيس بوتين ذلك فعلا"، مضيفا "لقد أعلن أن لدى روسيا +أفرادا+ في شرق أوكرانيا، وأن هؤلاء يمارسون أنشطة عسكرية. هؤلاء نسميهم عادة جنودا".

واعتبر الامين العام للأطلسي أن "هذا يؤكد مرة أخرى على المسؤولية المباشرة لروسيا عندما يتعلق الأمر بالتنفيذ الكامل لاتفاقيات مينسك" التي ترمي إلى إنهاء النزاع الذي أودى بحياة أكثر من تسعة آلاف شخص منذ اندلاعه في نيسان/أبريل العام 2014.

والصيغة التي استخدمها الرئيس الروسي بقوله "أشخاص يشاركون في حل بعض المشاكل" غامضة للغاية وغير دقيقة، لكن الكرملين اعترف منذ بداية النزاع في شرق اوكرانيا بوجود "متطوعين" روس، من الجنود القدامى، ذهبوا للقتال إلى جانب الانفصاليين بمبادرة فردية.

وتحاكم أوكرانيا روسيين ألقت القبض عليهما في شرق البلاد وقدمتهما على أنهما ينتميان إلى أجهزة الاستخبارات في الجيش الروسي، بتهمة المشاركة في "حرب عدوانية" ضد أوكرانيا وفي "اعتداء إرهابي".

من جانبها، أكدت موسكو أن الرجلين استقالا من الجيش قبل أشهر عدة من توقيفهم.

وأكد بوتين أنه "ليس لنا مصلحة في مفاقمة التوتر في النزاع، بل على العكس، نحن نريد حل هذا النزاع في أقرب وقت ممكن".

وأشار ستولتنبرغ إلى أن روسيا موكلة تنفيذ عدة بنود من اتفاقيات مينسك من "سحب الأسلحة الثقيلة، وسحب القوات وضمان احترام وقف إطلاق النار"، لكن الاشتباكات تصاعدت مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة بعد شهرين من الهدوء، إذ قتل عدد من الجنود الأوكرانيين.